وعد الرئيس الأميركي باراك أوباما بأن يكون اكثر صراحة مع الرأي العام في بلاده في شأن حملة غارات الطائرات بلا طيار التي تشنها إدارته، وتواجه انتقادات لاستهدافها مطلوبين مدرجين على لوائح الإرهاب خارج الولاياتالمتحدة. وقال في جلسة فيديو عبر الإنترنت لتلقي أسئلة وأجوبة: «صحيح أنه لا يكفي أن يثق المواطنون بقولي إننا نفعل الصواب»، مستبعداً استخدام طائرة بلا طيار ضد مواطن على ارض أميركية «لأن القواعد تختلف، ونحترم ونملك مجموعة ضمانات على صعيد كيفية تنفيذنا عمليات لمكافحة الإرهاب خارج الولاياتالمتحدة». وأكد أوباما أنه سيتعاون مع الكونغرس لوضع «آلية» تسمح بمزيد من الشفافية في شأن كيفية إدارة حرب الطائرات بلا طيار، في وقت تزداد الضغوط عليه من اليسار واليمين للسماح بتشديد مراقبة عملية اتخاذ القرار الخاص بقتل أميركيين في الخارج. وأثارت قضية الغارات بلا طيار جدلاً الأسبوع الماضي، ما دفع أوباما إلى الاستجابة لطلب الكونغرس إطلاع أعضاء لجنتي الاستخبارات في مجلسي النواب والشيوخ على الرأي القانوني السري في قتل مشبوهين بالإرهاب مطلوبين من الولاياتالمتحدة بغارات طائرات بلا طيار في الخارج. وجاء ذلك عشية جلسة عقدها مجلس الشيوخ الجمعة الماضي لتأكيد تعيين جون برينان الذي اختاره أوباما لتولي منصب مدير وكالة الاستخبارات المركزية (سي أي إي)، من أجل تفادي نشوب خلاف خلال إدلاء برينان بشهادته، علماً أن الأخير كان أشرف على استخدام طائرات بلا طيار مزودة أسلحة في عمليات لمكافحة الإرهاب في دول مثل أفغانستانوباكستان واليمن. وخلال مناقشات الأسبوع الماضي، اقترح بعض النواب إنشاء محكمة فيدرالية خاصة للطائرات بلا طيار تقرر استهداف المتشددين المشبوهين. لكن مسؤولين اميركيين كثيرين استبعدوا تنفيذ هذه الخطوة قريباً. على صعيد آخر، أيد الجنرال لويد اوستن المرشح لتولي القيادة المركزية للجيش الأميركي التي تضم أفغانستان، خلال جلسة لمجلس الشيوخ، إبقاء الطاقة القصوى للقوات الأفغانية عند 352 ألف جندي، ما يخالف الخطط الحالية بتقليص عددها بعد إعلان الحلف الأطلسي (ناتو) انتهاء القتال العام المقبل. وقال الجنرال اوستن: «رغم أن وجود قوات أفغانية قوية أكثر كلفة، لكنه سيشكل سياجاً ضد أي شر من حركة طالبان. كما سيُطمئن الأفغان وحلفاءنا في الحلف الأطلسي إلى استمرار التزامنا». جاء ذلك بعد يومين على إعلان أوباما في خطاب «حال الاتحاد» الثلثاء الماضي، سحب 34 ألف جندي أميركي، أو نصف عدد القوات الأميركية التي تعمل في أفغانستان حالياً في مستهل 2014. وطمأن أوباما الأميركيين إلى أن الحرب المكلفة والتي لا تحظى بتأييد شعبي «انتهت»، لكنه لم يقدم إجابات عن أسئلة أهم تتعلق باستراتيجية الخروج من أفغانستان، وحجم القوات الأميركية التي ستبقى هناك بعد 2014 للمساعدة في تدريب الأفغان وتقديم مشورة لهم. وحذر الجنرال اوستن من أن «طالبان» ستترقب لاختبار القوات الأفغانية، علماً أن حجم القوة التي سيواصل الحلفاء تمويلها سيتقلص من 352 إلى 230 ألفاً بعد عام 2015. وفي باكستان، قتل 8 مسلحين في عملية نفذها الجيش الباكستاني في منطقة اوركزاي القبلية (شمال)، واستخدم فيها أيضاً طائرات حربية دمرت مخبأين للمسلحين. ونجا حاكم إقليم خيبر بختونخوا القبلي (شمال غرب) أمير حيدر خان هوتي من محاولة اغتيال، بعد تعرض موكبه لاعتداء نفذه انتحاري في مدينة مردان التي تبعد مسافة 150 كيلومتراً عن العاصمة إسلام آباد. وقال ذكاء الله، المسؤول المدني البارز في مردان إن «الانتحاري ألقى قنبلة في اتجاه الموكب قبل أن يفجر حزامه الناسف، لكن لم يقتل احد سواه». وكان نائب الحاكم بشير بيلور، عدو «طالبان» منذ زمن طويل والذي ينتمي أيضاً إلى حزب «عوامي الوطني» قتل في اعتداء انتحاري تبنته الحركة في بيشاور في 22 كانون الأول (ديسمبر) الماضي. اختبار صاروخ إلى ذلك، أعلن الجيش الباكستاني أنه اختبر بنجاح إطلاق صاروخ أرض - أرض قصير المدى من طراز «حتف 2» قادر على حمل رؤوس نووية، وهو الاختبار الثاني من نوعه خلال أسبوع. وأفاد بيان أصدره الجيش بأن «صاروخ حتف 2 البالغ مداه 180 كيلومتراً، يمكن أن يحمل صواريخ ورؤوساً نووية مناسبة بدقّة عالية». وتأتي التجربة بعد 4 أيام على إعلان باكستان اختبار صاروخ «حتف 9» (نصر) قصير المدى قادر على حمل رؤوس نووية.