جمّدت كييف عملياتها العسكرية في محيط دونيتسك أمس، ما سمح بتفقد مراقبي منظمة الأمن والتعاون الأوروبية وأربعة خبراء هولنديين وأستراليين موقع الطائرة الماليزية التي يعتقد بأن صاروخ أرض – جو روسي أسقطها في 17 تموز (يوليو) الماضي، وعلى متنها 298 شخصاً. لكن ذلك لم يمنع سماع دوي انفجارات ومشاهدة عمود من الدخان قرب الموقع بعد وقت قصير على وصول الخبراء، فيما أكدت مصادر طبية مقتل ثلاثة مدنيين، بينهم طفل في الخامسة، في المعارك المندلعة بين القوات الحكومية والانفصاليين الموالين لروسيا في منطقة لوغانسك. (للمزيد) في غضون ذلك، صادق البرلمان الأوكراني على اتفاقين مع هولندا واستراليا لإرسال حوالى 950 «عسكرياً» لتأمين موقع تحطم الطائرة، فيما رفض استقالة رئيس الوزراء آرسيني ياتسينيوك والتي أعلنها الأسبوع الماضي احتجاجاً على انهيار ائتلافه الحاكم، ما أثار مخاوف من حدوث أزمة سياسية. وأعلن الجيش الأوكراني أن «يوم الهدوء» يستجيب لنداء وجهه الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون من أجل توفير ممر آمن لدخول الخبراء الهولنديين والأستراليين موقع تحطم الطائرة الماليزية حيث لا تزال أشلاء بشرية منتشرة، بعدما أعاقت المواجهات تحركاتهم منذ الأحد الماضي. لكنه اتهم الانفصاليين بمواصلة قصف مواقع في المحيط، «ما يعني أن قواتنا تستطيع إطلاق النار للدفاع عن النفس». وأوضح وزير العدل الهولندي أن «مهمة الخبراء تنحصر حالياً في استطلاع الموقع، في انتظار إطلاق مهمة التدقيق في الأدلة في أسرع وقت خلال الزيارة المقبلة لكشف ظروف الحادث». في المقابل، حذرت روسيا مجدداً من أن السلطات الأوكرانية تعمل ل «إخفاء الحقيقة وعدم السماح بفتح تحقيق شفاف». وقال سفيرها في الأممالمتحدة فيتالي تشوركين: «نخشى أن يكون هدف كييف هو تدمير الأدلة التي تفضح دورها في كارثة الطائرة الماليزية. كما أن استمرار العمليات العسكرية الأوكرانية ينتهك مباشرة قرار مجلس الأمن حول التحقيق في الحادث، ويهدد بنتائج كارثية بالنسبة إلى إجراء تحقيق دولي نزيه وموضوعي». وأفادت هيئة الطيران المدني في روسيا بأنها سترسل خبراء لفحص حطام الطائرة الماليزية ومقابلة رئيس لجنة التحقيق، وتسليم كل المواد التي طلبتها اللجنة. وغداة تصريح القائد العسكري للحلف الأطلسي (ناتو) الجنرال الأميركي فيليب بريدلوف بأن «أكثر من 12 ألف جندي روسي ينتشرون على طول الحدود مع أوكرانيا»، أطلقت موسكو مناورات جديدة ستستخدم فيها صواريخ أرض – جو من طراز «أس 300» على حدودها الجنوبية، وتهدف إلى صد «أي ضربة عسكرية كبيرة». وشددت على عدم صلة المناورات بالتوتر في أوكرانيا، لكن كييف طالبتها بتفسير إجراء مناورات عسكرية أخرى استغرقت ثلاثة أيام بمشاركة طائرات حربية في منطقتي روستوف وستافروبول المحاذيتين للحدود.