إسلام آباد، نيويورك – رويترز، أ ف ب، يو بي اي - أعلنت وزارة الخارجية الباكستانية أمس، ان إسلام آباد تتواصل مع قادة «على جميع المستويات» في حركة «طالبان» الأفغانية، في محاولة لتشجيع المصالحة في أفغانستان. ورأى المحلل الباكستاني أحمد رشيد ان»طالبان» التي تتوسع دائرة نفوذها في افغانستان ربما تقتنع، بمساعدة باكستان، على الانضمام الى مفاوضات بعدما بلغت أوج قوتها. وكتب في مقال نشر في مجلة «نيويورك ريفيو أوف بوكس» انه «على رغم قرار الولاياتالمتحدة ارسال 30 ألف جندي اضافي الى افغانستان بعد تسعة اعوام من اطاحة نظام طالبان، لكن القادة العسكريين الأميركيين يدركون انهم لا يستطيعون شق طريقهم بالرصاص نحو الانتصار». وزاد: «على رغم نجاحات القوات الاجنبية في افغانستان، تقترب طالبان حالياً من اوج قوتها من دون ان تسيطر على مراكز سكانية ما يقلص الشعبية المطلوبة لعودتها الى السلطة. لذا توفر الشهور القليلة المقبلة فرصة مهمة لاقناع الحركة بأن هذا الوقت هو الافضل للتفاوض من اجل ايجاد تسوية». واظهرت «طالبان» بزعامة الملا محمد عمر اول مؤشر الى المرونة في بيان اصدرته في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، وتعهدت فيه بأن يجلب نظامها في المستقبل السلام وعدم تشكيل أي تهديد للدول المجاورة، في تلميح الى ان تنظيم «القاعدة» لن يعود. واعتبر محللون حينها ان اللهجة الجديدة ترتبط بالمحادثات السرية التي اجريت برعاية السعودية مطلع 2009، على رغم انها لم تشهد أي انفراج. وأشار رشيد الى ان «طالبان» ربطت انهاء علاقتها مع «القاعدة» بوفاء الجانب الآخر بمطلب اعلان كل القوى الاجنبية جدولاً زمنياً للرحيل من افغانستان». وقال الرئيس الأميركي باراك اوباما في كانون الاول (ديسمبر) الماضي انه ينوي البدء في اعادة الجنود الى البلاد خلال 18 شهراً. ودمر حوالى 15 من متمردي «طالبان» شاحنة صهريج محملة بوقود الى قوات الحلف الاطلسي في افغانستان خارج مدينة بيشاور القبلية شمال غربي باكستان. وأمر المسلحون السائق ومساعده بالنزول من الشاحنة وأضرموا النار فيها ثم لاذوا بالفرار، علماً ان الهجمات على مخازن وقوافل الحلف الاطلسي المتجهة الى افغانستان دائمة قرب بيشاور. وفي منطقة تانك بالاقليم الحدودي الشمالي الغربي القبلي، قتل ضابط في الشرطة الباكستانية و3 مدنيين وجرح شرطي آخر بهجوم نفذه انتحاري عبر تفجير سيارة مفخخة استقلها قرب مركز للشرطة. وفي منطقة خوي دادخيل باقليم أوراكزاي القبلي (شمال غرب)، قتل 9 مسلحين على الأقل في اشتباكات اندلعت مع القوات الباكستانية التي اعلنت ايضاً اعتقال 22 مسلحاً ومصادرة أسلحتهم. وسقط 6 مسلحين بعد مهاجمتهم نقطة تفتيش عسكرية في منطقة شابري فيروزخيل بالاقليم ذاته، واستطاع آخرون الفرار من المكان. ويشن الجيش الباكستاني منذ حزيران (يونيو) الماضي سلسلة من العمليات ضد مسلحي «طالبان» في شمال غربي البلاد، خصوصاً في اقليمي جنوب وزيرستان وسوات. على صعيد آخر، نقلت صحيفة «نيويورك تايمز» عن مسؤولين في الإدارة الأميركية وآخرين في مكافحة «الإرهاب» قولهم إن «إعلان باكستان تأجيل شن هجمات جديدة ضد المسلحين في إقليم شمال وزيرستان القبلي المحاذي للحدود مع أفغانستان حوالى سنة، سيزيد اعتماد الولاياتالمتحدة على الغارات الجوية التي تنفذها طائرات من دون طيار». وكثفت وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية (سي أي أي) هجماتها الصاروخية باستخدام هذه الطائرات هذا الشهر، رداً على الهجوم الانتحاري الذي اسفر عن مقتل سبعة من عملائها في ولاية خوست شرق أفغانستان نهاية كانون الاول (ديسمبر) الماضي. ونقلت الصحيفة عن مسؤولين في «سي أي أي» والاستخبارات الباكستانية قولهم أن معظم الهجمات الأخيرة وجّهت ضد حركة «طالبان باكستان» وزعيمها حكيم الله محسود، الذي أعلن مسؤولية الحركة عن هجوم خوست. ورجح المسؤولون تزايد الغارات الجوية الاميركية إلى أكثر من الضعف عن العام الماضي، متوقعين تحقيق نتائج ملحوظة منها على صعيد التخفيف من تهديدات تنظيم «القاعدة» وحركة «طالبان باكستان».