استضافت أديس أبابا أمس قمة لرئيسي السودان وجنوب السودان عمر البشير وسلفاكير ميارديت لمناقشة تنفيذ اتفاقات أمنية بين البلدين، بعدما أجريا لقاءات منفصلة مساء الجمعة مع رئيس الوزراء الإثيوبي هايلي ميريام ديسالكين ووسيط الاتحاد الافريقي الرئيس السابق لجنوب افريقيا ثابو إمبيكي. وجاء لقاء رئيسي السودان وجنوب السودان أمس بعد إعلان مسؤول في الوفد الرئاسي الجنوبي أن سلفاكير سيقترح على البشير «تحكيماً دولياً ملزماً» لحل عقدة الخلاف الحدودي بين بلديهما، علماً أن عرض النزاع على محكمة التحكيم الدولية لا يمكن أن يتم إلا بموافقة طرفي النزاع. ونُقل عن كبير مفاوضي الجنوب باقان أموم إن التحكيم الدولي يمكن أن يساعد في حل الخلافات بين الدولتين سلمياً، لكن ذلك يتطلب الاتفاق على «التفاصيل». ونقلت عنه وكالة «أسوشيتد برس» تشكيكه في أن المحادثات الحالية يمكن أن تحقق إختراقاً، مجدداً اتهام جنوب السودان للسودان بشن هجمات على أراضيه. والهدف الأساسي من قمة أديس أبابا «رجم الهوة» في العلاقات الفاترة بين البلدين الجارين وتنفيذ الاتفاقات التي أبرمها البشير وسلفاكير في قمة مماثلة عقداها في العاصمة الإثيوبية في أيلول (سبتمبر) الماضي. ويُتوقع أن يكون رئيسا دولتي السودان وجنوب السودان ناقشا أمس أيضاً أزمة أبيي الغنية بالنفط والمتنازع عليها بين الجنوب والشمال، وإعادة ضخ النفط الجنوبي عبر أراضي الشمال والمتوقف منذ العام الماضي. وقالت تقارير سودانية إن الاجتماعات التي عقدها الوسطاء الأفارقة في شكل منفصل الجمعة مع البشير وسلفاكير ناقشت على الأرجح أجندة القمة بينهما أمس وكيفية تجاوز نقاط الخلاف العالقة. ولم ترشح معلومات فورية عما قدّمه الوسطاء ولا رد الجانبين عليها. وترددت معلومات عن لقاء جمع البشير وسلفاكير في وقت متقدم ليل الجمعة قبل انعقاد القمة بينهما أمس. ويُعتقد أن الجانب السوداني يريد أن تتركّز أجندة المحاثات على ملف الترتيبات الأمنية مثل انسحاب القوات الجنوبية من مناطق حدودية متنازع عليها ووقف الجيش الجنوبي دعمه المزعوم للمتمردين الشماليين في ولايتي النيل الأزرق وجنوب كردفان. ولمّح سلفاكير، قبل انتقاله إلى أديس أبابا، إلى رغبته في التجاوب مع المطالب السودانية وأعلن سحب قوات الجنوب من بعض المناطق الحدودية. لكن الرئيس الجنوبي لا يبدو مستعداً للتجاوب كلياً مع مطلب فك ارتباط الجنوب بالمتمردين الشماليين المنتمين إلى «الحركة الشعبية - قطاع الشمال»، إذ يقول إن هذه القضية هي مشكلة شمالية باعتبار ولايتي النيل الأزرق وجنوب كردفان هما داخل أراضي دولة السودان والحل يكون من خلال التفاوض مع هؤلاء المتمردين الشماليين.