نمت الودائع المصرفية بالبنوك التجارية السعودية بنسبة 14.2 في المئة على أساس سنوي في شهر كانون الأول (ديسمبر) الماضي، وبلغت قيمة الودائع بنهاية 2012 نحو 1.26 تريليون ريال، مدعومة بالنمو الإيجابي في الودائع تحت الطلب والودائع الادخارية على حد سواء. ووفقاً لتقرير دائرة الاقتصاد والبحوث في شركة جدوى للإستثمار، فإن ودائع القطاع الخاص (الشركات والأفراد) شكلت معظم هذه الزيادة، وواصلت الودائع تحت الطلب نموها السريع، في حين تباطأ نمو الودائع الادخارية إلى 6.2 في المئة على أساس سنوي في ديسمبر، بسبب التراجع الطفيف في حصة الجهات الحكومية من إجمالي الودائع الادخارية. وأكد التقرير، أن المطلوبات القائمة المستحقة للبنوك من القطاع الخاص سجلت مستوى قياسياً في نهاية ديسمبر، وحققت القروض المصرفية في عام 2012 أعلى نمو سنوي لها منذ عام 2008، إذ اقترب صافي القروض المصدرة من مستوياتها التي كانت عليها قبل الأزمة المالية العالمية، بينما سجلت حصة القروض متوسطة الأجل وطويلة الأجل ارتفاعاً مقارنة بالسنوات السابقة. ونمت مطلوبات البنوك من القطاع الخاص بمعدل شهري نسبته 1.2 في المئة في ديسمبر، ما أدى إلى ارتفاع النمو السنوي بنحو 16.4 في المئة، وبلغ صافي القروض المصدرة العام الماضي نحو 141 بليون ريال، لترتفع القيمة الإجمالية لمطلوبات البنوك من القطاع الخاص إلى 999.1 بليون ريال في نهاية العام، في حين واصلت القروض قصيرة الأجل تراجعها المستمر كنسبة من إجمالي القروض. وبشأن الاقتصاد الفعلي، قال التقرير :" تشير بيانات ديسمبر إلى تسجيل الطلب المحلي نمواً قوياً في نهاية العام الماضي، إذ بقيت مؤشرات الإنفاق الاستهلاكي قوية، كما زادت قيمة السحوبات النقدية من أجهزة الصرف الآلي في ديسمبر بنسبة 12.7 في المئة على أساس سنوي وبلغت قيمتها الشهرية 55.6 بليون ريال، مسجلة أعلى مستوى لها خلال عام 2012، كما حققت معاملات نقاط البيع ارتفاعاً قياسياً وبلغت قيمتها 11.4 بليون ريال، مرتفعة بنحو 26.6 في المئة". وحول أسعار النفط، قال تقرير جدوى للاستثمار إن أسعار النفط الخام اتخذت مساراً صاعداً منذ بداية العام، إذ ارتفع خام غرب تكساس بنسبة 6.3 في المئة منذ بداية العام، ما أدى إلى تقليل الفجوة السعرية بينه وخام برنت بدرجة طفيفة، كما خفضت المملكة إنتاجها إلى أدنى مستوى له خلال 19 شهراً، في حين يتوقع أن يبقى الطلب من الدول خارج منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية إيجابياً خلال عام 2013. وتابع التقرير: "قفز خام برنت إلى 118.75 دولار للبرميل في نهاية الأسبوع الماضي، بينما حقق خام غرب تكساس معدل نمو أكبر حيث زاد سعره بنسبة 6.3 في المئة خلال الفترة من بداية العام وحتى تاريخه، وخفّضت المملكة إنتاجها من النفط بنسبة 4.9 في المئة على أساس المقارنة الشهرية في ديسمبر، ليصل إلى 9.025 مليون برميل في اليوم". وتوقع التقرير أن يبلغ الطلب العالمي على خام النفط 90.8 مليون برميل في اليوم هذا العام، بزيادة قدرها 0.93 مليون برميل يومياً مقارنة بالعام الماضي، على رغم تراجع الطلب من دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية بنحو 0.37 مليون برميل في اليوم، وذلك وفقاً لتقديرات وكالة الطاقة الدولية. وتناول التقرير سوق العمل في السعودية، موضحاً أن أحدث البيانات الصادرة من مصلحة الإحصاءات العامة والمعلومات، تشير إلى أن معدل البطالة بين المواطنين السعوديين للعام 2012 بلغ 12.1 في المئة. وحول التضخم، قال تقرير جدوى للاستثمار، إن التضخم السنوي بقي مستقراً في شهر ديسمبر الماضي، منهياً العام الماضي بمتوسط تضخم عند 4.5 في المئة. وحافظت أسعار الأغذية على مسار صاعد طيلة الشهور الثلاثة الأخيرة من العام، لكن أسعار البيع بالجملة تشير إلى احتمال تضاؤل الضغوط المحلية في أسعار الغذاء خلال الأشهر القليلة المقبلة. وبحسب التقرير، بقي التضخم السنوي من دون تغيير عند 3.9 في المئة في ديسمبر، لكن التضخم الأساسي (الذي يستبعد تضخم الأغذية والإيجارات) تراجع بدرجة طفيفة إلى 2.1 في المئة مقارنة ب 2.2 في المئة في تشرين الصاني (نوفمبر)، في حين أنهى تضخم الأغذية العام الماضي متخذاً مساراً صاعداً، ولكن على رغم ذلك ظل دون متوسط التضخم للأعوام الخمسة الأخيرة، مشيراً إلى بيانات أسعار البيع بالجملة تشير إلى تضاؤل الضغوط التضخمية المحلية على أسعار الغذاء.