وقعت جماعة الحوثيين في صنعاء أمس على الملحق الأمني لاتفاق «السلم والشراكة الوطنية» بعد رفض دام أسبوعاً وأطلقت السلطات ثمانية مدانين كانوا تورطوا في تهريب شحنة أسلحة إيرانية للجماعة التي بدأ مسلحوها أمس في تخفيف قبضتهم الأمنية على العاصمة غداة اشتباكات عنيفة مع حراس منزل رئيس جهاز الأمن القومي أسفرت عن قتيلين وستة جرحى. وأفادت مصادر أمنية ل «الحياة» أن ثلاثة جنود على الأقل قتلوا أمس وأصيب آخرون في هجوم لمسلحي تنظيم «القاعدة» استهدف دورية للجيش في محافظة شبوة (جنوب شرق صنعاء) بالتزامن مع ضربة جوية لطائرة أميركية من دون طيار هي الثانية في أسبوع استهدفت سيارة يستقلها أربعة عناصر من التنظيم في محافظة الجوف ما أدى إلى احتراقها وقتل شخصين وإصابة اثنين. إلى ذلك أطلق مسلحان مجهولان يستقلان دراجة نارية مساء أمس قذيفة صاروخية على مبنى السفارة الأميركية في صنعاء ثم لاذا بالفرار، فيما أعلنت جماعة «أنصار الشريعة» المرتبطة بتنظيم «القاعدة في جزيرة العرب» مسؤوليتها عن الهجوم في بيان على حساب تابع لها في «تويتر». وأدعى البيان أن الهجوم أعطب مصفحة وأوقع جرحى في صفوف حراس السفارة وأنه يأتي رداً على غارة لطائرة من دون طيار استهدفت محافظة الجوف وسقط جراءها عدد من الأطفال. وأكد ل»الحياة» مصدر أمني عدم سقوط ضحايا جراء الهجوم في حين قالت السفارة في رسالة نصية عممتها على الصحافيين إنه «ليس لديها أي سبب يجعلها تعتقد أن الهجوم كان يستهدفها» وأضافت «أن الحكومة اليمنية تحقق حالياً في الأمر». وجاء الهجوم بعد أسبوع من سقوط صنعاء قي قبضة الحوثيين وبعد يوم من إعلان واشنطن تقليص عدد موظفي سفارتها في اليمن. وشوهد أمس تراجع ملحوظ في انتشار المسلحين الحوثيين في شوارع صنعاء، وخلت منهم نقاط التفتيش في بعض مناطق العاصمة، كما فتح الحوثيون جزئياً الجهة الشمالية من شارع المطار الذي يخيمون فيه، إذ عادت إليه حركة السير، فيما يعتقد أنه مؤشر على نية الجماعة سحب مسلحيها ولو ظاهرياً من صنعاء بعد توقيعها الملحق الأمني لاتفاق التسوية الأخير. وأكد الناطق باسم الحوثيين محمد عبدالسلام أن جماعته وقعت أمس الملحق الأمني لاتفاق السلم والشراكة الذي سبق أن وقعته الأطراف السياسية برعاية مبعوث الأممالمتحدة جمال بنعمر الأحد الماضي بالتزامن مع اجتياح مسلحي الجماعة للعاصمة وفرض سيطرتهم الأمنية على المؤسسات الحكومية بما فيها الأجهزة السيادية. وينص الملحق الأمني للاتفاق على وقف فوري لإطلاق النار وتطبيع الأوضاع وانسحاب المسلحين الحوثيين من صنعاء وعمران ووقف القتال في الجوف إلى جانب تضمنه خطوات إجرائية تشرف عليها الأممالمتحدة لسحب الأسلحة الثقيلة من الجماعات والأشخاص بما فيهم جماعة الحوثيين وفق جدول زمني. وكان مسلحو الجماعة استولوا في الأيام الماضية بعد سيطرتهم على مواقع للجيش في صنعاء على مئات الآليات الثقيلة بما فيها الدبابات والمدافع وناقلات الجند إلى جانب كميات من الأسلحة المتوسطة والثقيلة والذخائر وشوهدوا وهم ينقلونها إلى معاقلهم في عمران وصعدة. وبعد يومين من إفراج السلطات اليمنية عن عنصرين من الحرس الثوري الإيراني أفادت مصادر قضائية أمس في عدن أن السلطات رضخت للضغوط الحوثية وأمرت بإخلاء سبيل ثمانية أشخاص محكومين بالسجن بعد ثبوت تورطهم في تهريب شحنة أسلحة إيرانية على متن السفينة «جيهان - 1» لصالح الحوثيين التي كان تم اعتراضها عند الشواطئ اليمنية في بحر العرب مطلع السنة 2012. وفي حين كان رئيس جهاز الأمن القومي اليمني علي حسن الأحمدي اتهم الحوثيين باقتحام منزله في الأحياء الشمالية للعاصمة بعد سيطرتهم على صنعاء الأحد الماضي ونهبه، أفاد شهود بأن اشتباكات عنيفة اندلعت فجر أمس بين المسلحين الحوثيين وحراس منزل الأحمدي الواقع في حي حدة جنوبي العاصمة ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى. واعترف الحوثيون بأن هذه الاشتباكات التي حدثت غرب القصر الرئاسي وشارك فيها حراسه إلى جانب حراس منزل الأحمدي كانت عرضية، مؤكدين سقوط قتيلين من عناصرهم وستة جرحى، وعلمت «الحياة» أن وساطة قادها رئيس جهاز الأمن السياسي اللواء جلال الرويشان لوقف الاشتباكات حالت دون تطورها. ودعا القيادي والناشط في الجماعة على البخيتي أمس في منشور على صفحته في «فايسبوك» الرئيس هادي إلى إقالة الأحمدي وقال: «هذا الجهاز مارس الخطف والتعذيب النفسي والجسدي على الآلاف، ورئيسه علي الأحمدي قتل عشرة شباب سلميين قبل أكثر من سنة، وجرح العشرات، أو تستر على قاتليهم في الحد الأدنى ووفر لهم الحماية حتى اللحظة، إضافة إلى ارتباط الجهاز الوثيق بوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية».