مضت أكثر من عشر سنوات وحاتم يرقد على ظهره، يحتاج من يجالسه ويرعاه ويكون معه على مدار ال24 ساعة بلا كلل أو ملل. هكذا بدأت أم حاتم تسرد ل «الحياة» تفاصيل معاناتها مع ابنها حاتم وشقيقه: «رزقني الله بستة أطفال، اثنان منهم يعانيان الإعاقة، ولكن إعاقة حاتم أشد وأقوى على نفسي من إعاقة اخيه سلمان»، موضحة أن حاتم يعاني من تشوه خلقي في القلب والعيون، وقد تم إجراء جراحة لعينيه في مستشفى الملك خالد التخصصي للعيون، ومع ذلك لا يزال فاقداً لنعمة البصر بعد إجراء الجراحة». وتضيف: «أيضاً يعاني حاتم من تشوه خلقي في عضلات اللسان والحنجرة والمريء، ما جعله لا يستطيع الكلام أو البلع، فهو يعيش على السوائل، إضافة إلى معاناته المؤلمة مع تشوه عظم الحوض، وبالتالي عدم قدرته على المشي والحركة وصعوبة التبول والتبرز». لم تتوقف أم حاتم عن البكاء طوال سردها معاناة ابنها، وبعد صمت تابعت: «أحتاج إلى من يمد يد العون لنا بالمساعدة الكاملة التي لا يعيقها شيء، إذ قبل سنوات تم مساعدتنا للعلاج في ألمانيا، لكن من دون أن يوفروا لنا ما يكفينا للإقامة هناك، فلم تفلح المساعدة»، لافتة إلى «أسرتنا تعيش ظروفاً مالية سيئة، وبالكاد نعيش على الكفاف، كما أننا في مدينة حائل نعاني من عدم توفر مستشفيات متطورة تستطيع التعامل مع مثل حالة حاتم». لا تخفي أم حاتم أن الوضع الصحي الذي يقاسيه فلذة كبدها حرمها الابتسامة، إلا في حالات نادرة، بل تعدى ذلك إلى حرمانها من ممارسة حياتها الطبيعية، بسبب حاجته الدائمة إلى من يهتم به ويرعاه، «لا أكف عن الدعاء لحاتم في كل وقت، خصوصاً وقت إجابة الدعوة بعد منتصف الليل، وما يحز في خاطري أنني أرى دموعه تسيل على خده الأيسر كل ما دعوت، وكأنه يفهم ما أقول ويشعر بمعاناتي وثقل حمله ويرجو أن يش فيه الله». وطالبت أم حاتم فاعلي الخير وأصحاب القلوب الرحيمة أن ينظروا إلى مأساتها بعين الرحمة والعون، «هناك الكثير الذي لا أستطيع سرده وذكره حرجاً، فالحاجة وحدها ما دفعتني إلى شرح معاناتنا، وكلي أمل بالله أن توضح هذه السطور حقيقة مأساتنا التي نعيشها، وتكون دافعاً لذوي الهمم العالية التي لا يمكن ان تعرف عن حالنا وتقصر عن مد يد العون».