تواصلت عمليات القصف والمعارك بين مقاتلي المعارضة وجنود سوريين في أنحاء مختلفة في سورية، خصوصاً في ريف دمشق، فيما أعلن مسؤول في الاستخبارات السورية انشقاقه عن نظام الرئيس بشار الأسد، بحسب معارضين. وتأتي أعمال العنف هذه غداة استيلاء المقاتلين المعارضين، ومعظمهم من الجهاديين الإسلاميين، على مطار تفتناز العسكري المهم شمال غربي البلاد. وقبيل فجر السبت قتل طفلان ورجل في قصف على بلدة المليحة، جنوب شرقي دمشق. كما قتل اثنان من مقاتلي المعارضة في معارك، بحسب المرصد الذي يتخذ بريطانيا مقراً له. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن إن «الطيران شن غارات غداة هجوم للكتائب الثائرة المقاتلة على مبنى أمني في المنطقة». وأوضح أن هذه الغارات استهدفت مواقع تقع بين المليحة وجرمانا، الضاحية التي تقطنها أكثرية درزية ومسيحية وهما أقليتان ينتمي إليهما قسم من مؤيدي النظام. ولكن ناشطة عرفت عن نفسها باسم ماري قالت إن «أشخاصاً من جرمانا أصيبوا في هذه الغارات الجوية. واليوم حتى أولئك الذين كانوا دوماً من مؤيدي النظام باتوا يقولون كفى». من جهة أخرى، قال المرصد إن مدينة داريا وبلدة جديدة عرطوز بريف دمشق تتعرضان منذ صباح السبت للقصف من قبل القوات النظامية التي قصفت لاحقاً أنحاء أخرى محيطة بالعاصمة. وتحدث المرصد عن «اشتباكات بين مقاتلين من الكتائب المقاتلة والقوات النظامية على أطراف مخيم اليرموك بمدينة دمشق». وفي وسط البلاد، قتل أحد مقاتلي المعارضة في معارك في محافظة حمص حيث أسفرت غارات جوية على مدينة الرستن عن سقوط قتلى وجرحى، بحسب المرصد من دون أن يتمكن من تقديم حصيلة أكثر دقة حتى الآن. وفي دير الزور (شرق) قتل رجل في قصف بالمدفعية، بحسب المرصد الذي أشار إلى تحليق للطيران في سماء المدينة. في غضون ذلك، أعلن مسؤول في الاستخبارات السورية انشقاقه عن نظام الأسد، وذلك في شريط فيديو بثه على الإنترنت السبت ناشطون معارضون. وظهر في الشريط رجل باللباس المدني وهو يقول: «أنا جمعة فراج جاسم رئيس القسم 30 في إدارة المخابرات العامة - الفرع الخارجي أعلن انشقاقي عن هذا النظام المجرم والتحاقي بصفوف الثورة المباركة». وأضاف: «أدعو جميع العاملين إلى الانشقاق عن هذا النظام والالتحاق بصفوف الثورة المباركة وهذه هويتي»، لتظهر على الشاشة هويته العسكرية. وتعذر التحقق من صحة هذه الشريط. يذكر أنه منذ اندلاع الاحتجاجات الشعبية ضد نظام الأسد في آذار (مارس) 2011 قبل تحولها نزاعاً مسلحاً دمر البلاد، توالت الانشقاقات المدنية والعسكرية عن النظام وبلغت أعلى المراتب كرئيس الوزراء رياض حجاب والعميد مصطفى طلاس الذي كان صديق الطفولة لبشار الأسد وغيرهم.