طهران - «الحياة»، أ ف ب - دعت منظمة «الحملة الدولية لحقوق الإنسان في إيران» إلى إجراء تحقيق فوري في انتحار شخصين اعتُقلا أخيراً، وكانا قريبين جداً من الناشط كوهيار كودرزي الذي لم يُعرف شيء عنه منذ احتجزته أجهزة الاستخبارات في سجن إيفين في 31 تموز (يوليو) الماضي. وفي ذاك التاريخ، اعتُقل كودرزي مع عدد من أصدقائه، بينهم بهنام كنجي (22 سنة)، كما استجوبت السلطات نهال سحابي (37 سنة). أُطلق كنجي بكفالة، فيما بقي كودرزي محتجزاً من دون توجيه اتهامات إليه. كما اعتقلت السلطات والدة الأخير، في منزلها في كرمان، وحوكمت لاتهامها بممارسة «أعمال مناهضة للأمن القومي، من خلال إعطاء مقابلات لوسائل إعلام أجنبية». وبعد إطلاقهما، انتحر كنجي وسحابي، في 1 و28 أيلول (سبتمبر) الماضي على التوالي. وقال ناطق باسم «الحملة الدولية لحقوق الإنسان في إيران»: «ثمة ضرورة ملحة للتحقيق في ما حدث لبهنام كنجي ونهال سحابي، في السجن وخلال استجوابهما، ما أدى إلى انتحارهما المأسوي، وما يحدث الآن لكوهيار كودرزي». وإذ التزمت السلطات الإيرانية الصمت إزاء انتحارهما واعتقال كودرزي، أعربت «الحملة» عن «قلقها الشديد لأن يكون انتحار (كنجي وسحابي) نتيجة تعريضهما لضغط نفسي لا يُطاق، خلال اعتقالهما واستجوابهما وبعده». وأضافت أن وزارة الاستخبارات استدعت كنجي، قبل انتحاره. ونقلت عن صديق له قوله إن كنجي كان مرتعباً من فكرة إعادته إلى السجن، خصوصاً انه لم يكن ناشطاً سياسياً، وغير معتاد على الاعتقال والحجز الانفرادي والاستجوابات المرهقة. وقال صديق لكنجي أن علاقة حب ربطت بين الأخير وسحابي التي كانت مدرّسة حضانة، ومدونة. في غضون ذلك، أفاد موقع «كلمة» التابع لزعيم المعارضة مير حسين موسوي، بأن الأخير وزوجته زهرة رهنورد الموضوعَين في إقامة جبرية منذ شباط (فبراير) الماضي، عُزلا تماماً عن العالم مجدداً، بعد السماح لهما الشهر الماضي، بلقاء ابنتهما، في حضور مسؤول قضائي بارز. وحضت منظمة «أمنستي انترناشونال» المدافعة عن حقوق الإنسان، السلطات الإيرانية على إطلاق موسوي وزوجته، والزعيم الآخر للمعارضة مهدي كروبي، «من دون تأخير، إذ أنهم محرومون من حريتهم في شكل تعسفي». على صعيد فضيحة اختلاس نحو 3 بلايين دولار من 7 مصارف إيرانية، دعا المفتش العام مصطفى بورمحمدي «الشعب إلى الهدوء وضبط النفس»، مشيراً إلى أن «وثائق» متصلة بالقضية ستُنشر. وبعد فرار الرئيس المستقيل ل «بنك ملّي» محمد رضا خواري إلى كندا التي يحمل جنسيتها، نشرت صحيفة «ذي غلوب أند ميل» الصادرة في تورنتو، صورة لمنزل يملكه خواري في المدينة، ويُقدر ثمنه بنحو 3 ملايين دولار. ووقّع حاكم المصرف المركزي محمود بهمني أمراً بعزل ولي زارابيه، رئيس «بنك سامان» الخاص، على خلفية فضيحة الاختلاس. لكن البنك اعتبر أن المصرف المركزي «لا يتمتع بسلطة عزل مسؤولي مصارف خاصة». إلى ذلك، وبعد نفي رئاسة الجمهورية أنباء أفادت بأن الرئيس محمود أحمدي نجاد أخذ معه أفراداً من عائلته إلى نيويورك حيث شارك في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، نشر موقع «ألف» صورة ظهرت فيها زوجة نجاد ونجله مهدي وزوجته، في قاعة المنظمة الدولية. على صعيد آخر، منعت السلطات الإيرانية المحامي مسعود الشافعي، وكيل الأميركيَين شاين باور وجوش فتال اللذين أُطلقا الأسبوع الماضي بعد اعتقالهما سنتين وإدانتهما بالتجسس، من مغادرة البلاد وسحبت منه جواز سفره. ونقلت وكالة «فرانس برس» عن مصدر قوله إن الشافعي الذي كان ينوي السفر إلى الولاياتالمتحدة، اعتُقل الأحد في مطار طهران، فيما كان يصعد إلى الطائرة وبعدما اجتاز بلا مشاكل نقطة مراقبة الجوازات. وأضاف: «صادروا جواز سفره بقرار من القضاء كما يبدو، لكن لم يوقف». أتى ذلك بعدما دهمت أجهزة الأمن الثلثاء الماضي، منزل الشافعي واحتجزته فترة وجيزة في سجن إيفين حيث اعتُقل الأميركيان. وأشار الشافعي إلى أن أجهزة الأمن صادرت من مكتبه، جواز سفره وجهاز كومبيوتر ووثائق، قبل إعادتها إليه.