بقلب مؤمن بقضاء الله وقدره، وبصوت أعيته معاناة السنين، وبعين تنظر إلى السماء ترقب فرج الله وعونه، وتنظر إلى ابن طريح الفراش منذ ولادته، بكل هذا وأكثر تحدث ل«الحياة» المواطن علي عسيري، الذي يعمل في أحد القطاعات العسكرية التابعة لوزارة الدفاع والطيران عما تجرعه وزوجته من تعب وإرهاق وألم لسنوات عدة، في سبيل توفير العلاج لابنهما ريان (12 عاماً). ويقول علي: «قبل نحو 12 عاماً، رزقني الله بريان، ولكن لم تمض بضعة أشهر على ولادته، حتى ظهرت أعراض تشير إلى أن وضعه الصحي ليس طبيعياً، وبعد مراجعات لا يمكنني إحصاء عددها إلى مستشفيات حكومية، منها ما هو تابع لقطاع عملي، ومنها ما هو تابع لوزارة الصحة وكذلك مستشفيات خاصة، قرّر الأطباء أن ريان مصاب بصغر حجم الرأس وظواهر صدغية غير طبيعية وضمور في العصب البصري واستسقاء بالكلية اليمنى» ويضيف: «كما أظهرت الفحوصات إصابته بحال ما بعد استئصال القلية الدماغية وحال ما بعد استئصال الخصية اليمنى، إضافة إلى عيب خلقي في مجرى البول، وإعاقة ذهنية شديدة ونوبات تشنجية، ما اضطر الأطباء إلى تركيب أنبوب تغذية». ولا يخفي عسيري ما لحق به وزوجته من قلق وتوتر وجهد، علاوة على التكاليف المادية الباهظة، التي أرهقته وحملته الكثير من الديون جراء مراجعة المستشفيات والبحث عن علاج لطفله، «كانت المعاناة أشد في بداية المراجعات، نظراً لأننا لم نكن نعرف مرض ريان، وكنا نتوقع أن المراجعات ستكون أقل في ما بعد، إلا أن العكس هو ما حدث، إذ حفيت قدماي من التنقل ما بين مقر التأهيل الشامل في الطائف ومستشفى القوات المسلحة في الهدا، خصوصاً عندما أكد الأطباء ضرورة المتابعة الطبية المستمرة، حتى لا يسوء الوضع الصحي لريان». ويتابع علي: «حالياً استقرت حال ابني، لا أعني أنه تحسن، بل إن المراجعات الطبية وبعد فضل الله سبحانه وتعالى عملت على استقرار حاله وعدم تعرضه لأعراض أخرى لا سمح الله»، مؤكداً أنه ما زال يشعر بغصة تنتابه كثيراً، خصوصاً عندما يرى ابنه على هذه الحال». ويلفت والد ريان إلى أنه وخلال السنوات الماضية اضطر إلى الاقتراض لعلاج ابنه، الأمر الذي حال بينه وبين تأمين مستقبل ابنه، «أنتظر وقفة من المسؤولين في وزارة الشؤون الاجتماعية حيال وضع ابني». ويتمنى والد ريان من وزارة الشؤون الاجتماعية أن تصرف له إعانة لمواجهة مصاريفه الباهظة التي تقارب 2000 ريال شهرياً، كما يأمل من أهل الخير بشراء سيارة خاصة ومجهزة لنقله من المنزل إلى المستشفى أثناء المراجعات المتتابعة، موضحاً أن يعاني من نقل ابنه إلى المستشفى لكبر وزنه وطوله، وكونه لا يملك إلا عربة عادية وصغيرة لم تعد تصلح لريان بعد أن بلغ 12 سنة. وكشف والد ريان أنه بعد تسلم ابنه من مقر التأهيل الشامل ليعيش في منزله، توقع أن يعامل كبقية الحالات بصرف إعانة مالية له، «فوجئت بالمركز يبلغني بعدم رفع طلب له كون ذلك موقوفاً من الوزارة».