كشفت شركة «تالبا» الهولندية للإنتاج التلفزيوني بأنها ستدخل السوق الصينية قريباً، عبر تعاون مشترك مع شركة «Puji Star Media» الصينية، لإنتاج برامج تلفزيونية خاصة بالصين، كما إنها ستطلق مركز بحوث لدراسة السوق الصينية ومزاج المشاهد هناك، وتقويم نجاحات البرامج التلفزيونية، سواء تلك المستوحاة من برامج أوروبية أو أميركية، أو التي قامت على أفكار تلفزيونية صينية. شركة «تالبا» ليست غريبة على السوق التلفزيونية الصينية، فهي حققت نجاحات من بيع حقوق إنتاج برامجها للقنوات التلفزيونية الصينية في السنوات الأربع الأخيرة، مثل برنامج اكتشاف المواهب الغنائية «صوت الصين»، والمأخوذ عن برنامج «ذي فويس» الهولندي، والذي حقق في كل حلقة من حلقاته معدل مشاهدة اقترب من 500 مليون مشاهد. كذلك كان النجاح نصيب برامج أخرى مثل: «أنا أحب بلدي» (برنامج مسابقات يجمع مشاهير ويركز على طرائف تخص خصوصيات البلد وعلاقة أبنائه به)، وبرنامج «غني» (برنامج موسيقي يعتمد على استخدام جهاز «الكاريوكي» الموسيقي)، وبرنامج «مواعدة في الظلام» (يقوم على جمع باحثين عن علاقات عاطفية في غرف مظلمة ليتعرفوا إلى بعض عبر المحادثات، على أن يروا بعضهم في «النور» في نهاية الحلقة)... هي برامج قامت شركة الإنتاج التلفزيوني الهولندية «تالبا» ببيع حقوق إنتاجها لمصلحة قنوات تلفزيونية صينية. وسيكون التعاون التلفزيوني الهولندي- الصيني هو الأول لشركة إنتاج تلفزيونية أوروبية بهذا الحجم، على رغم أن الحكومة الصينية كانت عَدّلت قوانين الاستثمار الأجنبي الخاصة بالإنتاج التلفزيوني منذ تسعة أعوام، لكن عدم وضوح الرؤية (بخاصة العلاقة المعقدة مع الرقابة الرسمية)، وضعف الجدوى الاقتصادية، أجّلا الخطوة بضعة أعوام. ويشير اهتمام شركة «تالبا» التي تعد واحدة من أكبر شركات التلفزيون الأوروبية، بالسوق الصينية إلى الأهمية الاقتصادية الكبيرة المتصاعدة للصين، والمكانة المهمة للتلفزيون كجهاز إعلامي مهيمن في البلد الآسيوي الكبير، هذا على رغم أن التلفزيون هناك يخضع لرقابة حكومية قوية، تتدخل في شكل مستمر لوقف برامج شعبية (على رغم أن المحتوى لمعظم البرامج الصينية هو ترفيهي بالغالب)، تحت ذرائع «الإفساد» الذي تخشى على المتفرج الصيني منه. كذلك قامت الحكومة الصينية في وقت مبكر من العام الماضي بإصدار قرار يمنع بث البرامج غير الصينية الإنتاج على كل القنوات التلفزيونية الصينية في ساعات الذروة المسائية (من السابعة إلى العاشرة)، كذلك تضمن القرار الحكومي تقييد القنوات الصينية بنسبة البرامج الأجنبية، إذ يجب أن لا تتجاوز 25 في المئة من ساعات البث. ويهمين الإنتاج الصيني على المحتوى التلفزيوني الذي تقدمه القنوات التلفزيونية الصينية، والذي يقترب عددها من 3 آلاف قناة. وبدأت الأفكار التلفزيونية العالمية، وبخاصة الأوروبية، تحظى باهتمام القنوات التلفزيونية الصينية في السنوات العشر الأخيرة، بسبب النجاحات التي تعدّ سابقة، والتي حققتها برامج مثل «الصين لديها مواهب» و «أكس فاكتر»، خصوصاً أن قنوات تلفزيونية صينية اتجهت إلى شراء حقوق إنتاج نسخ محلية من برامج أوروبية، على رغم أن تكاليف الإنتاج، تفوق تكاليف البرامج التلفزيونية المحلية بأشواط، بسبب الرسومات التي تفرضها الشركات الأوروبية المنتجة على استخدام أفكارها. وكانت مصادر إعلامية صينية رسمية أعلنت، أنها ستربط معظم الصين بنظام بث الديجيتال مع حلول عام 2015، الأمر الذي سيزيد من مداخيل القنوات التلفزيونية، إذ ستحصل على نسبة من الأموال التي سيدفعها الصينيون الذين يتلقون البث التلفزيوني عبر «الكيبل».