قال مصدر عسكرى مصري مسؤول إن «جهود القوات المسلحة المصرية مستمرة بكل الطرق لإغلاق الأنفاق» التي يستخدمها الفلسطينيون لتهريب البضائع والسلع التي تمنع إسرائيل توريدها إلى قطاع غزة منذ فرض الحصار على القطاع قبل حوالى ست سنوات. ويهرّب الفلسطينيون عادة مشتقات الوقود ومواد البناء والأغذية وأسمدة كيماوية زراعية وأنابيب معدنية وغيرها من السلع والمنتجات المحظورة إسرائيلياً من الدخول إلى القطاع. وأضاف المصدر العسكري أن «عدد الأنفاق الموجودة على الشريط الحدودي في رفح التي تم التعرف إليها يبلغ 225 نفقاً»، نافيًا الأرقام الضخمة التي ترددت حول عددها. ويتردد في بعض وسائل الإعلام أن عدد الأنفاق يصل إلى حوالى 1500، علماً أن طول الشريط الحدودي الفاصل بين مدينتي رفح الفلسطينية والمصرية لا يتجاوز طوله 14 كيلومتراً، نصفه تقريباً غير صالح لحفر أنفاق بسبب التربة الرملية من الجهة الغربية القريبة من البحر المتوسط. ويترك الفلسطينيون عادة مسافة فاصلة بين كل نفق وآخر كي لا تنهار الأنفاق كلها على من فيها. وقال المصدر لموقع «بوابة الأهرام» التابع لصحيفة «الأهرام» إنه «نظراً إلى أن كل نفق لهم خارج عدة، منها داخل المنازل المصرية يصعب كشفها، فإن عددها يصل إلى 550 نفقاً». وأكد أن «عمليات هدم الأنفاق مستمرة ولم تتوقف، من خلال آليات جديدة وطرق متنوعة، أهمها استخدام المياه لغمر تلك الأنفاق وإفساد تربتها»، لافتاً إلى أن «القوات المسلحة بدأت بالفعل في هدم الأنفاق الرئيسة». وشدد على أن «القوات المسلحة تسعى إلى حفظ الأمن والاستقرار في شبه جزيرة سيناء، خلال المرحلة الجارية، حيث نصبت عدداً من الكمائن الثابتة والمتحركة وتعمل على مساعدة الشرطة المدنية في تأمين المواقع الحيوية المهمة فيها». وأوضح أن «مصر أعلنت عزمها على التخلص نهائياً من الأنفاق، بعدما أصبحت وسيلة يتاجر بها بعض الأفراد، من دون أن تكون لها أي علاقة بالتخفيف من معاناة الشعب الفلسطيني، خصوصاً أن المعابر الشرعية أصبحت تعمل في شكل منتظم». وتقول مصادر فلسطينية إن مصر تلجأ عادة إلى غمر الأنفاق بمياه الصرف الصحي، التي تعمل على انهيارها من الداخل، فضلاً عن رائحتها الكريهة، علاوة على تسربها إلى المياه الجوفية ما يلحق بها أضراراً فادحة. وكان محافظ سابق لشمال سيناء وقائد عسكري سابق في الجيش المصري، أكدا أن غمر الأنفاق بمياه الصرف الصحي «ليس تكتيكاً جديداً، بل إنه إحدى الوسائل المتبعة في الجيش المصري لتدمير تلك الأنفاق». وأوضحا أن «القوات تلجأ إلى هذه الوسيلة عندما يكون النفق مجاوراً لمنطقة سكنية أو منشآت تعود لمواطنين، وتخشى أن يؤدي تفجير النفق إلى انهيارات أرضية تؤثر في منازل أهالي سيناء». يُشار إلى أن 236 فلسطينياً قتلوا في أنفاق التهريب خلال السنوات الخمس الأخيرة، بينهم 20 استشهدوا في غارات جوية إسرائيلية، والبقية في انهيارات أرضية أو نتيجة تماس كهربائي أو سقوط روافع، وفق إحصاءات مركز الميزان لحقوق الإنسان في غزة.