عقد رئيس مجلس الوزراء المصري هشام قنديل، مساء اليوم الأربعاء، اجتماعاً مع وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم وقائد قوات الأمن المركزي وقادة القوات، فيما تتواصل اشتباكات بين عناصر من الأمن ومتظاهرين يطالبون بإسقاط النظام. وقالت مصادر سياسية وأمنية متطابقة ليونايتد برس انترناشونال "إن اللقاء، الذي يُعقد بمعسكر القوات في منطقة الدرّاسة، والذي لم يكن مقررا مسبقاً سيناقش التطورات الجارية على الساحة الداخلية في ظل التظاهرات والمصادمات المتواصلة بين عناصر الأمن وبين المتظاهرين". ولم تستبعد المصادر مناقشة موضوع تسليح قوات الأمن المركزي التي تتولى مسؤولية التصدي للتظاهرات المتواصلة في البلاد، وحدود التعامل بالسلاح مع تلك التظاهرات ونوعيات تلك الأسلحة، وحدود تحمل المسؤوليات الناجمة عن استخدام السلاح. وكان ضباط وجنود من قوات الأمن المركزي رفضوا خلال الأيام الماضية التعامل مع المتظاهرين بسبب ضعف تسليحهم الذي يقتصر على قنابل الغاز المسيل للدموع. وفي غضون ذلك نظَّم مئات من المتظاهرين بميدان التحرير في وسط القاهرة مسيرات طافت أرجاء الميدان مطالبين بإسقاط النظام، داعين إلى الاحتشاد بالميدان وبجميع الميادين الرئيسية في المحافظات يوم الجمعة المقبل تحت شعار "جمعة الخلاص". وكانت اشتباكات عنيفة بوسط القاهرة تجدَّدت، عصر اليوم، بين عناصر من الأمن ومتظاهرين يطالبون بإسقاط النظام، حيث أُصيب عدد من المتظاهرين، فيما تردَّدت أنباء عن سقوط قتيل. وتدور اشتباكات، بشارع كورنيش النيل ما بين ميدان عبد المنعم رياض وفندق سميراميس، عصر اليوم، بين عناصر من الأمن التي تطلق الغاز المسيل للدموع وبين متظاهرين الذين يرشقون عناصر الأمن بالحجارة وزجاجات المولوتوف الحارقة، حيث أصيب عدد كبير باختناقات من الغاز وبجروح. وتردَّدت أنباء وسط المتظاهرين بسقوط قتيل منهم بالرصاص، فيما تم نقل المصابين لتلقي العلاج بسيارات الإسعاف المتواجدة بمحيط الأحداث. كما تجري اشتباكات مماثلة بمحيط دار القضاء العالي حيث مكتب النائب العام بوسط القاهرة، حيث يتبادل الأمن ومتظاهرين ينتمي غالبيتهم إلى حركة تُطلق على نفسها إسم "بلاك بلوك"، التراشق بالحجارة وإطلاق الغاز المسيل للدموع. وقامت عناصر الأمن بتوقيف 4 من أعضاء "بلاك بلوك" حيث كانوا يتظاهرون ضد قرار النائب العام بتوقيف أعضاء الحركة باعتبارها "حركة تخريبية". وفي غضون ذلك، هاجم مجهولون محطة كهرباء "السبتية" بالقرب من ميدان رمسيس حيث محطة القطارات المركزية بوسط القاهرة، وتعاملت عناصر الأمن معهم حيث أوقفت عددا منهم فيما تمكن آخرون من الفرار. وكانت اشتباكات عنيفة اندلعت بين الجانبين بوسط القاهرة، قبيل فجر اليوم، فيما أُقيم رابع جدار خرساني للفصل بينهما. وأصيب عشرات من المتظاهرين باختناقات بفعل غاز مسيل للدموع أطلقته عليهم عناصر الأمن التي وقعت إصابات في صفوفها جراء رشقهم بالحجارة من جانب المتظاهرين، خلال اشتباكات تواصلت بين الجانبين، حتى قبيل فجر اليوم، عند كوبري قصر النيل، ومدخل ميدان التحرير وفندق سميراميس على كورنيش النيل. ويقوم المتظاهرون بإخلاء زملائهم المصابين لتلقي العلاج بسيارات الإسعاف المتمركزة بطول شارع الكورنيش، وميدان عبد المنعم رياض، ومحيط ميدان التحرير، وميدان سيمون بوليفار، المواجه لمبنى السفارة الأميركية، إلى جانب مستشفى ميداني بكنيسة قصر الدوبارة. وفي غضون ذلك، قام ملثمون بمهاجمة كلا من المتظاهرين وعناصر الأمن حيث سُمعت أصوات إطلاق رصاص، فيما بدأت قوات الأمن في بناء جدار خرساني بشارع الكورنيش ليكون رابع جدار للفصل بينها والمتظاهرين بعد جدران شوارع قصر العيني، ومحمد محمود، ونوبار. واشتعلت النيران بعدة نوافذ بالطابق الأول في فندق سميراميس المطل على النيل بفعل التراشق بزجاجات المولوتوف الحارقة خلال الاشتباكات، بينما اقتحم مجهولون الفندق وسرقوا مجموعة من طفايات الحريق وأواني زهور، غير أن متظاهرين تمكنوا من القبض عليهم ونقلهم إلى قسم شرطة قصر النيل. وتشهد مدن ومحافظات مصرية عدة، منذ يوم الجمعة الفائت، مظاهرات بمناسبة الذكرى الثانية لثورة 25 يناير/كانون الثاني التي أطاحت بالنظام السابق، تحولت إلى صادمات بين آلاف المتظاهرين وقوات الأمن أسفرت، بحسب وزارة الصحة المصرية، عن سقوط أكثر 50 قتيلاً و342 مصاباً.