يقوم بطريرك الكنيسة الأرثوذكسية لموسكو وعموم روسيا كيريل اعتباراً من غد بزيارة تاريخية للأراضي المقدسة ترتدي طابعاً رمزياً كبيراً على رغم أن الكنيسة الروسية استبعدت أن يكون لها أي طابع سياسي. وقال الناطق باسم الكنيسة الأرثوذكسية الروسية الأب ألكسندر فولكوف لوكالة «فرانس برس»، إن هذه الزيارة الرسمية الأولى لكيريل لإسرائيل والأراضي الفلسطينية «بصفته رئيساً للكنيسة الأرثوذكسية الروسية ترفع شعار السلام». وسيحيي البطريرك كيريل (65 عاماً) قداساً مع بطريرك الكنيسة الأرثوذكسية في القدس ثيوفيلوس الثالث، وسيجري محادثات مع رؤساء الكنائس المحلية وكبار حاخامات إسرائيل. كما سيلتقي الرئيس شمعون بيريز والرئيس محمود عباس. ومع أنه سيلتقي القادة الإسرائيليين والفلسطينيين، أكد الأب فولكوف أن «زيارة البطريرك لا ترتدي أي طابع سياسي ولا يمكن أن تكون كذلك». وتابع أن كيريل «يدعو دائماً من أجل السلام في الأراضي المقدسة وليتمكن كل حجاج العالم من التوجه بسلام» إلى الأراضي المقدسة. وتعتبر الخارجية الإسرائيلية زيارة البطريرك كيريل «بالمعنى الديني أهم زيارة منذ مجيء البابا بنديكتوس السادس عشر» عام 2009. وخلال زيارته التي تستمر ستة أيام، سيزور البطريرك كيريل المواقع المسيحية الرئيسة، وبينها كنيسة القيامة في القدس القديمة والتي تشكل حالياً محور نزاع بين بطريركية الروم الأرثوذكس وشركة إسرائيلية للمياه. وذكرت وسائل إعلام محلية أن البطريركية التي جمدت شركة «هاغيهون» حساباتها المصرفية وتطالبها بتسعة ملايين شيقل (1.8 مليون يورو) من المتأخرات، طلبت مساعدة الرئيس فلاديمير بوتين. وسيعبر البطريرك الروسي نهر الأردن للتوجه إلى الأردن الثلثاء ليلتقي الملك عبدالله الثاني قبل أن يعود إلى موسكو في اليوم التالي. ويقدر عدد أتباع الكنيسة الأرثوذكسية الروسية في إسرائيل اليوم بين 250 ألفاً و300 ألف نسمة، قدموا إليها في تسعينات القرن الماضي من الاتحاد السوفياتي السابق إثر انهياره. والكنيسة الأرثوذكسية الروسية هي أكبر كنيسة أرثوذكسية شرقية على الإطلاق، إذ يبلغ عدد أتباعها في العالم نحو 150 مليوناً.