تدخل الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون وروسيا لدى رئيسي السودان عمر البشير وجنوب السودان سلفاكير ميارديت لحملهما على العودة إلى طاولة المحادثات لتسوية القضايا العالقة المرتبطة بفك ارتباط الدولتين، عقب فشل لقاء بينهما وتعزيز الخرطوم قواتها على حدودها الجنوبية. وعززت القوات السودانية في ولاية جنوب كردفان وجودها على الحدود مع جنوب السودان بعد فشل محادثات البشير وسلفاكير في أديس أبابا في معالجة تنفيذ الترتيبات الأمنية على الحدود وفك ارتباط الجيش الجنوبي مع متمردي «الحركة الشعبية - الشمال» في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق وإنشاء منطقة عازلة. وبدأت المحافظات الحدودية في ولاية جنوب كردفان تنفيذ أوامر بتعزيزات أمنية على الشريط الحدودي مع دولة جنوب السودان ومسارات الرعي بين المحافظات. وقال محافظ العباسية فتحي عبدالله عربي إن «أوامر صدرت بترتيبات لتأمين المحافظات الحدودية ومناطق الإنتاج الزراعي ومسارات الرعي بين المحافظات خصوصاً بعد انهيار المفاوضات مع دولة جنوب السودان». وطالب الأمين العام للأمم المتحدة حكومتي السودان وجنوب السودان بالبدء الفوري في المحادثات من أجل التوصل إلى حلول سلمية لتفادي تدهور الأوضاع الإنسانية. وأكد أمس أن الدولتين اتخذتا خطوات إيجابية حقيقية لتحقيق السلام والاستقرار بينهما، داعياً البلدين إلى بذل مزيد من الجهود في هذا الشأن. والتقى البشير أمس الوسيط الأفريقي ثابو مبيكي. وقال مبيكي إن لقاءهما جاء في إطار المشاورات المستمرة مع رئيسي السودان وجنوب السودان لمواصلة مفاوضاتهما من أجل تنفيذ الاتفاقيات الموقعة بين الخرطوم وجوبا. كما التقى البشير المبعوث الروسي الى السودان ميخائيل ماريغيلوف وناقشا تعثر المفاوضات بين السودان وجنوب السودان، والجهود التي يقودها الاتحاد الأفريقي لحل القضايا العالقة بين البلدين. وقال المبعوث الروسي في تصريح صحافي إن موسكو «تساند جهود الاتحاد الأفريقي لحل القضايا العالقة بين الطرفين». ودعا البلدين إلى «الاستفادة من وضع الاتحاد السوفياتي السابق الذي انقسم إلى دول عدة، ولكن المشاكل تم حلها بطريقة سلمية». وفي تطور متصل، شهدت أديس ابابا مساء أمس قمة ضمت رؤساء السودان وجنوب السودان وجنوب افريقيا وساحل العاج ونيجيريا ورئيس الوزراء الأثيوبي على هامش القمة الافريقية. وسعى زعماء الدول الأربع الأخيرة الى دفع البشير وسلفاكير إلى تسريع تنفيذ الاتفاقات التي وقعت بين البلدين في أيلول (سبتمبر) الماضي وتجاوز الملفات الخلافية التي تعطل تنفيذ الاتفاق. وقالت مصادر مطلعة ل «الحياة» إن الرؤساء «لم يفلحوا في زحزحة الرئيسين عن مواقفهما ولكنهم حصلوا على وعد منهما بالاستمرار في المحادثات وعدم العودة الى الحرب».