أطلع رئيس حزب «الكتائب اللبنانية» الرئيس أمين الجميل امس، رئيسَ «حزب القوات اللبنانية» سمير جعجع في اتصال هاتفي اجراه معه، على أجواء لقاء الأقطاب الموارنة الذي عقد في بكركي مساء اول من امس وغاب عنه جعجع «لأسباب امنية». وذكر بيان صادر عن مكتب الجميل الإعلامي أن «الآراء كانت متفقة حول القضايا المطروحة، خصوصاً أن التنسيق على أتمّه بين حزبي «الكتائب» و «القوات» من خلال اللجنة البرلمانية الفرعية والاتصالات المباشرة القائمة». وغداة اجتماع بكري، قابل عضو كتلة «المستقبل» النيابية احمد فتفت البطريرك الماروني بشارة الراعي في مقر البطريركية، وأكد بعد الزيارة «أن اللقاء الذي عقد في بكركي مساء (أول من) امس بين برعاية البطريرك مهم جداً، وأعتقد انه كان هناك وحي يقول بقانون يرضي كل الأطراف، فتمثيل الطوائف مهم ولكن شراكة الطوائف بعضها مع بعض مهم ايضاً». وقال إن محور لقائه الراعي «تركز على نسخة الإرشاد الرسولي التي قدمها لها البابا بينيديكتوس السادس عشر، وخصوصاً ما يتعلق بدور لبنان ورسالته والعيش المشترك فيه والذي يجب الحفاظ عليه ليكون الأساس لأي عملية سياسية يشهدها البلد الرسالة». وشدد على «ان المشروع الارثوذكسي يؤذي البلد، ولا يجب التضحية بالفكرة الإستراتيجية بالبلد وبالإرشاد الرسولي كرسالة من أجل أي مزايدات أو مصالح انتخابية»، ورأى انه عندما «يمثل النائب مذهبه فقط فهذا يعني أننا أمام مجلس ملة وبالتالي يصبح التطرف أساساً». وقال: «مشينا بقانون الدوائر الصغرى، وقلنا إننا مستعدون للمضي قدماً بأي نظام اكثري، ولا يمكننا القبول بأي نظام نسبي في ظل الأوضاع الراهنة في لبنان». الصفدي: مجالس مذهبية وكان موضوع قانون الانتخاب موضع المزيد من المواقف والسجالات امس، على خلفية قانون «اللقاء الأرثوذكسي» الذي يتمسك به أطراف مسيحيون أساسيون، فيما يعارضه بشدة «المستقبل» و «الحزب التقدمي الاشتراكي» ونواب مستقلون. وأسف وزير المال محمد الصفدي «للمنحى الطائفي والمذهبي الذي يسلكه الحوار حول قانون الانتخابات»، وقال أمام زواره في طرابلس: «وثيقة الوفاق الوطني نصت على إنشاء مجلس للشيوخ تتمثل فيه الطوائف بصورة متعادلة على أن يتم تدريجاً إلغاء الطائفية السياسية في المؤسسات الدستورية الأخرى»، معتبراً أن «الانتخابات مناسبة ليتشارك اللبنانيون على اختلاف طوائفهم في إنتاج سلطة تشريعية تمثلهم متضامنين، ومن هنا تأتي أهمية اعتماد النسبية في دوائر موسعة أو متوسطة في الحد الأدنى كي لا تتحول الانتخابات إلى ما يشبه المجالس المذهبية أو ما كان يعرف بمجالس الملة». وجدد النائب بطرس حرب موقفه أن «قانون اللقاء الأرثوذكسي يهدد وجود المسيحيين في لبنان وموقفنا منه ليس خروجاً عن وحدة الصف المسيحي وهدفه»، مؤكداً أن «مسيحيي الكتائب والقوات والمستقلين موحدون على صعيد الهدف ويوافقون على مشروع الخمسين دائرة الذي يؤمن للمسيحيين من الآن للمستقبل حقهم في اختيار نوابهم». ولفت إلى أن «القانون الأرثوذكسي يؤمن لأول مرة للمسيحيين 64 نائباً، ولكنه يؤدي لتحويل لبنان إلى دويلات طائفية يغلب فيها التطرف». وقال لإذاعة «صوت لبنان» إنه «لا يؤيد التمديد للمجلس النيابي، وسيصوت ضده إذا وصل الأمر للتصويت». وعزا عضو كتلة «القوات» النائب فادي كرم غياب جعجع عن لقاء بكركي «إلى أسباب محض أمنية تمنعه من ممارسة نشاطه السياسي في شكل طبيعي»، وقال لوكالة «الأنباء المركزية»: «مسيرة القوات تؤكد أنها لا تتراجع عن أي موقف تبنّته، وليس كما يُناور بعضهم الآن»، مشدداً على ضرورة «استكمال البحث للوصول إلى قانون انتخاب يصبّ في مصلحة الوضعين الوطني والمسيحي». وأمل نائب رئيس حزب «القوات» النائب جورج عدوان لمحطة «أم تي في» ألاّ «يتحول اجتماع الإثنين والاجتماعات اللاحقة إلى وقت ضائع»، وقال: «ختمنا المحضر وسنرفع تمنياً لعقد هيئة عامة، ونقول إن الأرثوذكسي نال أصوات أكبر عدد من الحاضرين ونستمر بعد هذا الأمر للبحث عن مساحة مشتركة، وإذا وجدنا أن هناك مشروعاً آخر يؤمن صحة التمثيل للمسيحيين ويريح الأفرقاء ويشكّل وفاقاً، وهذا هو توجه بكركي امس (الأول)، وإلاّ يبقى التوافق على اللقاء الأرثوذكسي هو القائم». وحمل عضو تكتل «التغيير والإصلاح» النيابي نعمة الله ابي نصر حمل على «تيار المستقبل» ونواب انتقدوا المشروع الأرثوذكسي، وقال: «كنا نعتقد ان الغبن الذي لحق بالمسيحيين سببه الوصاية السورية فإذا بالغبن يصبح نهجاً بعد رحيل الوصاية. انكشف المستور وظهر أن الحريرية السياسية ارتضت المناصفة شكلاً شرط أن تصادر جزءاً من حقوق المسيحيين وقرارهم». كما حمل على «من يسمون أنفسهم مسيحيي 14 آذار ومن يصنفون انفسهم بمسيحيي الوسط، وهو ما نطق به أمس النائب بطرس حرب الذي شارك مع آخرين في جريمة التنازل عن صلاحيات رئيس الجمهورية في الطائف، مقابل وعود بترؤس هذه الجمهورية، وبقي هذا الحلم يراوده، متمادياً في ضرب صلاحيات وهيبة الرئاسة حتى في آخر عهد الرئيس إميل لحود». وأكد أن «المشروع الأرثوذكسي هدفه تحقيق عدالة التمثيل المذهبي طالما أن شركاءنا في الوطن يرفضون عدالة التمثيل الوطني، وإذا كانت الحقيقة عكس ذلك فليتفضلوا إذاً بمناقشة مشروع القانون الذي تقدمت به الحكومة». «حزب الله» واعلن عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» النيابية نواف الموسوي، أن «حزب الله يذهب إلى الانتخابات على أساس قانون عادل يحفظ الوحدة الوطنية ويؤمن التمثيل الصحيح، ولا نذهب على أساس القانون الحالي الذي قال عنه الفريق الآخر قبلنا إنه قانون غير عادل، والحزب يدعم أي سعي يؤدي إلى التوافق حول قانون انتخابي عادل». ووصف الوزير السابق زياد بارود طرح «الأرثوذكسي بأنه نظام سياسي بامتياز وليس انتخابياً»، وقال لإذاعة «صوت لبنان»: «الاعتراض على الأرثوذكسي قد يكون في مكانه إلا أن المطلوب من المعترضين اقتراحات بديلة للحفاظ على المناصفة». وتداول امس مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني خلال اتصال هاتفي مع كل من نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان وشيخ عقل طائفة الموحدين الدروز نعيم حسن، في «ما يمكن عمله للتخفيف من التوترات الخطابية حول مشروع قانون الانتخاب، ودعا في تصريح إلى «إقرار قانون يعكس الإرادة الصادقة للشعب لتكون قضايا الوطن داخل المجلس النيابي لا في الشارع».