يسعى مسلحو المعارضة السورية لحسم معركتهم المستمرة منذ اشهر للسيطرة على حلب ثاني اكبر المدن السورية حيث قالوا انهم سيقطعون طرق الامدادت قبيل شن هجمات متزامنة على قواعد للقوات الحكومية. وقال حاج عندان القائد غير الميداني لكتيبة التوحيد ومقرها حلب ل «فرانس برس»: ان «الجيش السوري الحر يتخذ خطوات جديدة لتحرير المدينة». وأضاف: «نركز على المواقع العسكرية حول حلب، المطارات والقواعد. ونحن والحمد الله نطوق تلك المواقع وسنحررها خطوة تلو الاخرى». ويقاتل مسلحو المعارضة القوات الحكومية في قاعدة قريبة من مطار حلب الدولي المنشأة الاستراتيجية في جنوب شرقي المدينة. وقال عندان «الجيش الحر يطوق القاعدة 80. اننا نخطط لهجوم كبير عليها وعلى قواعد اخرى، هجمات منسقة ومتزامنة» من دون اعطاء المزيد من التفاصيل. وأضاف: «لا احد يقدم الدعم للجيش». وحلب، المدينة الرئيسية في شمال سورية كانت تضم 5 ملايين نسمة قبل ان تقلب الحرب حياتهم في تموز (يوليو) الماضي. وأجبر كثيرون على الفرار من منازلهم مع اشتداد المعارك وسيطرة المسلحين على المناطق الشرقية منها. ولأكثر من ثلاثة اشهر لم يتمكن اي من الطرفين من حسم المعركة لصالحه وأصبحت المدينة منقسمة وفيها احياء مهجورة تفصل بين الاطراف المتحاربة وحواجز عسكرية تفتش السيارات. وفيما عاد المارة وفتحت الاسواق في الشوارع لتعطي انطباعاً بعودة الحياة الطبيعية الى المدينة، الا ان الضربات الجوية والقصف يستمر في المنطقة التي يسيطر عليها المسلحون فيما الاهالي في مناطق القوات الحكومية يخشون قذائف الهاون والسيارات المفخخة. وقال عندان «معظم المناطق الخاضعة للنظام غير آمنة لأن النظام لا يسيطر عليها بالكامل. مسلحو المعارضة يسيطرون على مناطق عدة في حلب لكن الناس ليسوا في مأمن بسبب القصف او التفجيرات». ويتبادل الطرفان الاتهامات حول تفجيري جامعة حلب يوم الثلثاء والذي ادى الى مقتل 87 شخصاً على الأقل بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان. ويقول مسلحو المعارضة وبعض الاهالي من شهود العيان ان طائرة حربية تابعة للنظام اطلقت صواريخ على الجامعة التي يقول البعض انها رمز المعارضة للرئيس بشار الاسد. وقال سائق حافلة صغيرة تعبر المدينة يومياً عمره 25 سنة واسمه ابو محمد ل «فرانس برس»: «شاهدت الطائرة تطلق مرتين صواريخ على الجامعة». وأضاف: «بدأ الناس يركضون، حاولوا المساعدة فوضعوا الجرحى في شاحنات صغيرة. كان هناك نحو 20 جثة على الارض معظمهم تطايرت اطرافهم». غير ان حكومة دمشق قالت ان مجزرة حلب قام بها «ارهابيون» في اشارة الى مسلحي المعارضة.