روت نرجس موسوي، ابنة الزعيم المعارض في إيران مير حسين موسوي، كيفية اقتيادها الإثنين الماضي إلى سجن إيفين لاستجوابها، و «تهديدها بالقتل ورميها من نافذة، أمام ابنها الصغير»، وتعهدت متابعة النضال في سبيل «الحقوق الشرعية المنتهكة» لوالديها. وكانت السلطات الإيرانية أوقفت لساعات الإثنين، حسين النجل البكر للزعيم المعارض مهدي كروبي، وابنتَي موسوي، نرجس وزهراء، وأطلقتهم بعد استجوابهم، عشية بدء السنة الثالثة لإخضاع كروبي وموسوي وزوجته زهرة رهنورد، لإقامة جبرية، إثر دعوة الزعيمين المعارضين إلى تظاهرات «تضامن» مع ثورات «الربيع العربي». وأشارت نرجس موسوي إلى أنها كانت ذاهبة إلى عملها، مع طفلها (أربع سنوات)، حين ظهر فجأة خمسة رجال «أشداء» وامرأة، وأجبروها على العودة إلى منزلها حيث «عاثوا خراباً، ولم يوفروا حتى غرفة ابني». وأضافت أن أولئك قدّموا أمر توقيف، رجّحت أن يكون صادراً عن المدعي العام، مشيرة إلى أن أحد الرجال الذين أوقفوها «رفع يده لصفعي على وجهي، من دون أي اعتبار للتقاليد (الإسلامية) التي تحظّر احتكاكه بي، إذ إنه رجل». وأكدت أن طفلها «شعر بتأثر شديد وهلع، من السجال والتوتر» خلال توقيفها، مضيفة: «قال لي أحد أفراد الأمن: لو كان الأمر بيدي، لألقيت بك من نافذة المبنى. لم يهدد فقط بضربي بل هدد أيضاً بقتلي». ولفتت نرجس إلى أنها اقتيدت إلى «مكتب المدعي العام في سجن إيفين»، حيث أجبروها على «الانتظار لساعتين، ثم كتبوا أسئلة وطلبوا أجوبة». وأشارت إلى أنها أُبقيت «قصداً» في السجن حتى الرابعة بعد الظهر، «من دون طعام أو ماء». وذكرت أن المحققين سألوها تكراراً عن كيفية تواصلها مع موقع «كلمة» الإلكتروني التابع لوالدها، مشددين على «شرعية» خضوع موسوي لإقامة جبرية. وردّت قائلة: «الوضع ليس شرعياً في رأيي، وبالنسبة إلى الشعب والله والعالم». وروت كيف وُضعت في غرفة مع «مدمني مخدرات»، مشيرة إلى «إذلالها» ومعاملتها ب «عنف ليس متوقعاً». وزادت: «بصفتي ابنة لمير حسين موسوي وزهرة رهنورد، أنا أكثر تصميماً من أي وقت، على متابعة الحقوق الشرعية المنتهكة لوالديّ». وتحدث محمد كروبي، نجل مهدي كروبي، عن ظروف إخضاع والده لإقامة جبرية، بعد يوم على توقيف شقيقه حسين، إثر دهم منزله، واستجوابه تسع ساعات في سجن إيفين. وقال محمد كروبي، وهو باحث في القانون الدولي مقيم في لندن: «الوضع في إيران ليس جيداً إطلاقاً، اقتصادياً وسياسياً». واعتبر أن النظام «يخشى أن يبدأ (موسوي وكروبي)، بعد عودتهما إلى المجتمع، الإدلاء بتصريحات وانتقاد النظام، والحكومة تفتقر إلى الثقة اللازمة للسماح بذلك». وأعرب عن قلقه على الوضع الصحي والذهني لوالده، مشيراً إلى أنه لا يكاد يرى نور الشمس أو يتنشق هواءً نقياً. ورأى أن «النظام قرّر هندسة» انتخابات الرئاسة المقررة في الصيف المقبل، و «فرض النتيجة»، خصوصاً بسبب الصراع بين أجنحة التيار المحافظ.