ساد هدوء حذر نهار أمس، في بلدة عرسال بعد اشتباكات وقصف من الجيش اللبناني على مواقع الإرهابيين المتمركزين في الجرود استمرت حتى فجر أمس. واستهدف الجيش مواقع المسلحين في وادي الرهوة ومواقع قياداتهم محققاً إصابات مباشرة أدت إلى وقوع قتلى وجرحى. ومن خلال مواقعه التابعة للواء الثامن وفوج المجوقل على التلال المشرفة على وادي الرهوة ووادي الزعرور ومدينة الملاهي ووادي حميد والحصن، يرصد الجيش أي تحرّك في المناطق المتواجد فيها المسلحون مع آلياتهم التي تحمل رشاشات أو مضادات ويقصفهم بالمدفعية الثقيلة من عيار 155 ملم أو بالراجمات، مستعيناً بطائرات الاستطلاع وكاميرات حديثة للمراقبة. وعلمت «الحياة» أن ضربات الجيش أدّت إلى مقتل أبو الليث الطرابلسي وهو أحد كبار المسؤولين في تنظيم «داعش» إضافة إلى عدد من مسؤولي المواقع لدى المجموعات المسلحة في أكثر من موقع ما فرض نوعاً من الهدوء، فيما أكّدت مصادر عسكرية إن «الجيش على أهبة الاستعداد لمواجهة أي طارئ ويقوم بكل الجهد والمساعي من أجعل إبعاد عرسال عن تحركات المسلحين وضبط المداخل التي تؤدي إلى عرسال». من جهة أخرى، تمكنت شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي من توقيف السوري محمد نور الملحم في منطقة الدوسة في عكار للاشتباه بانتمائه إلى تنيظم إرهابي. وأُفرج مساء أول من أمس عن شخصين من آل فليطي من عرسال كانا خطفا على طريق البقاع الشمالي نتيجة ردود الفعل الانفعالية على إعدام الجندي محمد حمية رمياً بالرصاص وتحميل آل حمية عائلات من عرسال مسؤولية إعدام ابنهم على أيدي «النصرة»، فيما أبقي على مخطوفين من آل الحجيري كانا خطفا على طريق النبي عثمان. كما أكدت قيادة الجيش - مديرية التوجيه في بيان أول من أمس أنه «تم تسليم المواطن عبد الله محمد البريدي، الذي كان خطف في منطقة الأوزاعي، إلى المديرية وأصبح بعهدة الجيش على أثر التحريات والإجراءات التي قامت بها مديرية المخابرات». وفتحت طريق سجن رومية بعدما قطعها عدد من الأهالي أمس تضامناً مع الجيش، فيما قطع اهالي العسكري المخطوف ابراهيم مغيط اوتوستراد القلمون الدولي في الاتجاهين مطالبين بإطلاق ابنهم. وواصلت عائلة الجندي الشهيد حمية في سهل بلدة طليا تقبل التعازي بمقتل ابنها في وقت شددت وفود رسمية على «ضرورة الحفاظ على الوحدة في مواجهة ارهاب التكفيريين». وزار العائلة وفد من حركة «أمل» ضم وزير الأشغال والنقل غازي زعيتر الذي دعا القوى السياسية إلى «الوقوف خلف الجيش ومؤازرته في معركته ضد الإرهاب». وقدمت النائب بهية الحريري التعازي الى عائلة الجندي علي الخراط الذي استشهد الجمعة الماضي في عرسال، وتوفي والده أحمد تأثراً. ونقلت الى والدة الخراط وإخوته «تعازي الرئيس سعد الحريري وتضامنه مع العائلة في فقدها ولبنان ابناً وجندياً وبطلاً شجاعاً ارتفع شهيداً دفاعاً عن أرضه ووطنه». وأكدت أن «صيدا التي تفتقد باستشهاد علي واحداً من ابنائها، تعتز وترفع رأسها عالياً باستشهاده، وتؤكد وقوفها الى جانب الجيش والقوى الأمنية في مواجهتها الأخطار التي يتعرض لها لبنان»، مثمنة «التضحيات الجسام لجنود الجيش وشهدائه الذين يفتدون بدمائهم كل الوطن». وتضاربت المعلومات حول الانفجار الذي استهدفت حاجزاً ل «حزب الله» ليل أول من أمس، بين الخريبة وحام في البقاع الشمالي. ففي حين أشارت «الوكالة الوطنية للإعلام» ومصادر إعلامية إلى «سقوط ثلاثة شهداء وعدد من الجرحى»، وإلى أن مسلحين على دراجة نارية أطلقوا النار على الحاجز، ثم ما لبثت أن دخلت سيارة أخرى من نوع «رانج روفر» مفخخة يقودها انتحاري وفجر نفسه بالحاجز، نفت مصادر أخرى هذه المعلومات، وتحدثت عن عبوة ناسفة زنتها حوالى 40 كيلوغراماً وضعت قرب حاجز تابع للحزب، وفجرت من بعد وأن الانفجار أوقع جرحى. وفي ظل تكتم ميداني حول حقيقة ما حصل، بفعل الطوق الذي ضرب في المنطقة غير الآهلة والقريبة من الحدود مع سورية، وهي تبعد حوالى كيلومترين عن الخريبة، اكتفى تلفزيون «المنار» التابع ل «حزب الله» بالقول: «ان لا شهداء في الانفجار». أما رئيس بلدية الخريبة علي موسى، فتحدث عن سماع دوي انفجار قوي. وأعقب ذلك سماع أصوات سيارات إسعاف. ومساء، بثّت «المنار» تقريراً من الخريبة أفاد بأن سيارة فولفو طحينية اللون رقم لوحتها 113735 قادمة من بلدة حام، فجّرها سائقها عند «نقطة حماية لبلدة الخريبة» ما أدّى إلى إصابة 3 أشخاص بجروح أحدهم جروحه متوسّطة. وقُدّر وزن العبوة بين 20 و25 كلغ كانت مزروعة في باب السائق الذي تفحّمت جثّته. وكانت «جبهة النصرة» قالت عبر «تويتر»: «في هذه الأثناء المجاهدون يستهدفون نقطة لحزب اللات الإيراني في جرود نحلة اللبنانية وتدمير مدفع 57 ملم كحصيلة أولية». السنيورة ورأى رئيس «كتلة المستقبل» النيابية الرئيس فؤاد السنيورة أن «الأجواء المشحونة لا تؤدي إلا إلى الفتنة»، مؤكداً أن «المطلوب التحلّي بالصبر والهدوء، والفتنة نائمة لعن الله من أيقظها». وقال: المشاعر مكبوتة والأحاسيس مضخّمة في هذه الظروف العصيبة التي يمر بها لبنان»، لافتاً إلى أن «من الضروري عدم اللعب على الأوتار الطائفية والنفسية المشحونة، ويجب ضبط النفس وعدم إطلاق العنان للغرائز والعواطف المشحونة التي لا تؤدي إلا إلى خراب وطننا ونحن بحاجة إلى تعزيز فكرة الدولة والمؤسسات الأمنية والشرعية الرسمية التي تدافع عن المواطن والحقوق القانونية للمواطن».