يسجل الاتحاد السعودي لكرة القدم مساء اليوم (الأربعاء) اجتماعه «الطارئ» الأول منذ انتخابه قبل أكثر من شهر، إذ سيناقش أعضاؤه أسباب خروج المنتخب الأول من دورة الخليج المقامة حالياً في البحرين، ووضع الحلول لبناء مستقبل «الأخضر» في المرحلة المقبلة بعد أن عصفت الأزمات بالمنتخب في الأعوام الأخيرة، وتحديداً منذ أن ودّع منافستي كأس العالم 2010، و2014، إضافة إلى خروجه خالي الوفاض من بطولة آسيا، ودورتي الخليج في اليمن والبحرين، علاوةً على تواضع المشاركات في مسابقتي العرب وغرب آسيا. الاتحاد السعودي لكرة القدم برئاسة أحمد عيد صاحب أولوية، لتوليه المنصب من خلال الانتخاب، يواجه خيار البقاء على مدرب «الأخضر» الهولندي فرانك ريكارد أو إقالته بعد غضب الشارع بسبب رداءة النتائج، إضافة إلى الرغبة الواضحة للاتحاد الجديد وأعضائه، لتغيير الصورة التي ظهر بها المنتخب تماماً بعد استلامهم دفة الأمور. وربما لا تقف سياسة الانتخاب حائلاً ما بين الرئيس «المعيّن» والآخر «المنتخب» وإبعاد المدرب، ففي نهاية الأمر قد يلتقيان في نقطة واحدة، وهي إقصاء المدير الفني عند الإخفاق، علماً أن ريكارد أشرف على المنتخب السعودي في عهد رئاسة الأمير نواف بن فيصل للاتحاد السعودي لكرة القدم. وسيتعين على الاتحاد السعودي في حال إقالة ريكارد التعاقد مع مدرب بديل في فترة لا تتجاوز ال20 يوماً، وهي المدة التي تسبق أول مباراة رسمية ل«الأخضر»، وهي ضد الصين في السادس من شباط (فبراير) المقبل ضمن التصفيات المؤهلة لكأس آسيا 2015، ما قد يشكل أزمة للاتحاد ومجلسه، نظراً إلى ضيق المدة التي بين أول مباراة رسمية وإقالة المدرب، وبينهما التعاقد مع آخر بالإضافة إلى فترة الإعداد للمباراة، ومن الحلول المطروحة على الطاولة، إسناد المهمة في حال إبعاد ريكارد للمدرب خالد القروني موقتاً، إلى حين وجود بديل ذي قيمة عالية، ليحل مقعد ريكارد، وينقسم الشارع إلى مؤيد ومعارض، للتعاقد مع بديل لريكارد، وآخرين للبقاء عليه. رئيس لجنة المنتخبات السعودية سابقاً الأمين العام للجنة الأولمبية السعودية حالياً محمد المسحل، تحدث عن أوضاع المنتخب السعودي وريكارد على وجه التحديد، إذ ألقى بمسؤولية التعثر المتكرر على مشاعر الرياضيين، قائلاً: «ريكارد أتى مثل من سبقوه، مدرباً للمنتخب الأول، ولجيل جاهز من اللاعبين المحترفين، وليس إلى هواة أو ناشئين، وهو جيل من مخرجات بيئتك الكروية، وعندما أدرك أن معظم عناصره يعانون نفسياً ومعنوياً من تأثيرات إخفاقات سابقة، أو من نقص فني وبدني، حاول أن يطعم منتخبنا الذي لم يوفق من قبل مع بيسيرو وناصر الجوهر بنجوم شباب، ما يتطلب تركيزاً وتدرجاً ووقتاً كافياً لتطبيقه، لكن المشكلة أنك تعيش في بيئة عاطفية تنظر إلى العمل من عين الإعلام الرياضي الذي إن كان يعمل لمصلحة الحركة الرياضية والشبابية من ناحية المبدأ، إلا أننا لا ننكر أنه بدأ يغلب عليه التعصب للأندية والأشخاص أكثر بكثير من التوحد، من أجل المصلحة العامة، ما جعلها تتحكم بالرأي العام كيفما شاءت، بل وتنال في كثير من الأحيان من معنويات اللاعبين قبيل مشاركاتهم مع منتخباتهم الوطنية بطريقة غريبة ومؤسفة». الاجتماع قد يكون حاسماً في أعين الكثير من المتابعين، خصوصاً أنه يأتي عقب إخفاق ألقى بضلاله على الوسط الرياضي، وربما بطريقة أكثر تأثيراً من الإخفاقات السابقة، بناءً على ردود الفعل والصخب الإعلامي الذي صاحب خروج «الأخضر» من كأس الخليج.