دفعت الثلوج التي هطلت على جبل اللوز في منطقة تبوك نهاية الأسبوع الماضي وما أدت إليه من وفيات وإصابات (8 وفيات و69 مصاباً)، أهالي المنطقة للمطالبة بسرعة اكتمال ازدواج طريق تبوك – حقل الذي يسلكه الأهالي للوصول إلى جبل اللوز الذي يبعد عن مدينة تبوك 160 كيلومتراً، وعن محافظة حقل 60 كيلومتراً. وطالب بعض المواطنين الإدارة العامة للطرق في منطقة تبوك بسرعة إكمال ازدواج طريق تبوك - حقل الذي سينهي معاناتهم ويخفف من الحوادث التي راح ضحيتها الكثير من البشر، خصوصاً وأن الطريق أنشئ في مرحلة زمنية سابقة (48 عاماً) لم تكن تشهد كثافة مرورية كما تشهدها الآن على مدار العام، نظراً لما يمثله من أهمية في حركة النقل بالمنطقة، ويشكل أيضاً شرياناً حيوياً بالنسبة لقاصدي الأماكن المقدسة من الدول المجاورة، ويسهم في نشاط التجارة والسياحة، ويعتبر الطريق الوحيد الذي يسلكه قاصدو تبوك من حقل ومراكزها، وهو ذو مسار واحد وبه منعطفات خطرة، كما أنه مرتفع عن الأرض بنحو 4 أمتار، وكل هذه العوامل تجعله في وضعه الراهن مصيدة لسالكيه، ومجزرة حقيقية للمواطنين والمقيمين. وقال المواطن حسين مطير ل«الحياة»، إن الطريق سيئ للغاية، ومزدحم على مدار العام لكونه طريقاً دولياً، وأضاف: «الطريق ضيّق في مساراته ولا توجد مساحة (أكتاف) للوقوف الجانبي في حال الطوارئ، وبه كثير من المنعطفات الخطرة»، وتابع: «إن أهالي حقل يعتمدون على هذا الطريق في شكل أساسي، وأولياء أمور الطلبة والطالبات يضعون أيديهم على قلوبهم نهاية كل أسبوع منذ خروج أبنائهم للدراسة في تبوك وحتى عودتهم، لما يشهده الطريق من مآس وحوادث مرورية، إضافة لمراجعة المواطنين للجهات الحكومية غير المتوافرة في حقل كمكتب العمل والجوازات والمطار، والمرضى الذين يراجعون مستشفيات تبوك التخصصية، والموظفون الذين ينتقلون في شكل أسبوعي بين تبوك وحقل لزيارة عائلاتهم»، مشيراً إلى أن الحوادث لم تقتصر على أهالي حقل، بل شملت المسافرين والمتنزهين الذين يذهبون لقضاء العطلات الأسبوعية والإجازات على شواطئ حقل، ثم يعودون محملين بالآهات والحسرات، لافتاً إلى أن أغلب المنازل في حقل لها ضحايا بسبب هذا الطريق. وأكد المواطن محمد القويعاني أن الطريق يخدم منطقة سياحية من الدرجة الأولى، ويؤدي إلى جبل اللوز الذي أضحى مقصداً ومزاراً للكثير من السياح من داخل المملكة ودول الخليج العربي، وذلك لارتفاعه الشاهق وتساقط الثلوج عليه في فصل الشتاء، وأضاف: «في ظل وضع الطريق الحالي، أصبح الناس يخافون زيارته». إلى ذلك، ذكر مدير مرور تبوك العميد محمد النجار أن طريق تبوك – حقل يشهد الكثير من الحوادث المأسوية، مرجعاً السبب في ذلك للتجاوز وعدم وجود أكتاف للطريق، وأبدى أسفه لوقوع تلك الحوادث، لافتاً إلى أن هناك تقارير ترفع دورياً للمسؤول الإداري في هذا الخصوص. وأشار المتحدث الإعلامي باسم «صحة تبوك» عطالله العمراني إلى أن حقل يقصدها العديد من أهالي تبوك للتنزه وقضاء الإجازة فيها، لما تتمتع به من ندرة الرطوبة. ودعا سالكي الطريق إلى أخذ الحيطة والحذر، مشيراً إلى أن الحوادث التي حدثت خلال اليومين الماضيين بسبب تساقط الثلوج على جبل اللوز وعلقان، وما نتج منها من وفاة وإصابة 77 شخصاً، تغني عن الإحصاءات التي شهدها الطريق من حوادث مأسوية. فيما أكد مساعد مدير الإدارة العامة للطرق والنقل في منطقة تبوك المهندس محمد أبو صابر ل«الحياة» أن العمل في ازدواج طريق تبوك - حقل سيُنتهى منه قريباً جداً، وأن نسبة الإنجاز كبيرة، الأمر الذي سيخفف من ازدحامه، لافتاً إلى أن التأخير في تنفيذ الازدواج يعود لأسباب تعثر المقاول الذي تمّ إشعاره بذلك، كما تم التأكيد عليه بضرورة الالتزام بالعقد والمدة المتفق عليها، مشيراً إلى أن المشروع لم يتبقَ منه سوى مسافة قصيرة، وأن العمل مستمر وبمواصفات ذات جودة عالية، وتمّ الانتهاء من المرحلتين الأولى والثانية، وسيبدأ في المرحلة الثالثة والأخيرة والتي أدرجت في موازنة هذا العام.