أوقفت السلطات الإيرانية لساعات أمس، النجل البكر للزعيم المعارض مهدي كروبي، وابنتين للزعيم الآخر مير حسين موسوي، وأطلقتهم بعد استجوابهم. ولتوقيت استجواب الثلاثة أهمية رمزية، إذ يأتي عشية بدء السنة الثالثة لإخضاع كروبي وموسوي وزوجته زهرة رهنورد، لإقامة جبرية في 14 شباط (فبراير) 2011، إثر دعوة الزعيمين إلى تظاهرات «تضامن» مع ثورات «الربيع العربي». ونفى ناطق باسم القضاء أنباء عن «اعتقال» زهراء ونرجس، ابنتي موسوي، مشيراً إلى أنهما «استُدعيتا إلى محكمة أمنية لتقديم توضيحات، ويمكنهما العودة إلى منزلهما بعد الانتهاء من الاستفسارات». وكان موقع «كلمة» التابع لموسوي، أفاد بأن «أجهزة الأمن حضرت إلى منزل زهراء ونرجس موسوي وأوقفتهما». وأكدت وكالة أنباء «فارس» اعتقالهما. وأشار «كلمة» لاحقاً إلى إطلاق ابنتي موسوي، بعد «استجوابهما»، فيما قالت كوكب، الابنة الثالثة لموسوي، إن أجهزة الأمن فتشت منزل شقيقتيها لساعات و «صادرت أي شيء تعتقد بأنه قد يفيدها». ولم تفصح السلطات عن سبب استجواب ابنتي موسوي، لكنه قد يكون مرتبطاً ببيان نشرته البنات الثلاث لزعيم المعارضة قبل أسبوعين، يشكين فيه منعهنّ من زيارة والدهنّ لأشهر. واعتبر البيان إخضاع موسوي وزوجته لإقامة جبرية، بمثابة «خطف بلا سبب، يفتقد إلى سند قانوني»، وحضّ السلطات على إطلاقهما فوراً وبلا شروط. تزامن ذلك مع توقيف محمد حسين كروبي، الابن البكر لمهدي كروبي، في منزله واقتياده إلى سجن إيفين حيث استُجوِب، وأُطلِق بعد تسع ساعات. ورأى مراقبون أن «استجواب» أبناء موسوي وكروبي، يأتي في إطار حملة تشنّها السلطات على المعارضة الإصلاحية، قبل أشهر من انتخابات الرئاسة المقررة الصيف المقبل، والتي يحرص النظام على ألا تشهد احتجاجات مشابهة للتي أعقبت انتخابات 2009، خصوصاً بعد اعتقال 16 صحافياً إصلاحياً أخيراً. في غضون ذلك، تفاعلت قضية اعتداء أنصار للرئيس محمود أحمدي نجاد على خصمه رئيس مجلس الشورى (البرلمان) علي لاريجاني، ورشقه بحجارة وأحذية، ما أجبره على مغادرة مسجد في قم حيث كان يلقي كلمةً الأحد، في الذكرى ال34 للثورة. ونددت مراجع تقليد، بالهجوم على لاريجاني، إذ دعا ناصر مكارم شيرازي إلى فتح تحقيق لتحديد المسؤول، فيما اتصل حسين نوري همداني وجعفر سبحاني برئيس البرلمان، ودانا الاعتداء عليه. واعتبر رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان علاء الدين بروجردي الهجوم على لاريجاني، «إهانة» لمسجد المعصومة حيث الأخير يلقي كلمته، ودعا إلى فتح تحقيق. إلى ذلك، استهجن محافظون قول نجاد خلال خطابه في ذكرى الثورة الأحد: «يحيا الربيع»، إذ أن تلك العبارة تذكّر باسفنديار رحيم مشائي، المدير السابق لمكتبه وصديقه الحميم. ورأى محافظون أن نجاد أطلق، بتلك العبارة، حملة مشائي لانتخابات الرئاسة. إلى ذلك، شدد رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام هاشمي رفسنجاني على «الأخوة والمودة» التي تربطه بمرشد الجمهورية الإسلامية في ايران علي خامنئي، منبهاً إلى «فشل كثيرين في محاولتهم المسّ» بعلاقتهما، «منذ بداية الثورة». وأضاف: «أوصانا الإمام الخميني بأن نبقى دوماً أحدنا إلى جانب الآخر، وسنبقى أوفياء للعهد الذي قطعناه على نفسينا للإمام، ما دمنا حيَّين». وزاد: «عبرنا سوياً منعطفات أشد خطورة مما نمرّ به الآن، وطالما تمنّيت ألا أرى اليوم الذي أكون فيه موجوداً، ويكون هو (خامنئي) غائباً، حتى أن فكرة العيش من دونه تؤرقني وتجعلني أعاني بشدة إحساساً بالوحدة».