علمت «الحياة» أن الحوثيين يفاوضون لاستيعاب أكثر من عشرين ألف مسلّح من أنصارهم في الشرطة والأجهزة الأمنية اليمنية، وكذلك في صفوف الجيش، في مقابل سحب المسلّحين من صنعاء. وعرضت اللجنة الأمنية العليا على جماعة الحوثيين قبول تجنيد عشرة آلاف فقط. وكسر مئات من الناشطين اليمنيين أمس حاجز الخوف من جماعة الحوثيين التي باتت الحاكم الفعلي في صنعاء، ونظّموا وقفة احتجاجية تطالب برحيل مسلّحي الجماعة من العاصمة، وإعادة الأسلحة التي نهبوها من مواقع الجيش. في غضون ذلك، تبنى تنظيم «القاعدة» هجوماً انتحارياً على تجمع للحوثيين في مأرب، أدى إلى سقوط قتلى وجرحى، وتحدثت مصادر أمنية وقبلية عن توافد مجموعات من «القاعدة» غرباً باتجاه محافظة البيضاء، فيما بدأ تمدُّد الحوثيين غرباً إلى محافظة الحديدة. وما زال المسلحون الحوثيون يتولون مهمات الأمن في العاصمة على رغم توقيعهم الملحق الأمني لاتفاق «السلم والشراكة الوطنية»، والذي يقضي بخروجهم من صنعاء وعمران ووقف المواجهات في الجوف. واستبعد مراقبون أن تسحب الجماعة مسلّحيها من صنعاء، فيما بدأ عناصرها أمس التمدد غرباً إلى الحديدة، وهي تضم ثاني أهم الموانئ اليمنية، وافتتحوا مقار في المدينة تمهيداً للسيطرة عليها بالتزامن مع تحركات مماثلة تستهدف، وفق مراقبين، السيطرة على منابع النفط وخطوط الطاقة الرئيسة في محافظة مأرب (شرق صنعاء). وشوهد أمس القائد الميداني للحوثيين أبو علي الحاكم وهو يستقبل وفداً حقوقياً وإعلامياً في مقر ما كان يسمى «الفرقة الأولى المدرعة»، والذي سيطرت عليه الجماعة قبل أكثر من أسبوع إثر معارك شرسة، لإطلاع الوفد على ما وُصِف بأنه أنفاق كان يستخدمها الجنرال الفار علي محسن الأحمر للتخفي، إضافة إلى سجون سرّية لقمع معارضيه، وفق رواية الحوثيين. إلى ذلك أفادت مصادر أمنية وقبلية في مناطق أبين وشبوة (جنوب) بأن مجموعات من مسلحي تنظيم «القاعدة» تتوافد غرباً باتجاه محافظة البيضاء، استعداداً للمواجهة المحتملة مع المد الحوثي. وأكد التنظيم في منشور على حساب تابع له في «تويتر» أن أحد انتحارييه هاجم أمس بسيارة مفخخة تجمُّعاً للحوثيين في منطقة الجفرة بمديرية مجزر الواقعة بين محافظتي مأربوالجوف (شرق صنعاء) ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى. وقالت مصادر قبلية ل «الحياة» إن «الهجوم استهدف مستشفى يرقد فيه عدد من جرحى الحوثيين، كانوا أصيبوا في معاركهم الأخيرة في الجوف». سعود الفيصل وفي كلمة لوزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل رئيس وفد المملكة إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة، وُزِّعت في نيويورك، حذّر الوزير من أن اليمن يشهد أوضاعاً بالغة الخطورة «يُخشى إن لم نتداركها أن تقود، لا سمح الله، إلى مزيد من الانحدار نحو العنف والصراع الذي سيكون الشعب اليمني ضحيته الأولى».