استبعد البيان الختامي للمؤتمر الدولي المعني بتعاون الأممالمتحدة مع مركز مكافحة الإرهاب، أن تكون أية دولة قادرة على صد التهديدات الإرهابية وحدها من دون تعاون دولي، لافتاً إلى أن «عدم التطور وابتكار وسائل جديدة لمكافحة الإرهاب سبب يقود إلى استمرار وجود تلك الظاهرة». وشدّد ممثل الأمين العام للأمم المتحدة محمد رفيع الدين شاه - الذي تلا البيان الختامي للمؤتمر أمس بالرياض - على أن الإرهاب «لا دين ولا جنسية له»، مؤكداً ضرورة أن تقف الجهود الدولية متحدة لمحاكمة أي فرد يتورط في التمويل أو التخطيط أو التنفيذ لأي عمل إرهابي، وإحباط خطط الإرهابيين، ووضع حد لهم. وأعلن عزم الأممالمتحدة إنشاء موقع على شبكة الإنترنت للتواصل وتبادل المعلومات، وتطوير سبل التعاون بين مراكز مكافحة الإرهاب عالمياً، على أن يشارك في الموقع خبراء متخصصون، من أجل تبادل المعارف والمعلومات والخبرات في مواضيع ومجالات محددة، مضيفاً أن فريق مركز مكافحة الإرهاب في الأممالمتحدة على استعداد لتقديم المزيد من الدعم لهذه الشبكة الوليدة. وشدد البيان الختامي على أهمية احترام القوانين وحقوق الإنسان للجميع، باعتبارها قواعد أصلية لمكافحة الإرهاب، وتطوير برامج بناء القدرات والقوانين الدولية، بما فيها حقوق الإنسان وقوانين اللاجئين. ودعا إلى زيادة التعاون بين الدول وتعددية الأطراف المتعاونة، «لا يمكن أن يقتصر التعاون الدولي بين الدول على العلاقات، بل يجب أن يذهب لأبعد من ذلك بين الجهات الفاعلة التقليدية، وتسهيل التحالفات بين المراكز التي تركز على مجالات مختلفة من مكافحة الإرهاب متجمعة وفقاً للركائز الاستراتيجية الأربع العالمية». وذكر أن الركيزة الأولى تتناول برامج بناء قدرات المراكز للتصدي للظروف الموصلة إلى انتشار الإرهاب، مشيراً إلى أن التصدي للإرهاب في بيئات «متعددة الديانات» يعد تحدياً يجب وضعه في الاعتبار عند وضع برامج مكافحة الإرهاب، إضافة إلى أهمية رصد وتقويم البرامج ب«صرامة» لتطويرها مستقبلاً. وأعرب شاه في البيان الختامي الذي تلاه عن شكره للسعودية على الدعم الكامل للأمم المتحدة، مقدراً الالتزام الكامل لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بإنجاز الجهود الدولية لمكافحة الإرهاب وعمل الأممالمتحدة في هذا الاتجاه. وأشار إلى أن الدول الأعضاء في مركز مكافحة الإرهاب على استعداد لتقديم دعم دولي وجهود جماعية لمكافحة الإرهاب، التي ظهرت بقوة في المداولات والمناقشات التي طرحت في ختام المؤتمر الدولي المعني بتعاون الأممالمتحدة مع مركز مكافحة الإرهاب. وتابع: «إن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون يقدر وبشكل كبير التزام خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وحكومته بجهود مكافحة الإرهاب الدولية، وما تقوم به الأممالمتحدة من أعمال في هذا المجال». وأشار إلى أن عدداً من الممثلين أوضحوا أن برامج بناء القدرات يمثل حجر الزاوية لمد المسؤولين بأدوات أفضل لمكافحة الإرهاب، معرباً عن سعادته لسماعه أن المشاركين في المؤتمر كانوا متلهفين للتعلم من بعضهم، ليس فقط من خلال هذا المؤتمر، ولكن من خلال مواصلة تبادل الخبرات بينهم في المستقبل. وأضاف: «خلال يومي المؤتمر تعلمنا الكثير من المناهج المبتكرة لمكافحة الإرهاب، والتي تم تصميمها وتنفيذها في أماكن مختلفة من العالم، وأنه لأمر مشجع أن نرى غزارة المعلومات والخبرات التي تم تبادلها من أجل بناء برامج القدرات، حتى ولو كانت بعض المشاريع والبرامج تم تطويرها بحسب حاجات محددة لمنطقة أو مسابقة وطنية». وزاد: «بدا واضحاً أن التآزر وتضافر الجهود تم تحديدهما واكتشافهما، وأن إحدى نتائج مبادئ هذا المؤتمر ستكون بحسب اعتقادي تطوير التعاون بين معظم مراكز مكافحة الإرهاب المهمة والمؤسسات في مختلف المناطق من العالم، والتي التقت هنا للمرة الأولى في هذا التجمع المهم». وأثنى البيان الختامي على الدور الذي لعبته السعودية في مجال مكافحة الإرهاب، والمعايير التي اتخذتها على المستويين المحلي والدولي، مشيراً إلى أن الإرهاب يوقف عملية التطوير في البلدان، ويعوق جهود الحكومات لرفع وتنوير مجتمعات دولها. وشدد شاه على أهمية تطوير الطرق، وإيجاد الوسائل المبتكرة في مكافحة الإرهاب، لاستكمال الجهود الموجودة والمتوافرة فكرياً واقتصادياً، باعتبارها نقاطاً مهمة يجب تناولها، إذ إن من بين المسببات التي تقود إلى الإرهاب عدم التطور، وابتكار وسائل جديدة لمكافحته، مطالباً الجميع بالمساهمة في تقوية الروابط الجديدة التي تشكلت خلال المؤتمر، لكي تمكّن الجميع من الاستجابة لحاجاتهم ودعمهم. وفي السياق نفسه، شهد ختام المؤتمر مداخلات لممثلي عدد من الدول المشاركة فيه، التي تركزت على ضرورة أن يكون اللقاء سنوياً لما يمثله الإرهاب من تحدٍّ لجهود التنمية، منوهين بالدور الكبير الذي يقوم به مركز الأممالمتحدة لمكافحة الإرهاب في تبادل التجارب والخبرات. وأبدى ممثل الأمين العام للأمم المتحدة دعمه لمقترح إقامة المؤتمر بشكلٍ سنوي، مؤكداً أن الأممالمتحدة تدعم كل الجهود الرامية لمكافحة الإرهاب. إلى ذلك، قال وكيل وزارة الخارجية للعلاقات المتعددة الأطراف الأمير تركي بن محمد بن سعود الكبير، إن المشاركات الفاعلة في المؤتمر دلالة واضحة على التزام المجتمع الدولي بضرورة العمل الجماعي، والاستفادة من الخبرات والمشاريع التي سيقوم بها المركز، وأهمية التنسيق والتعاون وتبادل الخبرات بين أعضاء الأممالمتحدة في هذا الشأن، كما يعد أيضاً تعضيداً ودعماً للمركز والمهمات المأمولة منه.