جددت مجموعة «أصدقاء سورية» أمس تمسكها ببيان جنيف والحل السياسي في سورية، مشيرة إلى أن (الرئيس بشار) الأسد ليست لديه الرغبة والإرادة لمحاربة تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش). وترأس الاجتماع وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند إلى جانب رئيس «الائتلاف الوطني السوري» المعارض هادي البحرة ووزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل وبمشاركة الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي. وعززت المجموعة دعمها ل «الائتلاف الوطني السوري» المعارض. وتعهدت تقديم أكثر من 90 مليون دولار أميركي للمعارضة. وسيخصص حوالى 15 مليوناً لمد المعارضة المصنفة معتدلة «لشراء العربات ووسائل الاتصال والمواد الغذائية»، وفق وزير الخارجية الأميركي جون كيري الذي أوضح أن حوالى 25 مليوناً ستخصص لدعم المعارضة المدنية التي تعمل على تطوير قدراتها لممارسة الحكم. وبين الدول التي قدمت الجزء الأكبر من المساعدات الولاياتالمتحدة وبريطانيا واليابان والدول العربية الداعمة للمعارضة. واتفقت الدول الأعضاء في المجموعة، وفق بيان ختامي، على «الدعم المشترك للمعارضة المعتدلة التي يقودها الائتلاف الوطني باعتبار أنها تقاتل على جبهتين: تقاوم وحشية نظام الأسد وتقاتل المتطرفين بمن فيهم داعش». واعتبر البيان أن الأسد «ليست له الإرادة ولا القدرة على محاربة تهديد إرهابي بفعالية»، وأنه «فشل في تلبية التطلعات المشروعة للشعب السوري وسمح عمداً بتطور تهديد داعش واستخدم هذا التنظيم لدحر المعارضة المعتدلة، وهو ما سبب نمو التطرف إلى مشكلة تهدد المنطقة برمتها». وأضاف البيان أن «سياسات الأسد هي أساس المشكلة في سورية وليست الحل وهو فقد شرعيته ويقود التطرف والطائفية وعدم الوحدة في سورية». وأكدت المجموعة التزامها التوصل إلى انتقال سياسي شامل مبني على بيان «جنيف - 1» وأن ذلك «هو الطريق الوحيد لتلبية تطلعات الشعب السوري المشروعة وهزيمة داعش وعقيدته». ودعت «كل المعارضة المعتدلة إلى العمل متحدة في محاربة داعش وبناء مستقبل أكثر استقراراً وشمولية لأجل سورية». وأكدت أن المعارضة المعتدلة في سورية هي عنصر حيوي في التوصل إلى تسوية سياسية وفي محاربة المجموعات المتطرفة على الأرض. وقال الفيصل في الاجتماع إنه «كلما طال النزاع في سورية تواصل نمو المجموعات المتطرفة»، مشيراً إلى أن استراتيجية النظام السوري منذ البداية كانت دفع ثورة الشعب السوري للتسلح». وأردف أن النظام السوري سلح الثورة وقمع التظاهرات السلمية». وقال إن المعركة ضد التطرف يجب أن تبدأ من معالجة الأسباب في الدرجة الأولى. وأكد أن هناك الكثير الذي يؤكد أن النظام في سورية هو سبب ظهور «داعش» لأنه سهل عملية تمويله. وتابع: «نحن مقتنعون أن نظام الأسد لن يتوجه إلى طاولة التفاوض إلا أن تغير الوضع على الأرض لمصلحة المعارضة». وقال الوزير البريطاني بعد الاجتماع: «رأست اجتماعاً لأصدقاء سورية مع وزراء الخارجية الأميركي والفرنسي والألماني والسعودي والتركي. حضرت أكثر من 50 دولة ومنظمة دولية من مختلف أنحاء العالم متحدة في العزم على التصدي للوضع المروع في سورية وفي استيائنا الشديد من الفظائع التي ارتكبها (تنظيم) الدولة الإسلامية في العراق والشام ونظام الأسد». وزاد: «التصدي للدولة الإسلامية في العراق والشام يتطلب نهجاً متعدد الوجه، ويحتاج إلى المزج بين رد الفعل العسكري الصارم الذي رأيناه في الأيام القليلة الماضية وبين استراتيجية سياسية ذكية ودقيقة... إضعاف قدرة الدولة الإسلامية في العراق والشام على الحصول على أموال ومقاتلين وموارد». وكرر هاموند الدعوة إلى إطاحة الأسد، قائلاً: «الأسد لا يمكن أن يكون شريكا ذا صدقية لنا. إنه مسؤول عن صعود الدولة الإسلامية في العراق والشام. الأسد سبب وليس حلاً (لمشكلة) الدولة الإسلامية في العراق والشام». وقال البحرة إن ما من فرصة لحل سياسي طالما ظل الأسد في السلطة، مضيفاً أن الحملة العسكرية التي تقودها الولاياتالمتحدة على تنظيم «الدولة الإسلامية» لن تنتهي قريباً. وقال: «معلوماتنا هي أن هذه الحملة العسكرية حملة مستدامة وطويلة الأمد. ليست لمدة شهر أو شهرين. والفكرة هي التخلص من تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام في المنطقة سواء في سورية أو في دول أخرى. لذلك، لا يمكن التنبؤ بالوقت الذي ستستغرقه». في باريس، أعلنت الرئاسة الفرنسية في بيان امس ان فرنسا «ستكثف دعمها» للمعارضة المعتدلة في سورية وستعزز الامن «في كافة الاماكن العامة ووسائل النقل» لمواجهة التهديد الجهادي في فرنسا. وأوضح الاليزيه غداة قتل رهينة فرنسي بقطع الراس بيد مجموعة تعلن ولاءها لتنظيم «الدولة الاسلامية» (داعش) ان باريس مستعدة ايضاً لمساعدة دول اخرى في التصدي للجهاديين الاجانب اذا طلبت ذلك.