بعد ساعات على توقيع سلطات كييف مع الانفصاليين الموالين لموسكو في مينسك، مذكرة من تسع نقاط لوقف النار شرق أوكرانيا، وتأسيس منطقة عازلة تخلو من المدفعية الثقيلة بعرض 30 كيلومتراً، والسماح لمراقبي منظمة الأمن والتعاون الأوروبية بضمان تطبيق الهدنة، أعلن الحلف الأطلسي (ناتو) أنه «سيراجع علاقاته المستقبلية مع روسيا»، فيما أكدت استراليا على هامش استضافتها اجتماع وزراء مال وحكام المصارف المركزية في مجموعة الدول العشرين، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين «يجب أن يشارك» في قمة المجموعة التي تستضيفها بريسبان في تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل. ويناقش وزراء مال دول مجموعة العشرين في أستراليا المشهد القاتم لتوقعات النشاط الاقتصادي في العالم الذي يتميز بتباطؤ الدول الناشئة الكبرى، والذي زاد سوءاً بسبب أزمة في أوكرانيا، وفرض الأميركيين والأوروبيين عقوبات اقتصادية على روسيا التي ردت بالمثل. وكان كثيرون منهم عارضوا مشاركة روسيا في قمة بريسبان بعد إسقاط طائرة ماليزية بصاروخ أرض– جو روسي شرق أوكرانيا في 17 تموز (يوليو) الماضي، ومقتل 298 شخصاً على متنها. وفيما ناقش قادة الحلف في ليتوانيا مبادرته الجديدة المتمثلة بإنشاء مراكز «قيادة وتحكم» عسكرية إقليمية في دول البلطيق وبولندا، بهدف الدفاع عن جبهته الشرقية، في مواجهة تطلعات روسيا إلى الاستيلاء على مزيد من الأراضي، إثر ضمها شبه جزيرة القرم الأوكرانية، أعلن الجنرال الأميركي فيليب بريدلوف، القائد الأعلى لقوات الحلف، أن الجيش الروسي «لا يزال داخل أوكرانيا». وفي كلمة أمام مسؤولي «الناتو»، أكدت الرئيسة الليتوانية داليا غريبروسكيت على ضرورة توفير الحلف «ردعاً واضحاً»، مشددة على أن «الوقت مهم، بعدما تغيرت البيئة الأمنية في شكل كبير منذ نصف سنة». وأول من أمس، اعترضت طائرات حربية أميركية من طراز «أف 22» مقاتلتين روسيتين من طراز «ميغ 35» دخلتا مع طائرتي تموين وقاذفتين بعيدتي المدى «منطقة دفاع جوية» أميركية قرب ألاسكا. وأوضح البنتاغون أن المقاتلتين لم تدخلا المجالين الجويين للولايات المتحدة وكندا، وغادرتا المنطقة من دون حصول احتكاك، فيما نفى علاقة الحادث وآخرين مماثلين حصلا الأربعاء والخميس الماضيين بزيارة الرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو إلى الولاياتالمتحدة. وفيما يستعد الجيش الأوكراني والانفصاليون لتطبيق مذكرة مينسك، أعلنت كييف مقتل جندي وجرح 7 آخرين في الساعات ال24 الأخيرة. كما انفجر مصنع أسلحة خاضع لسيطرة المتمردين قرب دونيتسك من دون تحديد السبب. واللافت أن مذكرة مينسك لم تحسم وضع مطار دونيتسك الذي يطوق المتمردون جنوداً أوكرانيين داخله. على صعيد آخر، وصلت قافلة ثالثة من المساعدات الروسية على متنها ماء وغذاء بلا مواكبة عسكرية إلى دونيتسك، علماً بأن موسكو أرسلت سابقاً قافلتين إلى لوغانسك، ما أثار جدلاً في أوكرانيا حول نقلها مساعدات عسكرية للانفصاليين مهدت لوقف تقدم القوات الحكومية في الشرق.