ابتعد سيف القصاص عن رقبة عاملة منزلية آسيوية، متهمة بقتل ابن كفيلها الرضيع، عبر دس «سم الفئران» في حليب رضعته. فبعد 3 سنوات من الإجراءات الأمنية، والمداولات والجلسات القضائية، أصدرت المحكمة العامة في الدمام، أمس، حكماً «مبدئياً»، استبعد «القصاص» من العاملة المنزلية الأندونيسية نورية، التي اتهمت بقتل الرضيع مشاري أحمد البوشل، وقررت إحالة القضية إلى المحكمة الجزئية في الدمام. وهو ما أثار اعتراض والد الطفل، الذي كان يردد طوال الجلسات ال20 الماضية، مطالباته بتنفيذ «شرع الله» في المتهمة. إلا أن المحكمة التي تلقت تقارير طبية متعددة، من مستشفيات عولج فيها الطفل قبل وفاته، رأت أن سبب موته «تلف الكبد»، من دون أن توضح الأسباب التي أدت إلى حدوث «تلف الكبد». وأصدرت المحكمة حكمها «المبدئي» ظهر أمس، بحضور والد الطفل، والعاملة المتهمة، ووفد من سفارة بلادها، ومترجمين، ووفد من هيئة حقوق الإنسان. وقال أحمد البوشل (والد الطفل مشاري): «فوجئت بالحكم الصادر، باستبعاد القصاص عن المتهمة، وأن ليس هناك قتل عمد. ورفضته، وطالبت بتحويل القضية إلى المحكمة الجزئية». وأضاف الأب، «عانيت طوال 3 سنوات، من التأجيل المتواصل، ومطالبات المحكمة للمستشفيات بالتقارير الطبية، والتي تصل غير موقعة، أو مصدقة من الأطباء أو إدارة المستشفيات، والتي وصلت إلى 25 تقريراً، وبعد كل ذلك يستبعد القصاص»، مردفاً أن الحكم «أشعل حرقة في قلبي وقلوب أفراد أسرتي، خصوصاً والدة الطفل، فجميعنا كنا في انتظار حكم القصاص ممن تسبب في فقداننا طفلنا»، لافتاً إلى أنها استقبلت الحكم ب «ببرود وعدم اهتمام». واتهم البوشل، هيئة التحقيق والادعاء العالم في الدمام ب «التقصير، لعدم تصديقها اعترافات المتهمة شرعاً، عندما اعترفت أمام 3 محققين بأنها قتلت طفلي مشاري بدس السم له في الحليب». يُذكر أن مشاري البوشل، لفظ أنفاسه منتصف العام 1431ه، بعد نحو 45 يوماً من إصابته ب «زيادة الإنزيمات في الكبد»، و«حموضة وسيلان شديدين جداً في الدم»، إضافة إلى «اضطرابات في القلب». واتهمت أسرته، عاملة منزلية أندونيسية، بدسم «سم فئران» مخلوطاً بمهدئات له في حليب رضعته. فيما عجز أطباء مستشفيين في المنطقة الشرقية والرياض، عن إنقاذه من أمراضه.