رداً على مقالة الكاتب محمد الساعد المنشورة في عدد الأربعاء 19 ديسمبر 2012 بعنوان: ««الطبقة المتوسطة».. لا في العير ولا في النفير» يقول الكاتب: «بين أبناء الأسر الأروستقراطية البرجوازية، لتكون بداية لتداول المناصب والقيادة الاجتماعية بين الطبقات - وللأمانة - نظر إليّ ملياً وباهتمام بالغ، فدوّن ما قلته في ورقة بين يديه، وعندما تشكّل المجلس الجديد كان بالأسماء البرجوازية نفسها من دون أن يتذكّر أحدٌ ما كُتب في تلك الورقة». الجواب: «طبقة إيه و إلا إيه يا محمد»! بصراحة أنني أتفاجأ حيناً بعد حين ببعض كتّاب الصحف المحليّة، بالثقافة المتواضعة التي يمتلكونها، فالرجل يتحدث عن تناقص الطبقة المتوسطة بمعنى تكاثر طبقة البوليتاريا، أي تكاثر الفقراء وانضمام الطبقة الوسطى إليهم، واتساع الهوّة بين الفقراء والأغنياء جرياً على هذا المنوال إذا استمرّ. لكنني أثناء قراءتي للمقالة تعكر صفوي، عندما اكتشفت أن الكاتب (كما في المقطع أعلاه) يخلط حابلاً بنابل، ويتكلم في موضوع لا يفهم أبجدياته، فهو يتحدث عن الطبقة الأروستقراطية البرجوازية (نعم هكذا يقول) وينسى أن الطبقة البرجوازية هي مرادفة للطبقة الوسطى التي يتباكى عليها، لنتفاجأ أنه يخلط بين الطبقتين، ويعتبر الطبقة الأروستقراطية هي البرجوازية! ثم بعد ذلك يقول إن الموظفين في المجلس الجديد هم من الأسماء البرجوازية نفسها! أي أنهم من الطبقة الوسطى، لكنه بالطبع لا يقصد الطبقة الوسطى بل يقصد الأروستقراطية، لكن عدم المعرفة بالأبجديات الخاصة بالمصطلحات التي يتحدث عنها أوقعه في لبس، وهكذا هو الكاتب الذي لا بد له من مكان يسده في مساحة أسبوعية أو يومية، خصوصاً إذا لم يكن ملماً ومطلعاً، لا يتوانى عن الكتابة وإدراج مصطلحات هو أول من يجهل بها ليعرض على قرائه معلومات يحسبها من العلم. أقترح على الكاتب محمد الساعد وأمثاله من الكتاب المتعطشين للكتابة في هذه المصطلحات أن يشتري كل واحد منهم كتاباً متوافراً رخيص الثمن هو كتاب المصطلحات الفلسفية، إضافة إلى أي مؤلف آخر عن المصطلحات النقدية، ليستعينوا به على «الفهلوة» الأسبوعية واليومية التي يقومون بها على القراء. كان المشهد الثقافي يعاني من الكتاب الذين يزيفون الحقائق، لكنه الآن مبتلى بكتاب يعانون عدم المعرفة بالمصطلحات التي يكتبون عنها، وهم يصنفون أنفسهم من منتقدي الفساد الإداري والمالي، فيما هم يرتكبون بأنفسهم «الفساد الكتابي» الذي يمكن لنا أن نعرفه بأنه: كتابة من لا يعرف في ما لا يعرف، وما أشبهه بالفساد في التوظيف الذي من أقسامه: توظيف من لا يتقن في ما لا يتقن! [email protected]