أعلن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أمس، أن روسيا عرضت على باريس نقل قوات ومعدات فرنسية إلى مالي، مشيراً أيضاً إلى عرض من كندا لنقل قوات أفريقية. يأتي ذلك غداة مطالبة زعماء دول غرب أفريقيا الأممالمتحدة بتقديم الدعم المالي واللوجستي للقوة الإقليمية في مالي فوراً لتعزيز الهجوم الذي تقوده فرنسا ضد الإسلاميين في شمال مالي. وقال الوزير الفرنسي لإذاعة «أوروبا-1» إنه من أجل نقل قوات القوة الأفريقية إلى مالي «هناك وسائل نقل قدمها الأفارقة من جهة والأوروبيون من جهة أخرى، وكذلك الكنديون»، مضيفاً «كما أن الروس عرضوا على فرنسا وسائل نقل». ومنذ إطلاق فرنسا التدخل العسكري في مالي ضد المجموعات الإسلامية المسلحة، بقيت روسيا بعيدة عن الأضواء نسبياً. وغداة بدء القصف في 12 الشهر الجاري، اعلن ممثل الكرملين الخاص لأفريقيا ميخائيل مارغيلوف أن كل عملية عسكرية في أفريقيا يجب أن تتم تحت إشراف الأممالمتحدة والاتحاد الأفريقي. وأضاف: «لا احد غير الأفارقة يمكنه أو يجب أن يحل مشاكل القارة». وتدخلت فرنسا في مالي بطلب من سلطات باماكو اثر هجوم الإسلاميين نحو الجنوب. وقال فابيوس إن القوة الأفريقية في إطار بعثة الأممالمتحدة يمكن أن تبلغ على المدى الطويل «5500 رجل»، مضيفاً أن «الهدف حين نجمع كل القوات، يمكن أن يبلغ 5500» عنصر. وكرر الوزير الفرنسي القول إن فرنسا ترغب في وصول كل القوات إلى مالي «في اسرع وقت ممكن» لافتاً إلى أن بعضها قد وصل. وفي باماكو، وعد الرئيس المالي بالوكالة ديونكوندا تراوري ب «كسب الحرب» على «الإسلامية الدولية» واستعادة شمال بلاده الذي يحتله الإسلاميون، وذلك في خطاب حازم ألقاه عشية عيد الجيش المالي. وأكد الرئيس المالي أن بلاده «تخوض حرباً رغماً عنها، لأن مغامرين من الإسلامية الدولية يفرضونها علينا. مالي تخوض حرباً لأن مجاهدين يعتنقون أيديولوجية من القرون الوسطى يريدون إخضاع شعبنا». وقال: «سنربح هذه الحرب. سنربحها معاً باسم الحضارة والديموقراطية. معاً نحو غاو وتمبكتو وكيدال»، المدن الثلاث في شمال مالي التي تحتلها منذ تسعة اشهر المجموعات الإسلامية المسلحة. وتطرق تراوري إلى التدخل العسكري الفرنسي في مالي الذي بدأ بعدما أثار سقوط كونا (700 كلم شمال شرقي باماكو) اثر هجوم مفاجئ للإسلاميين، مخاوف من تقدمهم باتجاه باماكو. وقال تراوري إن «مالي لن تنسى هذه السمة الكبيرة للصداقة وكذلك أخوة الدم والسلاح اللذين يفتحان صفحات جديدة من العلاقات الفرنسية-المالية ومن العلاقات بين فرنسا وأفريقيا». وأعلن انه «اضافة إلى فرنسا التي سارعت إلى نجدتنا، تقف المجموعة الدولية برمتها إلى جانبنا». ومن المتوقع أن تصل إلى باماكو في الأسابيع المقبلة قوة أفريقية يفوق عديدها 5800 جندي لتحل محل القوات الفرنسية. ووجه تراوري تحية أيضاً إلى الطيار الفرنسي الذي قتل في 11 الجاري برصاص مقاتلين إسلاميين أصابوا مروحيته. وأكد تراوري أن «تضحية اللفتنانت داميان بواتو لن تذهب سدى. سقط فداء عن مالي. مات فداء عن فرنسا. مات دفاعاً عن الحرية والديموقراطية، مات دفاعاً عن العالم المتحضر». سكان يقتلون قيادياً إسلامياً على صعيد آخر، قتل سكان في مدينة غاو شمال شرقي مالي السبت، قيادياً إسلامياً رداً على مقتل صحافي محلي على أيدي إسلاميين ضربوه حتى الموت، كما أفادت مصادر متطابقة. وقالت سيما مايغا مساعدة رئيس بلدية غاو إن «الصحافي قادر توري ضرب حتى الموت السبت على ايدي إسلاميين اتهموه بالعمل لصالح العدو». وأضافت أن الحادث «أثار غضب سكان غاو فقتلوا قيادياً إسلامياً يدعى عليون توري». وأكد إدريس مايغا الذي يعمل مديراً لإذاعة محلية خاصة، هذه المعلومات. وقال إن «قادر توري قتل صباح اليوم (السبت) على ايدي الإسلاميين في غاو. ورداً على ذلك قام السكان بقتل القيادي الإسلامي عليون توري». وغاو هي إحدى اكبر مدن شمال مالي سيطر عليها إسلاميو «حركة التوحيد والجهاد في غرب أفريقيا» بالكامل منذ نهاية حزيران (يونيو) 2012. وسجلت فيها ممارسات مثل بتر أطراف رجال اتهموا بالسرقة. وقال عيسى احد سكان غاو حيث يعمل مدرساً إن «شبان غاو قرروا عدم الاستسلام ونظموا حملة عقابية ضد الشرطة الإسلامية. قمنا بضرب قائد هذه الشرطة وقتله». وأضاف «آمل بأن تكون الرسالة وصلت. الخوف انتقل إلى الطرف الآخر الآن وهذه ليست سوى بداية». وكان عدد كبير من المقاتلين الإسلاميين غادروا المدينة بعد عمليات قصف قام بها الطيران الفرنسي في بداية تدخله لتحرير شمال مالي من سيطرة الجماعات الإسلامية المرتبطة بتنظيم «القاعدة». وأعلنت السلطات الفرنسية أن طائرات «رافال» القتالية قصفت امس، معسكرات تدريب ومستودعات لوجستية. مجموعة غرب أفريقيا في أبيدجان، طالب زعماء دول غرب أفريقيا السبت الأممالمتحدة بتقديم الدعم المالي واللوجستي للقوة الإقليمية في مالي فوراً لتعزيز الهجوم الذي تقوده فرنسا ضد الإسلاميين في شمال مالي. ودعا الزعماء في بيان في ختام قمة طارئة عقدوها في ساحل العاج، الأممالمتحدة إلى «توفير الدعم المالي واللوجستي الفوري لنشر قوة ميسما» الأفريقية التي من المقرر أن تتألف من 5800 عسكري. ودعت المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (إيكواس) دولها الأعضاء اضافة إلى تشاد والتي سترسل كلها قوات إلى مالي، إلى البدء في إرسال تلك القوات «دون تأخير». كما دعا وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس الذي شارك كذلك في الاجتماع إلى تقديم التبرعات السخية لتمويل ودعم جهود حل الأزمة المالية التي تهدد الاستقرار الإقليمي وتمثل خطراً أمنياً على الدول الأخرى. وطالب قادة غرب أفريقيا بالمزيد من المشاركة العالمية في القتال ضد الإسلاميين في مالي فيما اكد الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند أن القوات الفرنسية ستبقى في مالي «كل الوقت الضروري من اجل دحر الإرهاب». وأكد رئيس ساحل العاج الحسن وترة الذي يراس حالياً «إيكواس» أن الوقت قد حان لمشاركة الآخرين وتقديمهم المساعدة لإنهاء الأزمة في مالي. وقال: «حان الوقت لكي تعلن القوى الكبرى وعدد مزيد من الدول والمنظمات عن التزام أوسع تجاه العمليات العسكرية وأن تظهر مزيداً من التضامن مع فرنسا وأفريقيا». وأضاف: «يجب أن نسرع في إعادة وحدة الأراضي المالية بدعم لوجستي من شركائنا، وأن نتخطى الأعداد الحالية من الجنود التي سنرسلها» إلى مالي، داعياً إلى تقديم الدعم المالي الدولي للدول الأفريقية المشاركة في الجهود في مالي. واشنطنولندن وأعرب وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا ونظيره البريطاني فيليب هاموند من لندن عن دعمهما للعملية التي ينفذها الجيش الفرنسي في مالي لقتال المتمردين الإسلاميين ووقف هجومهم باتجاه الجنوب، تلا انهما أكدا انهما لن يرسلا قوات إلى مالي. وقال بانيتا: «نحن لا نخطط لإرسال قوات إلى الميدان في تلك المنطقة»، كما شدد هاموند على انه «ليس لدينا خطط لإشراك القوات البريطانية في القتال في مالي». وقال الوزيران انهما سيعملان مع الشركاء الإقليميين لهزيمة المسلحين الإسلاميين في شمال أفريقيا. وقال بانيتا: «في مواجهتنا لهذا العدو، بذلنا افضل الجهود لنتمكن من ضمان القيام بذلك بشكل فعال، وهذا يشتمل على العمل مع تلك الدول في المنطقة». وأمرت وزارة الخارجية الأميركية جميع أفراد عائلات موظفي سفارتها في مالي بمغادرة البلاد وسط تصاعد النزاع مع المسلحين الإسلاميين الذين يسيطرون على مناطق واسعة من الشمال.