بدا زملاء وأقارب الصحافي الفرنسي نادر دندون المسجون في العراق حملة للمطالبة بالافراج عنه مع تنظيم تجمعات وتوقيع مذكرات والقيام بمساع ديبلوماسية. ويريد وفد من منظمة "مراسلون بلا حدود" التوجه الى بغداد بداية الاسبوع المقبل، بحسب ما اعلنت امس الاربعاء لجنة دعم نادر دندون اثناء تجمع ضم نحو 200 شخص. وقالت شقيقته حورية "ان اسرة دندون قلقة جدا على الوضع الجسدي والنفسي لشقيقنا"، واضافت "استمروا في التعبئة، فسبب اتهامه وظروف احتجازه ليست واضحة". ووقع اكثر من 18 الف شخص عريضة للمطالبة بالافراج عن دندون، وفق ما علم غداة اول مثول له الثلاثاء الماضي امام قاضي التحقيق في العراق منذ توقيفه في 23 كانون الثاني/ يناير. وقال القاضي الذي لم يشر الى اي اتهام لدندون او حدد اي موعد لاتخاذ قراره النهائي "سنبقيه قيد الاحتجاز الى ان ينتهي التحقيق"، في حين طلبت محامية دندون العراقية الافراج عن موكلها. ويتهم القضاء العراقي الصحافي الفرنسي بالتقاط صور من دون اذن للمقر العام لاجهزة الاستخبارات العراقية وحواجز للشرطة والجيش. وقالت لجنة الدعم "كان نادر يقوم بعمله كصحافي" معربة عن صدمتها لمثوله مكبلا امام القاضي. واضافت اللجنة "نادر ليس مجرما انه في العراق لتحضير سلسلة تحقيقات ودخل البلاد بتأشيرة صحافية صادرة عن السفارة العراقية في باريس". وقال مصدر ديبلوماسي فرنسي ان السفير الفرنسي التقى المسؤول عن مكتب رئيس الوزراء نوري المالكي ليؤكد له ان فرنسا "لا تفهم" ما حصل. واضاف المصدر "اننا مصممون على الافراج عنه في اسرع وقت". وكان دندون حصل قبل زيارة العراق على تأشيرة دخول خاصة بالصحافيين وعلى رسالة مهمة عمل من قبل النشرة الشهرية الفرنسية لوموند ديبلوماتيك، وقدم الى هذا البلد للقيام بتحقيقات بعد مرور عشر سنوات على اجتياح القوات الاميركية له. وفي اذار/ مارس 2003 كان دندون، الذي نشأ في ضاحية سان ديني الشعبية شمال باريس، تطوع ليصبح درعا بشريا احتجاجا على الضربات الاميركية في العراق. وكان اول كتاب له "مذكرات حرب لناشط سلام". وقال آلان غريش معاون مدير لوموند ديبلوماتيك "هل سيساعده ذلك في العراق اليوم؟ مع الانقسامات الداخلية وعواقب الحرب في سوريا ليس هناك اي ضمانات. لهذا السبب علينا ابقاء الضغط". وقبل خمس سنوات، روى دندون الفرنسي المولود في اسرة جزائرية كبيرة، مغامرة تسلقه قمة ايفرست من دون خبرة مسبقة في تسلق الجبال. ودندون الصحافي الملتزم اعد ايضا وثائقيا عن فلسطين عُرض على الجمهور في معهد العالم العربي في باريس الخميس الماضي عندما اطلقت لجنة الدعم حملة التعبئة. وقال غريش ان دندون "لا يهاب شيئا ولا يخاف التصدي للاراء المختلفة. هل هو ناشط؟ لا احب هذه العبارة لان الفيلم يدل ان نادر يقبل النقاش". وفي فرنسا كان دندون ايضا احد منظمي يوم من دون مهاجرين في العام 2010. والمبدأ وراء هذا التحرك دعوة المهاجرين وابنائهم واقاربهم الى التوقف عن العمل والاستهلاك لمدة 24 ساعة لاثبات فائدتهم ومساهمتهم في الاقتصاد الفرنسي. واحد مؤلفاته بعنوان "رسالة مفتوحة الى ابن مهاجرين" خاطب فيه في 2006 رئيس الجمهورية نيكولا ساركوزي المولود من اب مجري، حول مشاكل الشباب من ابناء المهاجرين المغاربة او الافارقة. وفي هذا الكتاب الذي يعتمد فيه اسلوب ساخر ومضحك يروي الشاب كيف مر بمرحلة من التهور والجنوح عندما كان في العشرين من العمر قبل ان ينتقل للعيش في استراليا لسنوات حيث حصل على الجنسية الاسترالية. وهذا الرجل المغامر والرياضي ينوي ايضا القيام برحلة حول العالم على دراجة هوائية لجمع اموال لمكافحة الايدز.