توالت الردود اللبنانية المستنكرة للغارة الإسرائيلية التي استهدفت سورية، ورأى رئيس الجمهورية ميشال سليمان أن «إسرائيل تستغل الأوضاع القائمة في سورية لتنفذ سياستها العدوانية غير آبهة بالمواثيق والمعاهدات والأعراف الدولية والإنسانية». وقال إن «ذلك ليس غريباً عن ذهنية حكام العدو»، لافتاً إلى أن «مقاطعة إسرائيل جلسة مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة أمس (الأول) للتدقيق في سجلها في مجال حقوق الإنسان، دليل صارخ وقاطع على ازدراء العدو لكل ما له علاقة بالإنسانية وحقوق الإنسان». كونيللي وكان سليمان تطرق مع السفيرة الأميركية لدى لبنان مورا كونيللي التي زارته في قصر بعبدا أمس، إلى الغارة الإسرائيلية داخل الأراضي السورية. وزارت كونيللي رئيس الحكومة نجيب ميقاتي وبحثت معه التطورات في المنطقة. السنيورة: غير مقبول وقال رئيس كتلة «المستقبل» النيابية فؤاد السنيورة: «موقفنا من التطورات في سورية معروف، ولكن طرأ بالأمس تطور خطير تمثل في الاعتداء الجوي الإسرائيلي على أراض ومواقع في سورية، وهذا أمر لا يمكن أن نقبل به، فهو مستنكر ومدان ومرفوض، ولا نقبل أن يتم الاعتداء على أي أرض عربية من العدو الإسرائيلي». وأكد وزير الخارجية عدنان منصور «أن ما قامت به إسرائيل يشكل عدواناً سافراً يؤكد حقيقة مسلكها الذي تتسم به دولة الإرهاب منذ عام 1948 وحتى اليوم، والعدوان يستدعي منا كعرب أن يكون لنا موقف حازم لمواجهته بكل الوسائل الشرعية». واستنكر وزير الشاب والرياضة فيصل كرامي بعد زيارته رئيس المجلس النيابي نبيه بري العدوان، معتبراً أنه «يندرج في إطار استهداف دور سورية وسيادتها وشعبها». واعتبر رئيس الحزب «السوري القومي الاجتماعي» النائب أسعد حردان في بيان، أن «الغارة الصهيونية عمل عدواني وإرهابي بامتياز». وطالب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ب «دعوة مجلس الأمن إلى الانعقاد الفوري لبحث التداعيات الخطيرة التي قد يتسبب بها هذا العمل الخطير»، معتبراً «أنه يكشف حقيقة تورط العدو الإسرائيلي وحلفائه الغربيين وأدواتهم في المنطقة في المؤامرة التي تستهدف سورية ويأتي في لحظة تنصبّ فيها الجهود من أجل التوصل بالحوار الداخلي إلى حل سياسي يضع نهاية للأحداث المؤلمة، ويدل على أن القوى الغربية ومعها أدواتها في المنطقة وإسرائيل، لا تريد الحل والاستقرار في سورية، وهي على موقفها الداعم والمؤازر للمجموعات الإرهابية المتطرفة، على رغم إدراكها واقع تقهقر هذه المجموعات أمام ضربات الجيش السوري». ورأى نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان، «أن أفضل رد على هذا العدوان، احتضان الشعب السوري لجيشه، فتلتزم المعارضة الحوار لحل الأزمة السياسية وتحصين مسيرة الإصلاح لتعود سورية مستقرة». ووصف «حزب الله» في بيان الغارة بأنها «عدوان همجي ضد منشأةٍ سورية للبحث العلمي داخل الأراضي السورية، ما أدى إلى استشهاد بعض الإخوة السوريين وجرح آخرين وتدمير مبنى المنشأة، ويرى الحزب أن هذا الاعتداء يكشف وبشكلٍ سافر خلفيات ما يجري في سورية منذ سنتين، وأبعاده الإجرامية الهادفة إلى تدمير سورية وجيشها وإسقاط دورها المحوري في خط المقاومة والممانعة تمريراً لفصول المؤامرة الكبرى ضدها وضد شعوبنا العربية والإسلامية». ودعا إلى «أوسع وأقوى حملة شجب وإدانة من المجتمع الدولي وكل الدول العربية والإسلامية». ونبه إلى «ضرورة أن يعي بعضهم خطورة استهداف سورية، ويجعل من هذا العدوان مناسبة لمراجعة مواقفه واعتماد الحوار السياسي أساساً وحيداً للحل حقناً لدماء السوريين، وحفظاً لسورية وصوناً لدورها وموقعها في مواجهة الأعداء». ودان المكتب السياسي لحركة «امل» في بيان، «الدخول الإسرائيلي في هذه اللحظة من تاريخ المنطقة على خط المسألة السورية بهدف تخريب كل فرصة ممكنة لحل هذه المسألة، خصوصاً بعدما ظهرت في الأفق بوادر انفراجات للأخذ بيد عناصر هذه المسألة للجلوس إلى طاولة المفاوضات واجتراح حل سياسي سوري» . واعتبرت الحركة أن «كل العرب معنيون في هذه اللحظة باستعادة سلام سورية والحفاظ على وحدتها، لأنها أثبتت بعد كل هذه المعاناة الدامية أنها مفتاح الحرب وأنها مفتاح السلام والاستقرار في المنطقة».