منذ زمن طويل وهو حديث المجالس في تبوك، سالكه مفقود والخارج منه مولود، إنه طريق تبوك – حقل الذي يشهد كثافة مرورية عالية على مدار العام، نظراً لما يمثله من أهمية في حركة النقل بالمنطقة، حيث يربط بين منفذ الدُرة على الحدود الأردنية ومحافظة حقل ومراكز "الزيتة وعلقان والبدع وأبو الحنشان ومنطقة سبعة وعشرون والعيينة وبئر بن هرماس" مع مدينة تبوك، وبذلك يشكل شرياناً حيوياً بالنسبة لقاصدي الأماكن المقدسة من الدول المجاورة، وكذلك مساهمته في نشاط التجارة والسياحة، كما أنه يعتبر الطريق الوحيد الذي يسلكه قاصدو تبوك من حقل ومراكزها. ورغم أهمية هذا الطريق إلا أن أعمال مشروع ازدواجه ما زالت تسير كالسلحفاة دون تقدم يذكر.. الأمر الذي دعا أمير المنطقة، الأمير فهد بن سلطان إلى استدعاء المقاول المكلف بتنفيذ مشروع ازدواج الطريق قبل نحو 5 أشهر وشدد خلال اللقاء على مضاعفة الجهد وسرعة التنفيذ. عدد من أهالي حقل عبروا من خلال "الوطن" عن استيائهم الشديد من عدم اكتمال المشروع، وطالبوا وزارة النقل بمحاسبة المقاول والتحقيق في تعثر المشروع وكشف الحقائق للرأي العام. ازدواج الطريق وقال نائب رئيس المجلس البلدي بمحافظة حقل، فيصل بن رشيد القيسي، في حديثه إلى "الوطن" :"محافظة حقل محط أنظار جميع المتنزهين في المملكة لما تمتاز به من مواقع سياحية وشواطئ خلابة، بالإضافة لاعتدال جوها، كما أن وجود منفذ حدودي فيها يجعلها أكثر ارتياداً من المحافظات الأخرى بالمنطقة، ولكن للأسف ما زالت مغيبة عن مشاريع وزارة النقل"، مضيفاً "رغم ترسية مشروع الازدواج منذ عام 1428 إلا أنه لم يتم منه سوى 37 كلم"، وأضاف القيسي "هذا الطريق يشهد العديد من الحوادث المأساوية على مدار العام والتي نتج عنها وفيات وإصابات خطيرة بسبب ضيق الطريق وعدم وجود مسافات جانبية له، كما أن الكثبان الرملية تتراكم عليه دون متابعة أو إزالة لها"، مبيناً بأن أهالي حقل يأملون في اكتمال الازدواج الذي يخطو مراحله بخطى ثقيلة، فلم يستكمل منه إلا كوبري تقاطع الشرف الذي لا يتجاوز طوله 4 كلم، مما يشكل هاجساً بأن علينا الانتظار لعدة سنوات لاكتمال المشروع.. موجهاً سؤاله لوزارة النقل متى نرى ازدواج طريق تبوك – حقل مكتملاً على أرض الواقع لنوقف شلالات الدماء اليومية؟ الطريق عمره 47 عاماً وبين عضو المجلس البلدي بحقل المهندس محمد السيد خطورة الطريق بقوله "إن هذا الطريق ذو مسار واحد وبه منعطفات خطرة، كما أنه مرتفع عن الأرض بحوالي 4 أمتار، وكل هذه العوامل تجعله في وضعه الراهن مصيدة لسالكيه ومجزرة حقيقية للمواطنين والمقيمين"، مشيراً إلى أن الطريق أنشئ عام 1386 في مرحلة زمنية سابقة لم تكن تشهد كثافة مرورية. وأضاف المهندس السيد "المقاول يعمل منذ ما يزيد على 3 سنوات ولم ينجز إلا مسافة بسيطة، ولا أعلم كيف تقوم وزارة النقل بترسية مشاريعها على شركات هزيلة"، كما أن العبارات لم يكتمل العمل بها والحديد مكشوف منذ سنوات وتعرض للصدأ بسبب عوامل التعرية، مستغرباً من استخدام الطريق وهو بهذه الحالة. مناطق سياحية المواطن مقبول بن فرج العمراني قال "هذا الطريق يخدم منطقة سياحية من الدرجة الأولى، حيث زادت نسبة الزيارة لها مؤخراً، حيث يؤدي الطريق إلى جبل اللوز الذي أضحى مقصداً ومزاراً للكثير من السياح من داخل المملكة ودول الخليج العربي، وذلك لارتفاعه الشاهق وتساقط الثلوج عليه في فصل الشتاء، ولكن في ظل وضع الطريق الحالي، أصبح الناس يخافون من زيارته". وطالب العمراني بسرعة تنفيذ المشروع ومحاسبة المتهاونين بأرواح البشر، سواء بالوزارة أو الشركة المنفذة. آهات وحسرات كما بين المواطن حسين مطير شورديه بأن الطريق سيئ للغاية ومزدحم على مدار العام لكونه طريقاً دولياً، وقال "إن الطريق ضيق في مساراته ولا توجد مساحة (أكتاف) للوقوف الجانبي في حالة الطوارئ، وبه العديد من المنعطفات الخطرة"، مضيفاً "أن أهالي حقل يعتمدون على هذا الطريق بشكل أساسي، وأهالي الطلاب والطالبات يضعون أيديهم على قلوبهم نهاية كل أسبوع منذ خروج أبنائهم للدراسة في تبوك وحتى وصولهم، لما يشهده الطريق من مآس وحوادث مرورية، بالإضافة لمراجعة المواطنين للجهات الحكومية غير المتوفرة في حقل كمكتب العمل والجوازات والمطار، وكذلك المرضى الذين يراجعون مستشفيات تبوك التخصصية، والموظفون الذين ينتقلون بشكل أسبوعي بين تبوك وحقل لزيارة عائلاتهم". وزاد شورديه "لم تقتصر الحوادث على أهالي حقل، بل تشمل المسافرين والمتنزهين الذين يذهبون فرحين لقضاء العطل الأسبوعية أو الإجازات على شواطئ حقل ثم يعودون محملين بالآهات والحسرات"، مشيراً بأن القصص كثيرة وأغلب المنازل في حقل لها ضحايا على هذا الطريق. حوادث مميتة من جهته أفاد مدير العلاقات العامة والإعلام الصحي بصحة تبوك عطا الله العمراني في تصريح إلى "الوطن" بأن مستشفى حقل استقبل خلال شهر صفر الماضي 36 حالة، جراء الحوادث المرورية على طريق حقل، من بينها حالة وفاة واحدة، موضحاً بأن غالبية تلك الحالات هي من فئة الشباب، حيث تتراوح أعمارهم ما بين العقد الثاني والثالث من العمر. مبيناً أن هذه الإحصائية منخفضة مقارنة بالأشهر التي يشهد فيها الطريق حركة مرورية عالية كالإجازات والمواسم. إلى ذلك، أكد مدير مرور تبوك، العقيد محمد بن علي النجار أن طريق تبوك – حقل يشهد الكثير من الحوادث المأساوية، مرجعاً السبب في ذلك للتجاوز وعدم وجود أكتاف للطريق، وقال: "يؤسفنا أن تقع تلك الحوادث"، مشيراً بأن مسئولية الطريق مرورياً تقع على أمن الطرق، لافتاً إلى أن هناك تقارير ترفع دورياً للحاكم الإداري بهذا الخصوص. تهرب "النقل" "الوطن" حاولت الحصول على إجابات عن سبب تأخر مشروع ازدواج طريق تبوك – حقل، بعد أن زارت مدير الطرق بإدارة النقل في تبوك المهندس محمد أبو صابر الذي اعتذر عن التصريح بحجة منعه من التعاطي مع وسائل الإعلام بموجب تعاميم من الوزارة، طالباً التوجه لمدير عام الطرق والنقل بمنطقة تبوك المهندس خالد الوكيل، وهو ما تم بالفعل، حيث توجهت "الوطن" للمدير العام ولكن اعتذر في اليوم الأول "بانشغاله"، وفي اليوم التالي ذكر لنا مدير مكتبه بأنه "مسافر"، الأمر الذي جعل المحرر يتواصل مع مدير عام العلاقات العامة بوزارة النقل، خالد بن عبدالقادر الغامدي، حيث تم الاتصال به على تلفون مكتبه، ومن ثم طلب إرسال إيميل بالاستفسارات لكي يتم الرد عليها، وقامت الوطن بمراسلته بتاريخ 6 ربيع الأول، وبتاريخ 11 من الشهر ذاته تم الاتصال به للإفادة واعتذر بوجود المهندس المخول بالرد خارج مدينة الرياض طالباً الانتظار ريثما يعود، وبتاريخ 20 ربيع الأول تم الاتصال عليه للمرة الثالثة وذكر بأن الرد جاهز وسيتم عرضه على وكيل الوزارة لاعتماده وإرساله، ولكن ذلك لم يحصل حتى تاريخ إعداد التقرير.
مشاهدات ميدانية • الطريق مكتمل من بئر بن هرماس مروراً بمركز العيينه، ولمسافة 37 كلم فقط. •تبقى من المرحلة الأولى حوالي 13 كلم ما زال العمل فيها جارياً. • عدد المعدات العاملة بالميدان 7 معدات فقط. •رصدت "الوطن" خلال جولتها حادثاً مرورياً نتج عنه وفاة شاب عشريني. •تبلغ المسافة المتبقية لازدواج الطريق حوالي 130 كلم. •يشهد الطريق كثافة عالية خلال يومي الخميس والجمعة. •لا وجود لأمن الطرق على الطريق. •يوجد مركز إسعافي واحد تابع للهلال الأحمر في مركز الزيتة، يعمل به سيارتان فقط. • الطريق يمر بالعديد من المناطق السياحية الرائعة، ذات التكوينات التضاريسية المدهشة. • الطريق مرتفع عن الأرض بشكل لافت، الأمر الذي يعني حدوث كوارث في حال انحراف السيارة عن مسارها.