أبدت المملكة استعدادها دولياً لتبادل الخبرات في مجال مكافحة الارهاب وإعادة التأهيل والمناصحة. وقال الأمير سعود الفيصل في كلمة ألقاها نيابة عنه الأمير تركي بن محمد بن سعود الكبير وكيل وزارة الخارجية خلال افتتاح المؤتمر الدولي المعني بتعاون الأممالمتحدة لمكافحة الإرهاب أن مواجهة الإرهاب لم تعد أمنية فقط بل تشمل نواحي أخرى من ضمنها الفكرية وذلك عبر إقامة الحوار ونشر الدراسات والبحوث والفكر الوسطي واستخدام التقنية بالتعاون مع مؤسسات المجتمع المدني. وقال سموه إن المملكة أكدت دائما إدانتها وشجبها للإرهاب بكافة أشكاله واستعدادها للتعاون مع جميع الجهود المبذولة لمكافحته لما في ذلك من دعم للاستقرار والأمن الدوليين، مشيراً إلى أن المملكة قامت في هذا المجال باتخاذ العديد من التدابير والإجراءات لمحاربة هذه الظاهرة الخطيرة على جميع المستويات الداخلية والاقليمية والدولية. وأضاف سموه إنه من منطلق اهتمام وحرص المملكة في مقاومة هذه الظاهرة فإنها تعتبر مكافحة الإرهاب مسؤولية دولية مشتركة تتطلب جهوداً حثيثة ومتواصلة، وما تبني الدول الأعضاء في الأممالمتحدة للاستراتيجية العالمية لمكافحة الإرهاب، وما تضمنته من مرتكزات، إلا دليل على أن الإرهاب يتطلب لمكافحته تعزيز التنسيق والتعاون وتبادل الخبرات بين الدول والمراكز ذات العلاقة في جميع الجوانب المتعلقة في مكافحة الإرهاب. مون: نسعى لتطبيق الخطط وتحقيق التعاون بين مختلف الدول الأعضاء وأكد سمو وزير الخارجية أن المملكة إيماناً منها بأهمية التعاون والإسهام في دعم الجهود الدولية لمكافحة الإرهاب قامت بتقديم دعم مالي لإنشائه على مدى الثلاث سنوات الأولى بمقدار 10 ملايين دولار. وأفاد سموه أن تأسيس المركز الدولي لمكافحة الإرهاب تحت مظلة الأممالمتحدة لدليل على أن الإرهاب يتطلب لمواجهته تعزيز التنسيق والتعاون وتبادل الخبرات بين الدول والمراكز بشكر متكامل، داعياً المشاركين في المؤتمر إلى التعاون مع المركز للاستفادة منه. وأوضح سموه أن هدف الاجتماع اليوم هو إيجاد سبل لتنسيق تلك الجهود وتوحيدها والبحث في كيفية الاستفادة الكاملة من الخدمات والدراسات التي تقوم بها تلك المراكز. مؤكداً أن العمل الجماعي والتنسيق والتعاون بين الدول والمراكز في سبيل مكافحة الإرهاب وتداعياته، ووضع برامج ثنائية ومشاريع لتنفيذها في إطار الأهداف المشتركة والركائز الأربع للاستراتيجية العالمية سيحقق الكثير من النجاحات لمعالجة العديد من التحديات الأمنية المتعلقة لمكافحة الإرهاب، وهو دليل على استمرار الالتزام بالتعاون المشترك لمواجهة هذه الظاهرة عبر الدراسة وتبادل الآراء والتعاون والحوار والخبرات وتقديم التوصيات بشأنها والتنسيق بهدف رفع القدرات لمواجهة ظاهرة الإرهاب من خلال التواصل بين الخبراء والمختصين للدول والمراكز وتطوير علاقة الشراكة بين الأممالمتحدة ممثلة في (المركز الدولي لمكافحة الإرهاب) والمنظمات الإقليمية والمراكز المتخصصة في سبيل تنفيذ الاستراتيجية العالمية لمكافحة الإرهاب. وأشار الامير سعود الفيصل وزير الخارجية إلى أن خطر الإرهاب والإرهابيين لازال قائماً وممتداً في العديد من الدول مما يتطلب معه ضرورة مواجهته بكل الوسائل وعلى كافة المستويات المحلية والإقليمية والدولية، موضحاً أن الإرهاب يهدد الجميع دون تمييز ويتسبب في تقويض التنمية الاقتصادية والاجتماعية، مما يتطلب معه التزام الدول بالتعاون مع تحديات الإرهاب وفق استراتيجية طويلة المدى يركز فيها على بناء القدرات ومواجهة الفكر المتطرف وتحصين المجتمع وفي نفس الوقت إعداد المشاريع التي تقوض مخططات الإرهابيين من خلال تفعيل التنسيق والمشاركة بين المراكز المتخصصة في مجال مكافحة الإرهاب لتحسين تلك المشاريع والتعاون في تنفيذها. وأكد سمو وزير الخارجية أهمية دعم بناء قدرات الدول التي تحتاج لذلك وتحسين أفضل الممارسات ومساعدتها في مجال مكافحة الإرهاب، وتقديم التدريب والدعم وتعزيز التعاون والتنسيق مع الجهات المختصة في تلك الدول لمواجهة التحديات الأمنية المختلفة والأنشطة غير الشرعية كتهريب الأسلحة وتجارة المخدرات وغسل الأموال ولمتابعة الإرهابيين وتعقبهم. من جانبه أكد معالي الأمين العام للأمم المتحدة في كلمة ألقاها نيابة عنه ممثل الأممالمتحدة إريك بلمبلي حرص المنظمة الدولية على تطبيق الخطط وتحقيق التعاون بين مختلف الدول الأعضاء، وسعيها من خلال مؤتمر الرياض تعزيز وتقوية قدرات كل الشركاء من مختلف الأطراف والمراكز. وحث ممثل الأممالمتحدة على ضرورة تقوية الشركاء في المراكز المنتشرة في العالم وتوحيد جهودها والتنسيق فيما بينها، للالتزام بالعمل المشترك، والتعاون الأممي لمكافحة الإرهاب. وأكد بلمبلي أن المنظمة قررت التعاون مع المركز المعني بمكافحة الإرهاب في باكستان، لأجل تعزيز القدرات في المركز في إطار المجلس الاستشاري مشيراً إلى أن الفرصة سانحة لأجل إنجاح عمل المركز، والمشاركة في إنجاح هذا الاجتماع المهم المقام في الرياض. من جهته أكد الضابط التنفيذي لفرقة العمل العاملة في مجال مكافحة الإرهاب محمد رفيع الدين شاه أن الاستراتيجية الأممية لمكافحة الإرهاب كفيلة بدحر الإرهاب متى ما طبقت بشكلٍ كامل من الجميع، مؤكداً ضرورة التعاون بين المركز وباقي المراكز ذات العلاقة بمكافحة الإرهاب في جميع أنحاء العالم في تنفيذ تلك الاستراتيجية. مشيراً إلى أن بناء القدرات من أولويات المركز، إضافة إلى صياغة الاستراتيجيات ومكافحة تمويل الإرهاب وحفظ حقوق الإنسان ودعم ضحايا الإرهاب، متطرقاً إلى اجتماع "بوغوتا" الذي عقد قبل شهر والتقى فيه بمسؤولين في الدول النامية ومراكز مكافحة الإرهاب فيها، ومناقشتهم المباشرة في دعم ميزانياتهم العامة، داعياً المجتمعين للتفكير معاً في آليات من شأنها تنفيذ الإستراتيجية الأممية لمكافحة الإرهاب، وتبادل الخبرات والأفكار والتجارب بما يخدم الجميع. جانب من حضور المؤتمر صورة جماعية للمشاركين «عدسة: عليان العليان»