دخل 1800 جندي تشادي لا يعملون ضمن وحدة التدخل الأفريقية التي ما زالت تستكمل إجراءات تشكيلها، مدينة كيدال المعقل السابق للجماعات الإسلامية المسلحة شمال مالي، من أجل «تأمينها»، فيما استعدّ الجيش الفرنسي لنقل 600 جندي من تمبكتو التي قرر مغادرتها، إلى غاو ثم كيدال، تحضيراً لمعركة منطقة مغاور جبال إيفوقاس، حيث يُحتجز سبعة رهائن فرنسيين خطفوا في النيجر ومالي عامي 2011 و2012، قالت مصادر أمنية إن «بعض خاطفيهم أبدى استعداداً جيداً لإطلاقهم»، بعد لقائه وفداً من الطوارق. واستضافت بروكسيل أمس، اجتماع مجموعة دعم مالي الذي بحث طريقة عمل الوحدة الأفريقية وتمويلها، واستئناف المساعدات الرسمية إلى هذا البلد، ودعم تنظيم الانتخابات قبل حلول 31 تموز (يوليو) المقبل. ومع اقتراب المعارك والقصف الجوي الفرنسي من مناطق الحدود المالية – الجزائرية، دافع الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند بشدة في البرلمان الأوروبي في ستراسبورغ عن إشراك الجزائر في «محاربة الإرهاب» لأنه «إذا كان هناك بلد ضحية البربرية فهو الجزائر». وكان دانيال كوهن بانديت، الرئيس الثاني للخضر في البرلمان الأوروبي، انتقد الدور المزدوج للجزائر مع الإسلاميين المسلحين. وذكّر الرئيس الفرنسي باحتجاز متشددين 600 رهينة في حقل غاز عين أمناس الجزائري قبل أسبوعين، والذي أسفر عن مقتل 37 رهينة أجنبية و29 مسلحاً، معتبراً أنه «دليل جديد على المعاناة التي عاشتها الجزائر». وألحّ قائلاً: «سنحتاج إلى الجزائر في هذه المنطقة من العالم لمحاربة الإرهاب وتشجيع سياسة التنمية، وإطلاق حوار سياسي يشمل الطوارق». وفي ظل تشديد فرنسا إجراءات الأمن على أرضها، أوقفت السلطات أمس أربعة أشخاص بينهم ثلاثة فرنسيين - كونغوليين وواحد من مالي في منطقة باريس، للاشتباه في تورطهم بشبكة «جهادية» تجند متطوعين للانضمام إلى متمردي مالي. وحذر وزير الداخلية مانويل فالس الفرنسيين من السعى إلى «الجهاد»، وبينهم «عشرات في سورية، وحفنة في الساحل الأفريقي»، مذكّراً بتفكيك خلية في نهاية 2011 اشتبه في سعيها إلى تشكيل شبكة «جهادية»، وتنفيذ اعتداء على متجر يهودي في سارسيل بضاحية باريس في أيلول (سبتمبر) الماضي. وفي تونس، حذر «أبو عياض» الذي يرأس تنظيم «أنصار الشريعة» السلفي المتشدد، الجيش التونسي والحكومة التي تقودها حركة النهضة الإسلامية من استخدام المطارات التونسية لإرسال «إمدادات لوجيستية» إلى القوات الفرنسية في مالي، منبهاً إلى أن الحرب في هذا البلد «ستطول وتتوسع ولن تبقى محصورة فيها».