أعلن الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد امس، أن إيران ليست من دعاة الحرب ولكنها سترد بحزم على أي اعتداء. وقال الرئيس الإيراني في كلمة خلال ندوة تحت عنوان «الوحدة والانسجام الوطني لشبّان إيران الإسلامية»، ان «إيران أعلنت أكثر من مرة بأنها لا تريد البدء بالحرب أبداً»، غير أنها «سترد الصاع صاعين لكل من تسوّل له نفسه الاعتداء عليها». وأشار نجاد الى ان «الشعب الإيراني قدّم الغالي والنفيس من أجل الحفاظ علي الوطن الذي ترعرع فيه علماء کبار مثل ابن سيناء وحافظ وجلال الدين الرومي وغيرهم من كبار الأمة». وتأتي تصريحات نجاد وسط استمرار المناورات الضخمة في البلاد والتي بدأت الإثنين الماضي، تُجري خلالها إيران اختبارات لمنظومات صواريخ متطورة. المسؤول الروسي من جهة أخرى، قام نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف الذي يمثل روسيا في «مجموعة 5+1» (الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن والمانيا) بزيارة مفاجئة لطهران حيث التقى سعيد جليلي كبير المفاوضين الايرانيين، كما ذكرت وسائل الاعلام الايرانية. وتأتي هذه الزيارة في وقت تستأنف ايران و «مجموعة 5+1» مفاوضاتهما لايجاد حل لازمة الملف النووي لكن لم يحدد بعد اي موعد لهذه المحادثات. واستأنفت ايران و «مجموعة 5+1» مفاوضاتهما في كانون الثاني (يناير) 2012، لكن بعد سلسلة لقاءات لم يتم التوصل الى اتفاق. وفي موازاة ذلك يتوقع ان يستأنف ممثلو الوكالة الدولية للطاقة الذرية وايران مباحثاتهما في طهران في 13 كانون الاول (ديسمبر) المقبل. واكد ريابكوف الاحد ان بلاده تؤيد محادثات ايرانية-اميركية مباشرة حول برنامج ايران النووي. وقال: «اننا براغماتيون. نريد شيئاً يخرجنا من المأزق الحالي»، مؤكداً وجود اتصالات ايرانية-اميركية غير رسمية. وتؤكد ايران ان برنامجها النووي مخصص للاستخدام السلمي في حين يرى الغربيون واسرائيل ان طهران تطور سراً قواعد لانتاج قنبلة ذرية. ونفت ايرانوالولاياتالمتحدة في تشرين الاول (اكتوبر) اي اتفاق سري لبدء مفاوضات ثنائية بعد الانتخابات الرئاسية في السادس من تشرين الثاني (نوفمبر) الجاري، كما اكدت صحيفة «نيويورك تايمز». وأعلن وزير الخارجية الايراني علي اكبر صالحي الاثنين ان اي قرار بشأن بدء محادثات ثنائية مع الولاياتالمتحدة بخصوص الملف النووي يجب ان يتخذ من قبل المرشد الاعلى للجمهورية علي خامنئي. وكانت ايران الخاضعة منذ سنتين لعقوبات غربية، تلقت بحذر اعادة انتخاب اوباما رئيساً للولايات المتحدة لولاية جديدة من اربع سنوات، لكن من دون ان تستبعد استئناف اتصالات مباشرة مع واشنطن لحل الازمة المتعلقة بملفها النووي المثير للجدل. المناورات على صعيد آخر، اختبر الجيش الإيراني بنجاح امس، منظومة صواريخ «أس 200»، في إطار مناورات ضخمة باسم «المدافعون عن سماء الولاية 4» التي انطلقت الإثنين الماضي في شرق البلاد بمشاركة قوات الجيش و «الحرس الثوري». وأفادت وكالة «فارس» الإيرانية للأنباء أن المناورات التي تجري في مدينة بيرجند شمال شرقي إيران، شهدت امس، اختباراً ناجحاً لمنظومة «أس 200» الصاروخية بعدما استهدف أحد صواريخها طائرة من دون طيار ونجح في تدميرها. وأوضحت الوكالة إن «أس 200» تتناسب مع التهديدات على ارتفاعات عالية واعتراض الصواريخ الباليستية والمقاتلات، كما تطلق هذه المنظومة صواريخها دفعة واحدة وعلى ارتفاعات مختلفة. وأعلنت إيران إنها طوّرت نسخة جديدة من «أس 200» وهي نسخة قديمة من منظومة «أس 300» الروسية التي أحجمت شركة «روس أوبورون أكسبورت» التي تدير الصادرات الروسية من السلاح والعتاد العسكري عن تنفيذ صفقة لبيع هذه المنظومة إلى إيران. وكانت إيران أعلنت عن تطوير منظومة صاروخية باسم «باور 373» بدلاً عن منظومة «أس 300 «. واختبرت إيران أيضاً 3 منظومات صواريخ متوسطة وبعيدة المدى محلية الصنع، في إطار مناوراتها كما أجرت تجربة ناجحة على صاروخ من طراز «هوغ» متوسط المدى يتمتع بسهولة الحركة والمناورة والدقة في إصابة الهدف. وتشارك في هذه المناورات التي تجري في مساحة تقدر ب 850 الف كلم مربع، وحدات من القوة الجوية ل «الحرس» ووحدات من الدفاع الجوي والقوات الجوية والبرية والبحرية بالجيش، اضافه الي وحدات من قوى الأمن الداخلي. وأعلن قاده عسكريون ايرانيون ان احد اهداف هذه المناورات هو «الرد علي أية هجمات محتملة للعدو والتنسيق بين قوات الجيش والحرس الثوري». وحلقت في اليوم الأول في المناورات مقاتلات وقاذفات وطائرات تزويد الوقود، كما قامت طائرات استطلاع بالتقاط الصور وجمع المعلومات في منطقة المناورات بمشاركة طائرات من دون طيار.