دعا الشيعة في باكستان الجيش اليوم الأحد إلى السيطرة على مدينة كويتا بعد التفجير الذي نفذه متشددون سنة وأودى بحياة 85 شخصا وهددوا بتنظيم مسيرة طويلة إلى العاصمة اذا لم تنفذ مطالبهم. ولم يفعل قادة البلاد شيئا يذكر لاحتواء جماعات سنية متشددة كثفت حملة تفجيرات واغتيالات تستهدف الأقلية الشيعية في محاولة لزعزعة استقرار الدولة المسلحة نوويا واقامة نظام حكم ديني سني. وتواجه الحكومة غضبا متزايدا بسبب عجزها عن تحقيق الاستقرار في الوقت الذي تستعد فيه للانتخابات المتوقع إجراؤها خلال أشهر. وأعلنت جماعة عسكر جنجوي السنية المتشددة أمس السبت مسؤوليتها عن تفجير كويتا الذي زاد شكوك الشيعة بأن أجهزة المخابرات تغض الطرف عن سفك الدماء أو ربما تدعم المتطرفين. ونقل حسنين الزيدي المتحدث باسم تحالف جماعات شيعية يسمى مجلس وحدة المسلمين عن عائلات بعض الضحايا قولها انها لن تدفن قتلاها إلى أن يتدخل الجيش لحماية الشيعة. وقال الزيدي لرويترز “الوضع متوتر للغاية..احترقت 35 جثة ولم يتم التعرف عليها. ستنظم العائلات الشيعية مسيرة طويلة إلى إسلام أباد ما لم يتدخل الجيش.” وارتفع عدد ضحايا تفجير أمس أثناء الليل وسقط معظم الضحايا في السوق الرئيسية في كويتا عاصمة بلوخستان قرب الحدود مع أفغانستان. ومعظم القتلى من الهزارة وهي جماعة شيعية. وقال نواب ذو الفقار علي ماجسي حاكم إقليم بلوخستان أثناء تفقده أحد المستشفيات “الهجوم الإرهابي على الهزارة الشيعة في كويتا هو فشل للمخابرات وقوات الأمن.” ودعا زعماء الهزارة الحكومة إلى اتخاذ إجراء حاسم فيما حذر بعض الباكستانيين من خروج العنف الطائفي عن السيطرة قبل الانتخابات المتوقعة في مايو ايار. وقال عزيز هزارة نائب رئيس حزب الهزارة الديمقراطي “الحكومة مسؤولة عن الهجمات الإرهابية وجرائم القتل بين أفراد الهزارة لأن قواتها الأمنية لم تقم بعمليات ضد الجماعات المتطرفة. “نمهل الحكومة 48 ساعة للقبض على الجناة المتورطين في قتل شعبنا وبعد ذلك سنقوم باحتجاجات قوية.” وواصل بعض الأشخاص اليوم البحث عن ناجين تحت الكتل الخرسانية التي سقطت من المباني جراء الانفجار. وظهرت بقعة دم كبيرة على جدار قرب موقع الانفجار. وأغلقت العديد من المتاجر والأسواق واستجاب أقارب المصابين لمناشدة المستشفيات بالتبرع بالدم. وقال التاجر محمد عمران “تعرف الحكومة تماما من يفعل ماذا ومن وراء كل هذا. إذا أرادت الحكومة (منع ذلك) لن يجرؤ أحد أن يحمل ولو سكين مطبخ إلى أي سوق.” وفي العاصمة إسلام أباد شارك نحو 400 شخص بينهم سنة في مظاهرة لمطالبة الحكومة بالقضاء على التطرف. ونظمت احتجاجات أيضا في بعض المدن الأخرى بما فيها كويتا وكراتشي العاصمة التجارية للبلاد. وقال شيعي يدعى سيد عباس نقوي “هناك قانون للغاب ولكن أعتقد أن هذا البلد يخلو حتى من قانون الغاب.” وأضاف “دائما ما يكون المستضعفون قليلو الحيلة ممن لا حول لهم ولا قوة هدفا للأعمال الوحشية في حين أن جميع المتوحشين مثل الإرهابيين وعناصر طالبان وغيرهم ممن يرتكبون هذه الأعمال الشرسة… يجوبون جميع أنحاء البلاد بحرية.” ويزداد الغضب الشعبي إزاء مجموعة من القضايا الأخرى قبل الانتخابات مثل انتشار الفقر وانقطاع الكهرباء والفساد. غير أن موجات من الهجمات الكبرى ذات الصبغة الطائفية سلطت الضوء على سجل باكستان السيء في مجال الأمن. ويقول منتقدون إن وكالات المخابرات الباكستانية كانت تدعم من قبل جماعات مثل عسكر جنجوي لمحاربة القوات الهندية في كشمير وفشلت بعد ذلك في السيطرة عليها. والآن يقول الشيعة في كويتا ومدن أخرى إنهم تحت الحصار. وقال ناصر علي (45 عاما) وهو موظف حكومي “تعبنا من انتشال جثث أحبائنا… فقدت ثلاثة من أفراد عائلتي حتى الآن في مثل هذه التفجيرات.” وأعلنت جماعة عسكر جنجوي أيضا مسؤوليتها عن تفجير في الشهر الماضي بمدينة كويتا قتل فيه نحو مئة شخص في أحد أسوأ الهجمات الطائفية في باكستان. ويزيد العنف الطائفي الضغط على الحكومة المدعومة من الولاياتالمتحدة لتجنب اندلاع صراع كبير بين السنة والشيعة. وقال الطالب السني مالك أفضل “ما لم نقرر التكاتف سيستمر القتل. اليوم ماتوا (الشيعة) وغدا سنموت نحن (السنة). وفي اليوم التالي سيقتل آخرون.” وقتل أكثر من 400 شيعي في باكستان العام الماضي راح كثيرون منهم ضحية إطلاق الرصاص أو تفجيرات قنابل. وردت بعض الجماعات الشيعية المتشددة بقتل رجال دين سنة. رويترز | كويتا