قتل تسعة مسلحين ينتمون إلى تنظيم «القاعدة» في محافظة مأرب اليمنية (170 كلم شرق صنعاء)، يعتقد أن بينهم سعوديين، في ثلاث غارات منفصلة نفذتها طائرات أميركية من دون طيار ليل السبت - الأحد، واستهدفت غارتان منها سيارتين في وادي عبيدة شرق محافظة مأرب، فقتل في الأولى أربعة مسلحين متشددين، وقتل في الثانية 5 آخرون، في حين استهدفت الغارة الثالثة موقعاً قريباً من منزل يعتقد أن عناصر «القاعدة» المستهدفين كانوا يختبئون فيه، من دون أن تسفر عن ضحايا. وكانت طائرة أميركية من دون طيار نفذت أول عملية لها منذ بداية العام الجاري ضد «القاعدة» في اليمن، وقصفت سيارة في محافظة البيضاء (وسط اليمن) في الثالث من الشهر الجاري، فقتل فيها ثلاثة من عناصر التنظيم. وأكدت ل «الحياة» مصادر قبلية ومحلية في مأرب أن غارة استهدفت عناصر يشتبه أنهم من «القاعدة» في منطقة وادي عبيدة بالقرب من منطقة مأهولة بالسكان، من دون سقوط ضحايا، وتبعتها غارة ثانية بعد دقائق مستهدفة سيارة تقل 4 أشخاص كانوا في المنطقة نفسها على بعد نحو كيلومترين، فأصابتها بصاروخين وشوهدت تحترق بمن فيها. وأضافت المصادر بأن مسلحين سارعوا إلى مكان السيارة المحترقة، وأخرجوا الجثث المتفحمة ونقلوها على متن سيارة أخرى إلى مكان مجهول. ورجحت أن من بين القتلى سعوديين وشخصاً يدعى إسماعيل بن جميل، بينما لم يتم التعرف على هوية الجثة الرابعة. وأشارت المصادر نفسها إلى مقتل 5 آخرين من عناصر «القاعدة» في غارة بعد نحو ساعتين، استهدفت سيارة كانت تقل 5 مسلحين متشددين في منطقة آل شبوان في وادي عبيدة، ما أدى إلى احتراقها بالكامل ومقتل جميع من فيها. ورجحت أن بين القتلى قيادياً في التنظيم يدعى حمد بن غريب، فيما لم يتم التعرف على الأربعة الآخرين». وقام مسلحون قبليون بقطع الطريق الرئيسي الذي يربط بين مأرب والعاصمة صنعاء أمس، احتجاجاً على الغارات الأميركية التي قالوا إن صواريخها سقطت بالقرب من منطقتهم الآهلة بالسكان. ونفذت الطائرات الأميركية خلال العام المنصرم أكثر من 50 غارة على أهداف ومواقع للتنظيم في اليمن، قتل فيها نحو 190 من مسلحيه، بعضهم من جنسيات عربية، بالإضافة إلى 15 مدنياً بطريق الخطأ. وكان الجيش اليمني شن منتصف العام الماضي حملة عسكرية واسعة، بمساندة ميليشيات قبلية، وتمكن من طرد مئات من مسلحي «القاعدة» كانوا سيطروا على مدن في جنوب اليمن وأعلنوها «إمارات إسلامية»، فيما لجأ التنظيم إلى أسلوب الهجمات المباغتة على المعسكرات وتنفيذ اغتيالات طالت عشرات الضباط في الجيش والاستخبارات اليمنيين، بالإضافة إلى عدد من الهجمات الانتحارية. وفي تطور متصل، قتل 13 مسلحاً يعتقد بأنهم من «القاعدة» في محافظة البيضاء (180 كم جنوب صنعاء) في ساعة مبكرة من فجر أمس، نتيجة انفجار بمنزل كانوا مجتمعين فيه. وصرح مسؤول أمني لوكالة الأنباء اليمنية الرسمية «سبأ» أن أكثر من عشرة «إرهابيين» من «القاعدة» قتلوا في تفجير ظهر اليوم (أمس) بمنزل في مديرية المناسح في البيضاء»، في حين قالت ل «الحياة» مصادر محلية في منطقة رداع بالبيضاء إن الانفجار وقع في منزل يتبع القيادي في التنظيم أحمد الذهب، وأن جثث 13 شخصاً على الأقل أخرجت من المنزل الذي ألحق الانفجار دماراً كبيراً به. وأضافت المصادر أنه سمع دوي انفجارات متتالية يعتقد أنها نتيجة سلسلة عبوات ناسفة وذخائر كانت مخزونة في المنزل، أو كان يتم إعدادها لعمليات «إرهابية». وقالت إن عشرات المسلحين من أتباع الذهب طوقوا المنطقة ومنعوا الأهالي من الاقتراب.