تحولت الدراما الصعيدية إلى ما يشبه تميمة الحظ التي تفتح أبواب الشهرة أمام نجوم سوريين طالما عرفتهم الشاشات العربية، ولكنهم حصلوا على تأشيرة لدخول عالم الشهرة عبر الدراما المصرية، بوصفها الأوسع انتشاراً على المستوى العربي. حيث تستعد الفنانة السورية سلافة معمار لتقديم أولى تجاربها في الدراما المصرية من خلال مسلسل صعيدي بعنوان "الخواجة عبد القادر"، وهو من بطولة الفنان يحيى الفخراني، الذي أدت أحداث الثورة المصرية إلى غيابه عن الأعمال الدرامية باستثناء بطولته للمسلسل الكارتوني "قصص الحيوان في القرآن". دخول سلافة للدراما الصعيدية يأتي بعد نجاح عدد من النجوم السوريين في الاستحواذ على قلوب المصريين من بوابة هذا النوع من المسلسلات، حيث سجل الفنان جمال سليمان مشاركته الأولى في مصر عبر مسلسل "حدائق الشيطان"، وقبله بعام شاركت الفنانة جومانة مراد في المسلسل الصعيدي في "قلب حبيبة". وعلى الرغم من الهجوم الحاد الذي تعرض له سليمان، ومراهنة البعض على أنه سيفشل في المسلسل الذي شارك في بطولته سمية الخشاب ومحمود الحديني، إلا أن سليمان سرعان ما قلب الموازين لصالحه، حيث استطاع خلق معادل موضوعي في أدائه، بعد أن عوض (اللحن) البسيط جداً في لهجته الصعيدية بحضوره التمثيلي الطاغي. تقول الناقدة الفنية جيهان جنيدي إن "سليمان يصل إلى لهجة صعيدية رغم أن المسلسلات المصرية الصعيدية هي الأصعب، إذا ما قيست بصعوبة أداء اللهجة فيها، وهي لهجة كثيرا ما أخفق عدد من المصريين أنفسهم في تقديمها، لقد نجح فيما فشل فيه ممثلون من أبناء البلد" مشيرة إلى أن المنتجين يستعينون بمصححي لهجات، ليكونوا موجودين بشكل دائم أثناء كتابة حلقات المسلسل، وكذلك ليدربوا أبطال العمل على إتقان اللهجة الصعيدية. وتضيف "هناك نجوم مصريون استعانوا بمصححي لهجات للتدرب على اللهجة الصعيدية، ومنهم الفنان حسين فهمي، الذي استعان بمصحح لهجات لتدريبه على اللهجة الصعيدية لمدة شهر قبل أدائه لدوره في مسلسل "حق مشروع" الذي قام ببطولته مع الفنانة عبلة كامل". عن هذه التجربة يقول حسين فهمي "هذه الشخصية كانت تمثل تحدياً خاصا لنفسي كممثل، فقد بذلت بها مجهوداً كبيراً لإتقان اللهجة الصعيدية، التي حرصت على دراستها على مدار شهر كامل تحت إشراف مصحح لهجات". ويقول الناقد الفني هيثم كمال "لولا موهبة جمال سليمان، لما رأى المنتجون أنه أهل لتجسيد دور بطولة لمسلسل صعيدي آخر هو "أفراح إبليس"، وهو يقرأ حاليا ثلاثة نصوص لمسلسلات صعيدية، الأول بعنوان "سيدنا السيد"، والثاني هو "قطار الصعيد" للروائي يوسف القعيد، والثالث يكتبه عبدالرحيم كمال، لم يتم الإفصاح عن اسمه بعد". ويضيف هيثم "النجوم السوريون يريدون إثبات أن قضية إتقان اللهجة مسألة نسبية على أهميتها، فهي مطلوبة وإتقانها جزء من إتقان مهنتهم كممثلين، إلا أن الحضور والأداء التمثيلي يبقيان هما الأساس، ولعل هذه هي المعادلة التي وضعها المنتجون والمخرجون المصريون نصب عيونهم حين سعوا إلى استقطاب نجوم سوريين لتجسيد أدوار البطولة في مسلسلاتهم، وهي نقطة إيجابية تضاف إلى رصيد النجم السوري وحضوره العربي". أما الفنان السوري تيم الحسن، الذي عرفه الجمهور المصري من خلال دوره في ملسلسل "الملك فاروق" ثم من خلال دوره في المسلسل الاستخباراتي "عابد كرمان"، يستعد هو الآخر لتقديم مسلسل باللهجة الصعيدية، فقد التقى الأسبوع الماضي كلاً من الدكتور عادل مغربي مؤلف مسلسله الجديد "الصقر شاهين" والسيناريست إسلام يوسف للاطمئنان على الحلقات التي تم الانتهاء من كتابتها، واطلع بالفعل على 15 حلقة تم الانتهاء من كتابتها بالكامل، ومن المتوقع أن يبدأ تيم تصوير المسلسل نهاية الشهر المقبل. ويقول عبدالنبي الهواري، أحد أهم مصححي اللهجة الصعيدية في المسلسلات الصعيدية، إن "مهنة مصحح اللهجة تحتاج إلى جهد شاق، لكنني أصبحت أمتلك مهارات خاصة وخبرة حصلت عليها من خلال عملي بها على مدى 12 عاماً، حيث شاركت فيما لا يقل عن 20 عملاً درامياً بدءاً بمسلسل "ذئاب الجبل" الذي قام ببطولته أحمد عبدالعزيز، وحتى مسلسل "الرحايا" الذي عرض في رمضان قبل الماضي، وكان يتناول لهجة منطقة معينة في سوهاج، وهي منطقة تتميز بالجمع بين اللغة العربية واللهجة العامية وبالتحديد في 20 كلمة". ويضيف "لدي 3 من المساعدين ينفذون توجيهاتي، ونعقد جلسات عمل مع المخرج، وكاتب الحوار والسيناريو قبل الجلوس مع الفنانين لنحدد لهم اللهجة التي يسير عليها المسلسل".