بقلب مؤمن بقضاء الله وقدره وبصوت أعيته معاناة السنين، وبعين تنظر إلى السماء ترقب فرج الله وعونه لشفاء طفلين عانيا كثيراً منذ أن خرجا إلى الدنيا، بكل هذا وأكثر تحدث ل«الحياة» المواطن سعد الخمعلي، الذي يعول أسرة كبيرة تضم ابنين معوقين تجرعا وأسرتهما صنوف العذاب والتعب والإرهاق والآلام سنوات عدة، في سبيل توفير العلاج لهما، وهما حاتم (12 عاماً) وسلمان ( 8) أعوام. ويقول سعد: «قبل نحو 12 عاماً رزقني الله حاتماً. ولكن لم تمض بضعة أشهر على ولادته حتى ظهرت أعراض تشير إلى أن وضعه الصحي ليس طبيعياً، وحينذاك أكد الأطباء أن لديه تشوهاً خلقياً في القلب والعيون وفي عظم الحوض، وأدى ذلك إلى عدم قدرته على الكلام وبلع الغذاء»، مشيراً إلى أن طفله سلمان يعاني الأعراض نفسها مع زيادة في تشوه في الجهاز العصبي الحركي وعدم السيطرة على حركة الرأس والأطراف. ويضيف: «كان ابناي في بداية المرض لا يعاينان أي شيء، أما الآن فلا يتحكمان في أعصابهما، على رغم أنهما يتمتعان بالذكاء ويتحدثان بالإشارات، وعرضت أطفالي على الكثير من المستشفيات الحكومية والخاصة فلم أجد لهما علاجاً». ولفت إلى أنه خاطب مستشفيات في أميركا ووجد لهما علاجاً، وبالفعل عالجا هناك، إلا أن حالتهما انتكست مرة أخرى، وبالتالي فإن الأمر يستدعي العودة مرة أخرى لإكمال العلاج، ولكن ليس لديه المقدرة على تحمل مصاريف العلاج». ولا يخفي الخمعلي ما لحق به وزوجته من قلق وتوتر وجهد، علاوة على التكاليف المادية الباهظة التي أرهقته وحملته الكثير من الديون، جراء مراجعة المستشفيات والبحث عن علاج لطفليه. ويتابع سعد: «أشعر بغصة تنتابني كثيراً، خصوصاً عندما أرى أطفالي يتشنجون أمامي ولا أستطيع فعل شيء لهم، بسبب ضيق الحال». ويؤكد والد حاتم أنه وخلال السنوات الماضية اضطر إلى الاقتراض لعلاج ابنيه، وهو ما حال بينه وبين تأمين مستقبل أسرته، «أنتظر وقفة من المسؤولين حيال وضع أبنائي، وكلي أمل في خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، الذي أغدق على هذا الوطن أخيراً، سلسلة متواصلة من الخيرات، أن يشملني برعايته، ويأمر بعلاجهم خارج البلاد». وأشار إلى أنه «لا يمكن أن أصف شعور أبٍ يرى أطفاله أمامه يتعذبون من الأمراض ولا يستطيع فعل شيء لهم.