لاذ رجل الدين الأردني من أصل فلسطيني عمر عثمان الشهير ب «أبو قتادة» بالصمت بعدما برّأته محكمة أمن الدولة الأردنية امس، فيما توقع سياسيون وخبراء في شؤون الحركات الجهادية وجود «صفقة» ما أدت إلى التبرئة، وهو أمر نفاه وكيل الدفاع بشدة، إضافة إلى قيادات في التيار السلفي الجهادي. وكانت المحكمة برأت «أبو قتادة» من تهمة تقديم دعم معنوي ومادي لمهاجمة سياح خلال احتفالات رأس السنة في الأردن عام 2000، معتبرة أن الاتهامات تفتقر الى الأدلة الكافية. وعلى خلاف العادة، امتنع «أبو قتادة»، فور انتهاء المحاكمة، عن الإدلاء بأي تصريحات. ورداً على سؤال عن موقفه من الغارات الأميركية - العربية ضد تنظيم الدولة الإسلامية «داعش»، أجاب «أبو قتادة» بأن إدارة السجن منعته من مشاهدة التلفاز أمس، وأنه لا يملك أي معلومات، علماً انه طالما استغل جلسات المحكمة لمهاجمة «داعش» وممارساته في سورية والعراق. وكان وصف في جلسة سبقت النطق بالحكم، أعضاء التنظيم بأنهم «كلاب أهل النار». لكنه رفض تأييد أي تحالف إقليمي للقضاء على التنظيم في تلك الجلسة، وأكد أنه ليس مع أي تحالف ل «قتل المسلمين». وكانت المحكمة قررت في حزيران (يونيو) الماضي تبرئة «أبو قتادة» من قضية أخرى كان يُحاكم بموجبها تعرف باسم «الإصلاح والتحدي». واعتبر الخبير في شؤون الحركات الجهادية حسن أبو هنية أن قرار التبرئة كان منتظراً، خصوصاً بعد تبرئة «أبو قتادة» من قضية سابقة. وأضاف: «لا يمكن فصل التبرئة عن المحيط السياسي، وعن توجيه رسائل رسمية في كل الاتجاهات بأن التشدد الحكومي سيقتصر على الكيانات المتشددة داخل التيار، عوضاً عن السعي الى استثمار الخلاف المسيطر على جماعات الجهادية في البلاد»، علماً ان التيار الجهادي الأردني يشهد انقساماً حاداً على وقع الاقتتال بين جناحي التيار في سورية. وعن إمكان وجود صفقة ما لإطلاق «أبو قتادة»، أجاب أبو هنية: «لا يمكن استبعاد وجود نوع من الاتفاق، لكن ليس بالضرورة أن يكون مباشراً، والمؤكد أن عمان ستحاول استثمار الجانب الأكثر اعتدالاً داخل التيار الجهادي». لكن بعض المراقبين رأى في الصفقة، إن حدثت، أنها ستصطدم بالغارات الجوية التي لم تستهدف «داعش» فقط وإنما «جبهة النصرة» التي يؤيدها «أبو قتادة» والتيار المعتدل داخل التنظيم. ونفى وكيل الدفاع عن «أبو قتادة» حسين مبيضين وجود أي صفقات لإطلاقه، وقال: «لا يوجد أي تفاهمات، كل ما في الأمر أنه لا توجد قضية من الأساس». في الإطار ذاته، قال القيادي في التيار الجهادي محمد الشلبي المعروف ب «أبي سياف»: «المحكمة كانت صاحبة قرار هذه المرة، ولو كان القرار مسيّساً لما خرج الشيخ تزامناً مع الحرب التي يشترك فيها الأردن». وعن أولويات «أبو قتادة» بعد إطلاقه، أجاب: «سيكون الشيخ صمام أمان لحقن دماء المسلمين، والتوحيد ما بين المجاهدين».