بدت تهديدات تنظيم «القاعدة» التحدي الأمني الوحيد الذي يُقلِق جماعة الحوثيين ومسلحيهم. وهم واصلوا أمس نقل ما نُهب من الأسلحة الثقيلة والمعدات العسكرية التي استولت عليها الجماعة لدى اجتياحها صنعاء، قبل أكثر من أسبوع. وكان التنظيم شنّ هجمات على عناصر الجماعة في صنعاءومأرب والبيضاء. في غضون ذلك علمت «الحياة» من مصادر رئاسية يمنية أن «المفاوضات بين الأطراف السياسية وجماعة الحوثيين لتسمية رئيس جديد لمجلس الوزراء، تواجه صعوبات كبيرة يُستبعَدْ تجاوزها خلال أيام وربما أُرجئ حسم الأمر إلى ما بعد إجازة عيد الأضحى». وأضافت المصادر أن «أكثر من شخصية اختيرت للمنصب بالتوافق بين كل الأطراف، لكنها كانت تعتذر عن عدم توليه نتيجة الأوضاع المعقّدة التي يعيشها اليمن». وأكدت «أن التنافس بات محصوراً بين شخصيتين رئيسيتين هما مدير مكتب رئيس الجمهورية الدكتور أحمد عوض بن مبارك، ونائب وزير التعليم العالي الدكتور محمد مطهر». وشوهد أمس مسلحون تابعون لجماعة الحوثيين وهم يواصلون نقل آليات ثقيلة للجيش وأسلحة استولوا عليها من معسكرات الجيش بعد اجتياحهم صنعاء في 21 أيلول (سبتمبر)، وذلك باعتبارها «غنائم حرب». ودانت منظمة «يونيسيف» التابعة للأمم المتحدة أمس احتلال المسلحين الحوثيين عدداً من المدارس الحكومية في صنعاء، وتحويلها إلى ثكن عسكرية، داعية إلى إخلائها سريعاً وتوفير بيئة آمنة لعودة الطلاب إلى مدارسهم. وروى شهود ل «الحياة» أن المسلحين الحوثيين «واصلوا في اليومين الأخيرين اقتحام مقار لجمعيات ومؤسسات خيرية تابعة لحزب التجمع اليمني للإصلاح (الإخوان المسلمين)، ونهب محتوياتها في ظل غياب تام لأجهزة الدولة». وشيّعت وزارة الدفاع اليمنية أمس جثامين خمسة ضباط وجنود، أكدت أنهم قتلوا خلال قصف الحوثيين مقر التلفزيون الحكومي، علماً أن مصادر حكومية كانت تحدثت عن سقوط حوالى ثلاثمئة قتيل في الأحداث التي رافقت اقتحام الحوثيين للعاصمة. ويظل الخطر المحدق بجماعة الحوثيين التي باتت تتحكم بالقرار السياسي والأمني في صنعاء، محصوراً في تهديدات تنظيم «القاعدة» الذي نفّذ أول من أمس هجوماً انتحارياً على تجمُّعٍ لهم في محافظة مأرب، أوقع عشرات القتلى والجرحى، إلى جانب تفجير عبوة ناسفة في صنعاء قرب نقطة تفتيش حوثية. كما أعلن التنظيم مسؤوليته عن مقتل خمسة أشخاص في محافظة البيضاء، بالتزامن مع الهجوم في مأرب، مشيراً إلى أن الخمسة من أنصار الحوثيين. وبث على مواقع تابعة له على الإنترنت صوراً لجثثهم محترقة، موضحاً أن النار أُطلقت على سيارة تقلُّهم على الطريق بين مدينة البيضاء ومديرية ذي ناعم. وأعلن أمس موقع وزارة الدفاع أن النيابة الجزائية المتخصصة في قضايا الإرهاب في صنعاء، أحالت على المحاكمة اثنين من أخطر عناصر «القاعدة» «أحدهما زعيم التنظيم في منطقة وصاب بمحافظة ذمار». وأكد أنهما كانا «ضمن العناصر الإرهابية التي قاتلت عناصر القوات المسلحة والأمن في محافظة أبين»، إلى جانب اغتيالهما ضباطاً وجنوداً. وفي ظل تفاقم قلق اليمنيين من عدم انسحاب مسلحي الحوثيين من العاصمة، حذّرت منظمة الأغذية والزراعة (فاو) من أن نصف سكان البلد (تعدادهم 25 مليوناً) يفتقدون «الأمن الغذائي»، لجهة عدم تلبية احتياجاتهم من الغذاء.