تكثفت الاحتجاجات والإضرابات في باكستان أمس، لمطالبة السلطات بإجراءات أقوى من أجل حماية الأقلية الشيعية التي استهدفها اعتداء دموي جديد تبنته جماعة «عسكر جنقوي»، وأسفر عن سقوط أكثر من 80 قتيلاً في سوق مدينة هزارة تاون الشيعية بكويتا عاصمة إقليم بلوشستان (جنوب غرب) السبت الماضي. وتواصل اعتصام آلاف من النساء في هزارة تاون لرفض دفن ضحايا التفجير الدموي، فيما صرح قائد شرطة كويتا، وزير هان ناصر، بأن مفاوضات ستستأنف مع قادة الطائفة الشيعية لإقناعهم بدفن الضحايا. لكن قيوم شانغيزي، المسؤول في حزب شيعي، قال إن «المتظاهرين لن يدفنوا القتلى حتى اطلاق عملية مطاردة»، وهو ما حصل بعد مقتل اكثر من 90 شيعياً بسلسلة اعتداءات تبنتها «عسكر جنقوي» أيضاً في كويتا الشهر الماضي. ونظمت تظاهرات في مدن مختلفة من باكستان للمطالبة بوقف استهداف الشيعة، وتوقفت وسائل النقل العام عن العمل في كراتشي واغلقت المدارس ابوابها، بعدما دعا حزب شيعي الى اضراب. وفيما دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون السلطات الى التحرك سريعاً ضد المسؤولين عن التفجير، واتهمت صحف باكستانية الحكومة وأجهزة الاستخبارات النافذة وقوات الأمن، التي تتهم بأنها مقربة من حركات متطرفة، بعدم تنفيذ شيء لحماية الأقلية، أو مطاردة منفذي الاعتداءات. ويحمل الهزارة البالغ عددهم حوالى 500 ألف في كويتا ملامح متميزة، ما يسهل استهدافهم. وتتولى قوات حرس الحدود، بدرجة كبيرة، مسؤولية الأمن في بلوشستان، لكن الشيعة يقولون إن هذه القوات «غير قادرة أو لا ترغب في حمايتهم». وفي ايران، دان الأمين العام لمجمع الصحوة الإسلامية علي أكبر ولايتي تفجير كويتاً، معتبراً انه «جاء للانتقام من هزيمة الدول الغربية والرجعية العربية في سورية، ولتحويل أنظار المجتمع الدولي». على صعيد آخر، قتل 5 أشخاص على الأقل في هجوم شنه مسلحون ارتدوا زي الشرطة في بيشاور كبرى مدن منطقة القبائل (شمال غرب) على مكتب مطهر ديب، اكبر مسؤول سياسي في اقليم خيبر المجاور. وفتح المهاجمون النار على أعضاء وحدة في شرطة القبائل قتل اثنان منهم، قبل أن يفجر احدهم حزامه الناسف خارج المكتب. ولم يصب الحاكم ديب بأذى، علماً انه كان خرج سابقاً سالماً من محاولة اغتيال في مدينة مردان التي تبعد حوالى 50 كيلومتراً عن بيشاور. وفي افغانستان، قتل 21 مسلحاً من حركة «طالبان» وجرح 5 آخرون، في 9 عمليات مشتركة نفذتها قوات حكومية بالتعاون القوات مع نظيرتها في الحلف الأطلسي (ناتو) خلال الساعات ال24 الأخيرة في ولايات مختلفة.