في تطوّر قد يشكّل اختراقاً عسكرياً للنزاع، أعلنت الحكومة الأوكرانية أمس، توغل قواتها في مدينة لوغانسك التي يسيطر عليها الانفصاليون الموالون لروسيا شرق البلاد، فيما نفت موسكو إعلان المتمردين تسليمهم شحنة ضخمة من الأسلحة والعربات المدرعة . (للمزيد) تزامن ذلك مع اجتماع في برلين عقده وزراء خارجية أوكرانياوروسيا وألمانيا وفرنسا. وكتب وزير الخارجية الأوكراني بافلو كليمكين على موقع «تويتر» أن «المحادثات ستكون صعبة»، مضيفاً: «مهم جداً وقف تدفق الأسلحة والمرتزقة من روسيا» إلى شرق أوكرانيا. أما نظيره الألماني فرانك فالتر شتاينماير فرأى أن ثمة «حاجة عاجلة لقوة دافعة سياسية جديدة، وإلا نواجه خطر التعثر أو التراجع مجدداً، أو الدخول في سلسلة أخرى أكثر سوءاً من التصعيد». وأضاف أن اللقاء سيتطرّق «قبل كل شيء إلى وقف دائم لإطلاق النار وإلى إطار للمراقبة الفعلية للحدود» الأوكرانية - الروسية. وتابع: «بهذه الطريقة فقط يمكن لشرق أوكرانيا أن يهدأ، ويمكن لكييف أن تبدأ حواراً وطنياً مجدداً لدمج الناس في الشرق على نحو ملائم». وكانت كييف أعلنت أن الرئيس الأوكراني بيترو بوروشنكو ابلغ المستشارة الألمانية أنغيلا مركل في اتصال هاتفي، رغبته في المشاركة في اجتماع وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي آخر الشهر، ل «إطلاع القادة الأوروبيين على الوضع في أوكرانيا». في غضون ذلك، أعلنت ناطق عسكري أوكراني أن القوات الحكومية استعادت مركزاً للشرطة من الانفصاليين في لوغانسك، لكنه أقرّ بإسقاط المتمردين مقاتلة من طراز «ميغ-29» في المدينة. واتهم موسكو بإدخال «طابور عسكري يضمّ 3 منظومات أسلحة غراد» إلى أراضي أوكرانيا، وانتهاك مجالها الجوي 10 مرات في خلال 24 ساعة. وفي دونيتسك، ابرز معقل للانفصاليين، قُتل 10 مدنيين وأُحرقت منازل بمعارك عنيفة، فيما أعلن ألكسندر زخارتشينكو، رئيس «جمهورية دونيتسك»، تسلّم الانفصاليين من موسكو نحو 150 مركبة مدرعة بينها 30 دبابة. وأشار إلى عودة 1200 مسلح تدرّبوا في روسيا، معلناً أن المتمردين سيشنّون هجوماً مضاداً على القوات الحكومية. لكن ناطقاً باسم الكرملين نفى الأمر، قائلاً: «أكدنا مراراً أننا لم نرسل أي معدات عسكرية» إلى شرق أوكرانيا. وأفادت وكالة «اسوشييتد برس» بأن مراسلاً لها رصد في جنوب شرقي لوغانسك رتلاً يضمّ عشرات من العربات الثقيلة، بينها دبابات وقاذفة صواريخ واحدة على الأقل، متجهاً إلى المناطق الخاضعة لسيطرة الانفصاليين. وأشار إلى أن بين الأسلحة صواريخ ارض - جو متوسطة المدى من طراز «ستريلا-10» التي تطاول أهدافاً يبلغ ارتفاعها 3500 متر. إلى ذلك، حذر القائد في سلاح الجو الأميركي الجنرال فيليب بريدلوف، القائد الأعلى للحلف الأطلسي في أوروبا، من أن قوات الحلف ستتدخل عسكرياً إذا حاولت روسيا اختراق تلك القوات في بلد عضو في الأطلسي، ولو من دون زي عسكري رسمي كما فعلت قبل ضمها شبه جزيرة القرم في أوكرانيا. وسأل: «كيف ندرّب قوات الشرطة والجيش في دول (الحلف)، وننظمها ونجهّزها، لتكون قادرة على التعامل مع هذا الأمر»؟ وتابع: «إذا رأينا هذه الأعمال في دولة عضو في الحلف، واستطعنا أن ننسبها إلى بلد معتدٍ، سيكون ردنا عسكرياً».