أكد الفنان المصري محمد رمضان أن شخصية «حبيشة» التي قدمها في مسلسل «ابن حلال» الذي عرض في رمضان واقعية واستمدها مؤلف العمل من قلب الشارع المصري لذلك كان تفاعل الجمهور معها منطقياً لأنها قريبة منه. وأوضح رمضان في حواره مع «الحياة» أن سر نجاح مسلسل «ابن حلال» يعود لكونه عملاً متكامل العناصر الفنية، «السيناريو محبوك درامياً وهذا يحسب للمؤلف حسان دهشان، والمخرج إبراهيم فخر مبدع ويمتلك قدرات خاصة ورؤية إخراجية متميزة، كما انه ضم مجموعة من الممثلين المتميزين الذين قدموا أداء عالياً، إضافة إلى جودة بقية العناصر الإنتاجية». وأشار رمضان إلى أن العمل تميز أيضاً بالمصداقية، وهو ما يحرص عليه في كل عمل يقدمه، وما يتطلب منه أن يكون مقتنعاً ويصدق الشخصية التي يجسدها، لذلك عمل على رسم ملامح الشخصية، منذ أول يوم تحضير، وتحديد أسلوبها في الكلام ونظراتها وتحولاتها وملابسها وحالتها النفسية وطريقة سيرها، وكان مركزاً في كل شيء، لأنها التجربة الأولى له كبطل مطلق في الدراما التلفزيونية. كما أعاد مشاهد عدة حتى تخرج بالشكل الذي يرضيه لأنه يبحث دائماً عن التميز. وبالنسبة إلى اللهجة الصعيدية لم يكن لديه صعوبة فيها واستعان بعبد النبي الهواري مصحح اللهجة الذي ساعده كثيراً في إتقانها. وقال: «إن اختيار «حبيشة» كشخصية صعيدية مقصود لأن الشخصية الصعيدية من أكثر الشخصيات تمسكاً بالعادات والأخلاق مع الطيبة ولديهم ثوابت ما زالت راسخة، وغالبية العباقرة نشأوا في بيئة صعيدية». وأوضح رمضان أن شخصية «حبيشة» من أصعب الشخصيات التي جسدها طوال مسيرته الفنية، فهي غنية بالمشاعر والأحاسيس: «من أصعب مشاهدي في المسلسل قتل شقيقتي «حنان» لأنه مشهد صامت، واحتاج إلى تحضير نفسي ومشاعر متراكمة بسبب صعوبة القرار، لأنه كان مرتبطاً بشقيقته في شكل كبير، وتردد قبل أن يقتلها، إضافة إلى مشهد النهاية». وأكد محمد رمضان أن شخصية «حبيشة» بعيدة عنه ولا تشبهه إلا في علاقته مع والدته. ونفى أن يكون قد تدخل في سيناريو العمل موضحاً أنه يركز فقط في عمله كممثل، ويلتزم بتنفيذ السيناريو كما هو مكتوب، ولكن من الممكن أن يتشاور مع الكاتب والمخرج لإضافة جملة أو كلمة من خلال معايشته للشخصية، لكنّ رأيه يبقى استشارياً وليس إلزامياً. وهو مقتنع بسياسة العمل الجماعي ويعتبر مسلسل «ابن حلال» بطولة جماعية، وهو أمر يعتزّ به إذ لا يستطيع أحد تحديد البطل على رغم أن الأحداث كلها كانت تصبّ عند شخصية «حبيشة»، وهي حال أهم الأعمال في تاريخ الدراما. واعتبر أن البطولة الجماعية من أهم سمات الدراما حتى لا يشعر المشاهد بالملل من المط والتطويل حول شخصية واحدة. وراهن رمضان على نجاح مسلسله الرمضاني الجديد الذي يستعد لتصويره بعنوان «ولاد محروسة» من تأليف حسين مصطفى محرم، وإخراج إسلام خيري لأنه «عمل مهم يقدم موضوعات واقعية ومؤثرة في الحياة». وأكد أنه لم ينفصل لحظة عن الشارع معتبراً ذلك سرّ نجاحه وتعلق الجمهور به. وشدد على أن الدراما المصرية بخير لأنها تضم كفاءات كثيرة والجمهور العربي يتواصل معها. وقال: «ما يشاع حول أن المسلسل المصري فقد بريقه ليس حقيقياً ونسب مشاهدة الأعمال المصرية مرتفعة، وهذا ما تأكد لي من خلال النجاح الكبير الذي حققه «ابن حلال» في العالم العربي، حتى أن العرض الثاني حقق نسباً جيدة، ما أسعدني كثيراً لأن الفن مرتبط بإسعاد الناس».