طهران، فيينا – أ ب، رويترز، أ ف ب – قللت طهران من أهمية إعلان الوكالة الدولية للطاقة الذرية «خيبتها» من فشل اجتماع الطرفين في فيينا الجمعة، واعتبرت أن «كل شيء يسير في الاتجاه الصحيح». كما اقترحت «بثّاً حياً» لجولة المحادثات المقررة في موسكو بعد 10 أيام، مع الدول الست المعنية بملفها النووي، والتي توقّع نائب إيراني بارز «فشلها». وخلال اجتماع فيينا سعت إيران والوكالة إلى إبرام وثيقة سُمّيت «النهج المنظم»، تُحدّد شروط وصول المفتشين إلى الأفراد والمواقع والوثائق التي قد تساهم في توضيح طابع البرنامج النووي الإيراني. وتأمل الوكالة بدخول مجمّع بارشين العسكري قرب طهران، إذ تشتبه في تنفيذ اختبارات سرية فيه لصنع سلاح نووي. وبعد محادثات دامت 8 ساعات، أعلن رئيس فريق المفتشين في الوكالة هيرمان ناكيرتس أنها أرادت خلال اللقاء «وضع اللمسات الأخيرة» على الاتفاق، لافتاً إلى أنها قدّمت «نصاً معدلاً» لتبديد «قلق» أبدته إيران. واستدرك: «لم يحدث أي تقدّم، وأثارت إيران مسائل سبق أن ناقشناها، كما أضافت مسائل جديدة». وأشار إلى أن الجانبين لم يحددا موعداً لاجتماع آخر. لكن المندوب الإيراني لدى الوكالة علي أصغر سلطانية الذي مثّل بلاده في الاجتماع، اعتبر أن «المسألة معقدة جداً وذات جوانب فنية وحقوقية». ولفت إلى أن «الجانبين تبادلا اقتراحات، من المقرر درسها وتبادل الآراء في شأنها خلال الاجتماع المقبل الذي سيُعلن موعده ومكانه لاحقاً». وزاد: «نحتاج وقتاً وصبراً وبيئة سليمة، لإعداد إطار يكون عملياً وسهل التنفيذ بالنسبة إلى المفتشين وكذلك الخبراء الإيرانيين». وشدد على «ضرورة أن تُدرس باهتمام القضايا العالقة بين إيران والوكالة، كونها ذات أبعاد قانونية وسياسية معقدة»، مؤكداً أن الطرفين «سيواصلان محادثاتهما، وكلّ شيء يسير في الاتجاه الصحيح». وسُئل سلطانية عن إمكان السماح لفرق الوكالة بزيارة مجمّع بارشين، فأجاب: «هذه القضية سياسية بامتياز، والملف النووي الإيراني موضوع تقني، ويجب الامتناع عن إقحام السياسة فيه، إذ أن ذلك يعكّر أجواء المحادثات». في غضون ذلك، اقترح رئيس منظمة الإذاعة والتلفزيون في إيران عزت الله ضرغامي، «بثّاً حياً لتفاصيل محادثات موسكو، عبر القنوات الفضائية العالمية، وبكل اللغات»، معتبراً أن ذلك «سيشكّل خطوة مؤثرة على صعيد بناء الثقة وتوعية الرأي العام العالمي». لكن النائب الإيراني إسماعيل كوثري اعتبر أن جولة موسكو «محكومة بالفشل، بسبب التهديدات الغربية والأميركية لإيران». وأكد كوثري، وهو نائب رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى (البرلمان)، أن بلاده «لا تخشى هذه التهديدات، ولن تتراجع عن حقها المشروع في امتلاك الطاقة النووية السلمية».