يستهل الرئيس الأميركي باراك أوباما اليوم احتفالات تنصيبه، إيذاناً ببدء ولايته الرئاسية الثانية والأخيرة، بأداء اليمين الدستورية في البيت الأبيض، وسط أجواء هادئة مقارنة بتدشين ولايته الأولى قبل أربع سنوات. واستنزف معدّل البطالة المرتفع والمعارك الحزبية على السياسات النقدية، بعض الأمل الذي واكب أداء اليمين في المرة الأولى، ما يجعل أجواء احتفالات التنصيب هذه المرة أقل بهجة، مقارنة بعام 2008 حين حقق أوباما فوزاً كاسحاً رافعاً شعار التغيير، وبات أول رئيس أميركي-أفريقي. وقبل أدائه اليمين سيضع أوباما إكليلاً من الزهر في مقبرة أرلنغتون الوطنية، وفقاً للدستور الذي يقضي بأن يحصل ذلك في 20 كانون الثاني (يناير). وسيكون ذلك في مراسم خاصة باستثناء حضور إعلامي مع جمهور صغير يضم أفراد العائلة. ويكرر أوباما هذا الإجراء غداً خلال مراسم عامة في الكونغرس، علماً أن أداء اليمين سيكون في المرتين أمام قاضي المحكمة العليا جون روبرتس الذي أشرف على ذلك عام 2009. وللمرة الثانية سيُلقي أوباما كلمة في مناسبة تنصيبه، سيتابعها الملايين حول العالم. ويُتوقع أن يتوافد حوالى 800 ألف شخص إلى موقع الاحتفال قبالة منتزه «ناشونال مول» غرب الكابيتول الممتد على مسافة كيلومترين، حيث أنشئت منصة خشبية كبيرة قبل ثلاثة أشهر مخصصة لجلوس 1600 مدعو، بينهم أعضاء الكونغرس والحكومة وقضاة المحكمة العليا ورئاسة الأركان العسكرية وحكام الولايات وأعضاء السلك الديبلوماسي. وسيكون هذا العدد أقل مقارنة بالرقم القياسي الذي شهدته حفلة التنصيب عام 2009، حين حضر 1.8 مليون شخص. وبعدما ألقى أوباما خطاباً لمدة 20 دقيقة عام 2009، يُتوقع أن يتحدّث في خطابه الثاني عن ضرورة تقديم تنازلات سياسية «متى أمكن»، في إشارة إلى المعارك المثيرة للانقسام مع مجلس النواب الذي يسيطر عليه الجمهوريون، في شأن «الهاوية المالية»، ورفع سقف الدَّيْن. وكشف مسؤول في الإدارة الأميركية أن أوباما سيشدد على أن القيم التي أسست الولاياتالمتحدة يجب أن ترشد البلاد في القرن ال21، وتشجع المواطنين على إسماع أصواتهم للتأثير في أعمال النواب. كما سيتناول الأهداف التي يأمل بتحقيقها خلال ولايته الثانية، بينما يترك الخطط السياسية التفصيلية لكلمة حال الاتحاد التي يلقيها الشهر المقبل. وبعد الخطاب، سيشارك الرئيس في مأدبة غداء في الكابيتول مع مدعويه ونواب وأعضاء في الحكومة والمحكمة العليا والرؤساء السابقين. ثم ستستقل عائلته سيارة الليموزين مسافة 2.7 كيلومتر تفصل مبنى الكابيتول عن البيت الأبيض، عبر جادة بنسلفانيا، الأطول في واشنطن. وستمضي العائلة جزءاً من فترة بعد الظهر خارج البيت الأبيض لحضور عرض تقليدي تشارك فيه 50 فرقة بينها فرق جنود وعربات مدنية ومجموعات من المواطنين وجوقات موسيقية. وفي المساء، سيرقص أوباما مع زوجته ميشيل في حفلتين رسميتين، الأولى للجنود وعائلاتهم والثانية الكبيرة للجمهور وستنظّم في مركز المؤتمرات في واشنطن ويُتوقع أن تكون حاشدة.