استولى مقاتلو المعارضة السورية أمس على مطار عسكري في محافظة حلب في إطار عملية عسكرية واسعة تستهدف مطارات ومراكز عسكرية أخرى في شمال البلاد حيث أفيد عن إحرازهم مزيداً من التقدم على الأرض. وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إن «مقاتلين من كتائب إسلامية اقتحموا مطار الجراح العسكري الواقع على طريق الرقة حلب وتمكنوا من السيطرة عليه بشكل كامل وذلك بعد اشتباكات عنيفة استمرت منذ صباح الاثنين». وأوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن في اتصال هاتفي مع وكالة «فرانس برس» أن القوات النظامية التي كانت في المطار «انسحبت تاركة وراءها عدداً من الطائرات وكميات كبيرة من الذخيرة». وهي المرة الأولى التي تسقط طائرات حربية وبينها طائرتا «ميغ» في ايدي مقاتلي المعارضة منذ بدء النزاع. وكان المعارضون استولوا قبل فترة على مطار مرج السلطان العسكري الصغير في ريف دمشق وكانت توجد فيه طائرتان أو ثلاث خارج الخدمة. كما استولوا في 11 كانون الثاني (يناير) على مطار تفتناز العسكري في محافظة إدلب في شمال غربي البلاد الذي كان يضم مروحيات معظمها دمر أو اصبح خارج الخدمة نتيجة المعارك. وأسفرت معارك مطار الجراح المعروف أيضاً بمطار «كشيش»، وفق المرصد، عن «استشهاد خمسة مقاتلين وإصابة مقاتلين آخرين بجروح وقتل وجرح وأسر نحو أربعين من عناصر القوات النظامية». وأكد مصدر عسكري سوري في حلب الانسحاب من المطار. وقال «تم إخلاء المطار الأصغر والمستخدم لغايات تدريبية من الطائرات الحربية والتدريبية الجاهزة وتحميل الذخيرة اللازمة والصالحة قبيل الانسحاب». وقال «لم يبق في المطار سوى كمية قليلة جداً من الذخيرة غير الفعالة وطائرات معطلة منذ فترة طويلة بحاجة إلى صيانة وإصلاح». وقصف الطيران الحربي المطار بعد سقوطه، بحسب ما ذكر المرصد. وبعد وقت قصير على سقوط مطار الجراح، أعلنت كتائب إسلامية عدة في بيان مشترك وزعه «مكتب حلب الإعلامي» بدء «هجوم واسع فجراً» على مطار النيرب العسكري في ريف حلب ومطار حلب المدني ومقر اللواء 80 المكلف حمايته وحاجز المنارة القريب منه. وذكر المرصد في بيان أن المقاتلين سيطروا على حاجز المنارة، وأن مناطق في محيط اللواء 80 ومناطق عدة تتمركز فيها الكتائب المعارضة «تتعرض للقصف من طائرات حربية» تابعة للنظام. ويحاول المقاتلون المعارضون منذ اشهر التقدم نحو هذين المطارين، بالإضافة إلى مطار منغ العسكري في الريف الحلبي. وقد أقفل مطار حلب الدولي منذ مطلع السنة أمام حركة الملاحة. وقال الناشط الإعلامي أبو هشام من مدينة حلب ل «فرانس برس» عبر سكايب إن المقاتلين المعارضين في الشمال يركزون منذ فترة على استهداف المطارات والمراكز العسكرية. وأضاف «هذه المراكز مهمة لأنها مصدر ذخيرة وإمدادات، ولأن الاستيلاء عليها يضع بعض الطائرات التي تقوم بقصفنا خارج الخدمة». إلا أن المصدر العسكري السوري قلل من أهمية الهجمات الأخرى. وقال «كثيراً ما تتعرض المطارات العسكرية ومطار حلب الدولي المدني لمحاولات هجوم، لكن الإجراءات الأمنية والتحصينات العسكرية القوية المحيطة بهذه المطارات وعزيمة عناصر الجيش العربي السوري في الدفاع عنها تحول دون إمكانية المسلحين من الاقتراب منها». وأضاف «الوضع الأمني في بقية المطارات جيد وتزاول فيها الأعمال المقررة وفق البرنامج الطبيعي، ولا شيء يدعو للقلق في شأنها».