بعد أكثر من ثمانية أشهر من البعد، التقى الزعيم الإصلاحي المعارض مهدي كروبي، مساء أمس الجمعة، جميع أفراد أسرته بحضور 6 من رجال الأمن. وكتب نجله الأكبر محمد حسين كروبي على صفحته في فيسبوك: "بالتزامن مع عيد ميلاد والدي واحتفالنا بالتحاق ابنتي بالجامعة، قرع رجال الأمن جرس بيتنا فجأة وأبلغونا بأنهم يقتادون كروبي معهم ليقضي لحظات معهم". وأضاف نجل كروبي: "كان والدي يتمتع بمعنويات عالية و صحة جيدة، وأوضح أنه قد نقل إلى مستشفى حكومي قبل أيام، وأجريت له فحصوصات شاملة". وكتب أيضا: "وعدنا عناصر الأمن الذين يشرفون على البيت الذي يقبع فيه والدي تحت الإقامة الجبرية، بأنهم سينقلونه إلى شقة جديدة شمال طهران، كما يستطيع أفراد الأسرة الاجتماع به مرة كل أسبوع". وهذا اللقاء هو الأول لكروبي مع أسرته بعد الإقامة الجبرية التي فرضت عليه على خلفية مواقفه من الاحتجاجات التي عمت البلاد بعد الانتخابات الرئاسية السابقة. وكانت السلطات الإيرانية فرضت على كروبي الإقامة الجبرية مع زوجته في بيته، وأفرج عن زوجته بعد تدهور حالتها الصحية، ونقل كروبي إلى شقة صغيرة بمنطقة مجهولة في طهران. كما فرض الأمن الإيراني الإقامة الجبرية على مير حسين موسوي وزوجته زهراء رهنورد، وانقطعت وسائل الارتباط بهما تماماً منذ الشهر الماضي، بعدما دعا موسوي في رسالة شفوية حملتها ابنته بعد لقائهما إلى مقاطعة الانتخابات البرلمانية المقبلة. واتهم موسوي وكروبي القائمين على الانتخابات الرئاسية بالتلاعب في نتائج الانتخابات لصالح أحمدي نجاد. وتلت الحركة الاحتجاجية التي انطلقت بعد الانتخابات حملة قمع مشددة أدت إلى مقتل العشرات من المحتجين السلميين، واعتقال زعماء الأحزاب الإصلاحية، وعدد من الصحفيين والمشاركين في المظاهرات. ولم تتبن السلطات مسؤولية مقتل المحتجين وروجت بأنهم قتلوا برصاص "مجموعات مسلحة"، لكن المعارضين نشروا صورا كثيرة تظهر رجال الأمن يطلقون النار صوب المحتجين.