هتف عشرات الآلاف في القاهرة ومحافظات عدة في مصر أمس ب «إسقاط النظام» خلال تظاهرات «جمعة الكرامة أو الرحيل» التي دعت إليها المعارضة، خصوصاً «جبهة الإنقاذ الوطني». واحتشد آلاف مجدداً أمام قصر الاتحادية الرئاسي في مصر الجديدة الذي توجهت صوبه مسيرات من أحياء عدة في القاهرة، فيما نظمت القوى السياسية مسيرات مماثلة في مختلف المحافظات طافت ميادينها الرئيسة وهتفت ضد الرئيس محمد مرسي وجماعة «الإخوان المسلمين» قبل أن تتوجه إلى دواوين حكومية، تعبيراً عن الاحتجاج على سياسات الحكم. ووقعت اشتباكات متفرقة بين الشرطة والمتظاهرين سقط فيها عشرات المصابين في محافظات عدة بعدما حاولت الحشود اقتحام مقرات حكومية، فتصدت لهم الشرطة، وأحرق غاضبون مقراً لحزب «الحرية والعدالة» في مدينة المحلة الكبرى في محافظة الغربية. واستقبل ميدان التحرير مهد الثورة المصرية مسيرات ضمت آلاف المتظاهرين وتحركت من أمام مسجدي مصطفى محمود في المهندسين والفتح في ميدان رمسيس، ورفع المتظاهرون لافتات ضد مرسي و «الإخوان» وهتفوا بإسقاط نظامه، ومن بين الهتافات التي رددتها الحشود: «اكتب على جدران البيت جابوا رئيس بإزازة زيت» و «عاوز سكر عاوز زيت روح لمحمد مرسى البيت»، في إشارة إلى تقديم «الإخوان» سلعاً استهلاكية مجانية للفقراء للفوز في الاستحقاقات الانتخابية. وعلق متظاهرون لافتة كبيرة في الميدان كُتب عليها: «يا شعب مصر ويا شعب تونس... قتلة بلعيد وجيكا وكريستي هما الجماعة ونعدكم بالقصاص لهم»، في إشارة إلى المعارض التونسي شكري بلعيد وشباب سقطوا في الاحتجاجات الأخيرة في مصر. والتف الميدان بلافتات كبيرة مكتوب عليها: «الشعب يريد إسقاط النظام» و «يسقط الخونة الكاذبون» و «ارحل أنت وعشيرتك»، ورُفعت لافتة كبيرة مكتوب عليها: «جماعة الإخوان والاغتيالات السياسية»، وحملت صور رئيس الوزراء السابق أحمد ماهر والقاضي أحمد الخازندار رئيس الوزراء السابق محمود النقراشى والرئيس الراحل أنور السادات والكاتب الراحل فرج فودة وعضو «حركة 6 أبريل» محمد جابر جيكا والصحافي الحسيني أبو ضيف والمعارض التونسي شكرى بلعيد. وتوجهت مسيرة من حي شبرا إلى قصر الاتحادية الرئاسي، كما توجه آلاف في مسيرة من مسجد رابعة العدوية في مدينة نصر إلى القصر وتوقفوا أمام بوابته المطلة على شارع الميرغني الذي أغلقه المتظاهرون في الاتجاهين، وانطلقت مسيرة أخرى من مسجد النور في العباسية إلى القصر. ولوحظ أن عشرات الأسر تجاوبت مع مسيرة شبرا التي توجهت إلى القصر، وأمطر الأهالي المتظاهرين بالحلوى، ورددوا هتافات من شرفات منازلهم. وحمل المشاركون في المسيرات أعلاماً سوداء كبيرة مكتوب عليها: «الثورة مستمرة»، فيما حمل آخرون أكفاناً رمزية. وقام متظاهرون بطباعة صور الناشط في «التيار الشعبي» محمد الجندي الذي تتهم أسرته الشرطة بتعذيبه حتى القتل على أسوار القصر وكتبوا عبارات تتهم الشرطة بقتله. وردد المشاركون في المسيرات هتافات تطالب مرسي بالرحيل منها: «ارحل ارحل» و «شدي حيلك يا بلد ثورة مصر بتتولد» و «ثورة ثورة حتى النصر ثورة في كل شوارع مصر» و «ضحكوا علينا باسم الدين الإخوان الكدابين» و «وحياة دمك يا شهيد ثورة تاني من جديد» و «يسقط يسقط حكم المرشد» و «لا للإرهاب لا لقتلة الشباب». وسحبت قوات الحرس الجمهوري جنودها من أمام بوابات القصر إلى داخله لتجنب الاحتكاك بالمتظاهرين. وأحاطت الأسلاك الشائكة والمتاريس الحديد بأسوار القصر، في ظل غياب لأي قوات أمنية خارجه، فيما تمركزت وحدات من قوات الأمن المركزي على مقربة منه. وأوقف عشرات المحتجين حركة سير مترو الأنفاق في محطة السادات في ميدان التحرير. وفي المحافظات، وقعت اشتباكات عنيفة بين الشرطة والمتظاهرين سقط فيها العشرات، إذ تجمع المئات في ميدان الشون في مدينة المحلة الكبرى في محافظة الغربية وتوجهوا إلى مبنى مجلس المدينة ورشقوه بالحجارة وزجاجات حارقة، وتصدت لهم قوات الشرطة بقنابل الغاز المسيل للدموع، وهاجم آخرون مقر حزب «الحرية والعدالة» في المدينة وأحرقوه، كما حاول متظاهرون اقتحام مقر مجلس مدينة كفر الزيات في الغربية وتصدت لهم الشرطة. وحاول متظاهرون اقتحام مقر المحافظة وتصدت لهم الشرطة بقنابل الغاز. وأضرم متظاهرون النيران في مبنى المجلس المحلي في مدينة كفر الشيخ، ودارات اشتباكات عنيفة بين الشرطة والمتظاهرين، استخدمت فيها قوات الأمن قنابل الغاز المسيل للدموع، فيما رشق غاضبون الشرطة بالحجارة وزجاجات حارقة. وحاولت الحشود اقتحام مقر المحافظة ودارت اشتباكات. وتظاهر مئات أمام مديرية الأمن في مدينة طنطا التي ينتمي إليها الناشط في «التيار الشعبي» محمد الجندي الذي تتهم أسرته الشرطة بتعذيبه حتى القتل بعد توقيفه خلال تظاهرات إحياء الذكرى الثانية للثورة. وانطلقت مسيرة تضم الآلاف من ساحة مسجد القائد إبراهيم في الإسكندرية رفع المتظاهرون خلالها أعلاماً تحمل صور قتلى الاشتباكات الأخيرة ومكتوب عليها عبارات تطالب مرسي ب «الرحيل»، فيما نشرت جماعة «الإخوان» لافتات في شوارع المحافظة ل «نبذ العنف»، ودعايات لمشاريع خدمية تقوم بها أمانة المحافظة. وتظاهر الآلاف في ميدان الساعة في مدينة دمياط وهتفوا ب «سقوط حكم المرشد»، ورفع المتظاهرون لافتة كبيرة كُتب عليها: «الإسلام هو الحل والإخوان هم المشكلة». وشارك الآلاف في مسيرة حاشدة في مدينة بورسعيد طالبت برحيل مرسي والقصاص لضحايا أحداث العنف التي اندلعت في المحافظة الشهر الماضي وسقط فيها عشرات القتلى. ورفع المتظاهرون أعلاماً ل «دولة بورسعيد المستقلة» مطالبين ب «استقلال» مدينتهم. ودعت تيارات ثورية إلى بدء عصيان مدني في المدينة وعدم سداد أية مستحقات للدولة. ونظم مئات مسيرات عدة في القليوبية تجمعت أمام النصب التذكاري لشهداء الثورة. ونظم مئات من أعضاء القوى الثورية ثلاث مسيرات في مدينة الزقازيق في محافظة الشرقية، مسقط رأس الرئيس مرسي، انطلقت من المساجد الكبرى في المحافظة وطافت شوارع المدينة قبل أن تتجمع أمام ديوان المحافظة، فيما توجه مئات إلى منزل مرسى الذي شهد إجراءات أمنية مشددة لمنع اقتحامه. وخرجت مسيرات عدة في مدينة شبين الكوم في محافظة المنوفية شارك فيها مئات وجابت شوارعها الرئيسة قبل أن تستقر أمام ديوان المحافظة، وطالب المتظاهرون بإجراء انتخابات رئاسية مبكرة. ودارت اشتباكات بين الشرطة ومتظاهرين أمام مقر الوحدة المحلية لمدينة شبين الكوم التي حاول المتظاهرون اقتحامها. وتظاهرت حشود ضخمة في ميدان الأربعين في محافظة السويس التي قُتل فيها 10 أشخاص خلال احتجاجات اندلعت الشهر الماضي، وطالبت بالقصاص للقتلى، ومحاكمة الرئيس ووزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم. وعززت قوات الشرطة من تواجدها أمام مقار مديريات الأمن في المحافظات ودواوينها العامة لمنع أي محاولات لاقتحامها، فيما تجمع أنصار جماعة «الإخوان» في مقار الجماعة وحزبها «الحرية والعدالة» في محافظات عدة لمنع اقتحامها.