سيطر المقاتلون المعارضون على حي مهم في مدينة حلب شمال سورية التي تشهد معارك يومية منذ نحو سبعة اشهر، وفق ما أكد أمس السبت سكان و «المرصد السوري لحقوق الانسان» ما أعطاهم القدرة على تهديد مطار النيرب العسكري. وبعد ظهر السبت شن الطيران الحكومي غارات مكثفة على مواقع المعارضين في مراكزهم الجديدة. وقال المرصد في بريد الكتروني «نفذ الطيران الحربي غارات جوية عدة على حي الشيخ سعيد» الواقع جنوبالمدينة التي تشهد معارك يومية منذ تموز (يوليو) الماضي. وكان المرصد أفاد ان السيطرة على الحي جاءت «إثر اشتباكات عنيفة بين مقاتلي الكتائب والقوات النظامية ومسلحين تابعين لها في الحي استمرت 12 يوماً استشهد على إثرها نحو 26 مقاتلاً من الكتائب المعارضة»، اضافة الى عشرات القتلى والجرحى من القوات النظامية والمسلحين الموالين لها. وأشار المرصد الى ان «مختار حي الشيخ سعيد قتل في مدينة حلب برصاص مقاتلين من الكتائب المقاتلة بعد سيطرتهم على الحي». وقال احد سكان الحي ان مقاتلي المعارضة «سيطروا على كامل حي الشيخ سعيد الواقع في جنوب مدينة حلب بعد انسحاب من تبقى من عناصر الجيش السوري المنهك من 48 ساعة من الاشتباكات المتواصلة». وأشار الى «نزوح معظم السكان عن الحي بعد سيطرة المسلحين عليه وبخاصة عائلات اللجان الشعبية التي كانت تحارب مسلحي المعارضة لمنعهم من الدخول». ويعد الحي مهماً نظراً الى انه يتيح للمقاتلين المعارضين السيطرة على منفذ الى مطار حلب الدولي الذي ما زال متوقفاً عن العمل منذ فترة بعد اقتراب الاشتباكات منه. وأكد المرصد السوري لحقوق الانسان سيطرة المقاتلين على الحي. وأشار مديره رامي عبدالرحمن في اتصال مع وكالة «فرانس برس» الى ان القوات النظامية «تحاول استعادته». ووفق ناشطين اعلاميين في المدينة، تتيح السيطرة على حي الشيخ سعيد للمقاتلين المعارضين اعاقة امدادات القوات النظامية المتجهة الى مطار النيرب العسكري في ريف حلب. وأفاد المرصد كذلك عن شن الطيران الحربي غارات على بلدة السفيرة في ريف حلب، اضافة الى استهدافه بلدتي دير حافر وتل رفعت واطراف بلدة تلعرن. في ريف دمشق، قال المرصد «استشهد تسعة مواطنين بينهم ستة اطفال وسيدة في القصف بالطيران المروحي على حي البياض في بلدة شبعا»، ما ادى الى سقوط جرحى وأضرار مادية. وتتعرض مناطق عدة في ريف دمشق للقصف، منها داريا ومعضمية الشام الى الجنوب الغربي من العاصمة، تزامناً مع اشتباكات في عربين وحرستا (شمال شرق، وفق المرصد. ويحاول النظام منذ فترة السيطرة على معاقل للمقاتلين المعارضين في محيط العاصمة. وفي دمشق، «انفجرت عبوة ناسفة ألصقت بسيارة في منطقة ابن عسكر في حي الشاغور» وسط دمشق، وفق المرصد الذي اشار الى ان التفجير ادى الى اصابة شخص بجروح. في محافظة ادلب (شمال غرب)، قصفت الطائرات السورية المقاتلة مدينة تفتناز ومطارها العسكري الذي سيطر عليه المقاتلون المعارضون في كانون الثاني (يناير)، وفق المرصد. وأشار المرصد الى ان «اشتباكات عنيفة تدور بين القوات النظامية ومقاتلي الكتائب الثائرة على الطريق الدولي بالقرب من بلدة حيش»، في محاولة من المقاتلين «لقطع الامداد عن معسكري وادي الضيف والحامدية» في المحافظة. وفي محافظة حمص (وسط)، افاد المرصد عن «استشهاد عشرة مدنيين يعتقد انهم موالون للنظام» إثر اشتباكات بين مسلحين موالين ومقاتلين معارضين اقتحموا قرية العامرية في ريف حمص بعد منتصف ليل الجمعة. وأدت اعمال العنف السبت الى مقتل 77 شخصاً في حصيلة غير نهائية، وفق المرصد.